تُراني أفيء إلى ظلها ذات يومٍ،
أعود إلى حضنها في الغياب
ألمُّ بقايا من التعب المتناثر في القلبِ،
أصغي إلى وشوشات العصافيرِ،
قرب شباكها في خشوع
وأحصي شتاتي الموزع خلف السراب
على عجلٍ ألتقيها لأجمع ما يتكومُ،
من عسلٍ في خريفِ صباحاتها،
فوق أجفانها الناعسة
أمدُ إليه يديّ، أحاول أن ألمسه
وحين أنادي يرد الصدى،
في خفوتٍ سؤالي الذي لا يُجاب
أقولُ : اغفري زلتي،
بعد أن حَمَلتْنِي المفازاتُ من زمنٍ،
سلمتني مفاتِيحَهَا مدنُ الإغتراب
وألقت إليَّ بما قد تبقى
من الوقت والعُمِرِ..أسماكَ زينتها،
في المرايا..وأطيافَها في الزوايا،
وأنجُمَهَا المُسْتَحِمَةِ بالضوءِ،
فضتَها في بروق السحاب
*******
كما الطِفلُ لا أبتغي مِنكِ غيرَ الرِضى،
عن حماقة روحي
سوى الصفحِ من وجعٍ يتراكضُ فيَ،
يُخيِّمُ مثل الهواجس في القلبِ،
يسكنني من صباي،
وتغرزُ سكينها في طريِّ جروحي
أفتش عن صورةٍ لم تزل ماثله
وما مَرَّ في خاطري..ما إدَّخرت،
من الحزن فوقَ إحتمالي
وما استودعته بأنفاسها الريح،
من عبقٍ فوق طلعة شمسِ الصباحِ،
على وجنتيها..وضحكتها ذات يوم
على بسمةِ الفجرِ في وجهها الطفلِ،
من زمنٍ ضاع مني،
ولكنه ماثلاً لمْ يزلْ في رُؤاي
وأكذب حين أقولُ بأنك لم تكبُرِي،
بعدُ طُولِ رحيلي
فما زال سِحْرُ الأنوثَة مكتنزاً،
دِفئه في حنايا يديكِ
وحِناءُ صدرك يوقظني
كأني أشمُّ طيوبك نحوي تهبُ،
وترجعني من غيابي الطويلِ
********
على بعد نبضٍ من القلبِ أنتِ
وحيداً أعودُ لأجثو على رُكبَتيكِ،
وأقرب لي من لهاثي
وشهقة روحي بلوغ يديكِ،
ودفئكِ في ليلِ كانونَ،
بَوحك لما يَزل يَتردَدُ في القلبِ،
رُغم الذي فات من عمري،
وانقضاء سنيني
تعودين ضوءاً يراقص في العتم أشباهه
كنجمٍ قريبٍ يشي برقه بالأمان،
يؤشر للسائرينَ بليلٍ طريقَ الخلاصْ
وها أنا أصغي على وجلٍ،
لنداءٍ ذبيح
على البعد أسمع وقع خطى زمن،
من عقودٍ يطاردني
أدقُ على كل باب
أصدَّق ما قد تمنيتُ يوماً
أقول تجيئُ كبرقٍ يرجُ سمائي،
ليفتحَ لي كوَّةً في الغياب
كترنيمة فوق مذود طفلٍ يتيم
ولكن أعودُ كحاطب ليلٍ،
بلا أمل في الإياب
******
سأعترف الآن يا إمرأة لن أحب سواها
بأن غيابك وحشته لا تُحدُّ،
تسورني حسرةٌ نارها ليس تخمد يوماً
وحيداً سأمضي وليس سوى رجع هذا النداء،
وهذا الخواء الذي يتكسر في الروح،
أبصر أشتاته في المدى،
في أبتهالاتي الواجفة
وليس سوى الصمت حولي يرين،
بأناته الخائفة
وغير سؤالي الذي يتراجع خلف الصدى
كتنهيدةٍ هي أقربُ للصرخة الراجفة
&
دبي
&
التعليقات