وقفت أمامه ترمقه بعين عاشقة.. وعين تتأمل ملامحه الباسمة الباكية.. فتتوجس.. ثم قالت:

أرى في سماءك طيفاً.. عسى أن يطهر الروح من أحزانها ويجدد أفراحك...

&وأعرف أن نفسك رغم الجراح عصية على العيش بدون فرح.&

إبتسم نصف ابتسامة &يكسوها ضباب حزنه.. كهلال مشع خلف سحابة تغار عليه من عيون المدينة... و قال:&


أبحث عن طيف نفسي فلا أجده.. فكيف &أجد طيفا آخر؟

قالت: فضاؤك واسع يضيع فيه كل طيف

قال: فضائي.. مسرح يرقصن عليه الصبايا ليطربن.. ويتركن لي البكاء..

يعزفن بأصابع اقدامهن على اوتار قلبي: أغنية افراحهن..&

ولأن قلبي: سخي العطاء.. & &&

يمنحهن كل الألحان مموسقة بعذاباتي وحانية عليهن بهمسات قصائدي...

أبكي: ليغني الجمال في حناجر الزهور

وأنثر كلماتي إكسيرا في فم الظلام... ليشرق.

صرخَتْ: حقا.. البكاء.. سرُ إبداع ِ بوحك.

قال: صدقتِ.. وما أعذب البكاء حين تسيل دموعه في المآقي رغما عن أحداقها.. فيكون قاسيا الى الدرجة التي تتلذذ &عندها الأعماق &باحتضان الجرح كطفل متشبث بثدي أمه.

جرحي: سر بكائي.. حيث تتدفق الآلام في نهر خواطري فتتحول بفعل البياض فيني: الى ورود تعطر الأمكنة.

قالت: ما أجمل أن ينتفض الجرح في القلب الجميل ليصبح أغنية.. أو يَنبٌتَ وردة.. بدلا من أن يصبح سكيناً في القلوب: المفعمةِ بالسواد !

قال: القلب الذي لا يستمد نوره من عقل غارق في المعرفة المتوشحة بضوء الأشعة.. لا يستطيع أن يزهر جمالا..&

حتى لو كان ذلك العقل: لا يقرأ

فإن المعرفة النورانية في بعض الأحيان لاتحتاج الى بصر.. أو لسان..&

بقدر ماتحتاج الى كيان تسكنه المحبة &والإستبصار الوجداني.. كي يمنح الحياة فيضا بفعل قوة الحب القادر على بلسمة الجراح.. وغرس القيم العظيمة.

تأوهت كصوت ناي تعزفه قبلات المطر.. مدت يدها لتمسح التعب البارز على جبينه.. وفي جوفها نفحة من شعور ملتهب لا تعرف كنهه... &وقالت:

ولم.. لا أكون طيفك.. كي:&

أزور مساءآتك وأسعد بدفء بوحك.. وأقطف من ثمار نبضك عشق الحياة.. فأغسل ألمك بأنفاسي وقد تعطرَتْ بشذا أريجِ فكرك ؟

لم.. لا أكون أرضاً تهطل عليها دموعُ سماءك.. فتنغرس في صدري.. أحزانك التي لا تثمر غير الحب الماطر سناء ؟!


وفي لحظة العناق بين يدها وجبينه.. وسط شغاف الأسئلة : هلت سحائب اللقاء.. وأمطرت حياةً جديدة !!..
&
&امريكا/ ٢٠١٦م
&