بغداد: انتقد العديد من الفنانين والنقاد واقع (معرض الفن العراقي المعاصر) السنوي الذي اقامته دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة مشيرين الى اخفاقه وفشله في ان يكون مميزا كما عهده في السابق !.

&
افتتح &في قاعة عشتار &بوزارة الثقافة والسياحة والآثار &ببغداد المعرض السنوي الشامل للفن العراقي المعاصر &الذي تضمن فنون (الرسم، النحت،الخزف، الخط العربي، التراثيات والأزياء) الذي تقيمه دائرة الفنون التشكيلية ،بمشاركة 261 عملاً، لـ 250 فناناً وفنانة من كلّ محافظات العراق، الا ان المعرض نال سيلا من الانتقادات كونه ضم سمح للاعمال الفنية غير الجيدة بالمشاركة فيه وهو ما عده البعض اسقاط فرض واشاروا الى هذا المعرض الذي هو تقليد سنوي اخفق في تقديم اعمال جديدة ملفتة للنظر ، فيما اشار البعض الى ان هجرة الفنانين الكبار وانعدام الثقة بين الفنانين والمؤسسة الثقافية هي التي السبب في عدم وجود تطور .

&ديمومة للحركة الفنية
فقد اكد الفنان مازن منذر ان اقامة المعرض لديمومة الحركة الفنية، وقال : اشعر بالسرور ان اشترك مع نخبة من الفنانين التشكيليين بمختلف اخصاصاتهم وتنوعاتهم وقد شهدت القاعة زحاما كبيرا كان مصدر فخر لنا جميعا.
واضاف: المعرض يحمل عناوين كثيرة واساليب عديدة وتنوعات اظهرت ان هناك فنا معاصرا واعمالا &ترقى الى مستوى الاعمال الاوربية ، المعرض محلي وليس دوليا ولكنه يحمل معنى تواصلنا من اجل ديمومة الحركة الفنية في العراق.
وتابع: شاركت في المعرض بعمل نحتي يبلغ طوله مترين من مادة الخشب يحمل عنوان دار السلام التي فيها كل المكونات العراقية ورمزت بالحمامة التي تقف على قمة هذا العمل للسلام الذي يريده ويعشقه العراقيون .
&
اعمال ضعيفة
اما الفنانة نادية فليح التي قدمت عملا مميزا وملفا ، فقد اشارت الى وجود اعمال ضعيفة، وقالت::المعرض تظاهرة فنية كلنا نسعى اليها والحمد لله نحن ننتظر دائما مهرجان الفن المعاصر ولكننا نطمح للافضل دائما ، فما زال هناك بعض الاخفاقات على الرغم من التعب والاجهاد في التنظيم، ولكن هناك اعمال ضعيفة كان من المفروض ان يكون المهرجان الذي يحمل عنوان الفن المعاصر شيئا كبيرا ومميزا والذي كان في يتابع المهرجان في التسعينيات سيحس بالفرق .
واضافت: هناك لجنة لتقييم الاعمال ولكن اللجنة ستراعي الظروف وهذه المراعاة تأتي على حساب النوعية وامكانية المعارض ، ولكن نقول انها تظاهرة جميلة ولكن للاسف ان الفنانين الكبار والاسماء المعروفة الذين لديهم امكانية واضحة ابتعدوا عن الوزارة وهي كمؤسسة فنية مهمة جدا بسبب قلة الثقة او انعدامها ، فالفنان وانا واحدة منهم افكر ان اقيم معرضا خارج الوزارة واستفيد منه معنويا وماديا وهذه يسحبني من المؤسسات الفنية داخل العراق ، واخص بالذكر وزارة الثقافة التي اتمنى ان تتحرك فتدعو هي الفنانين ونحن نتذكر عام 2003 حين اقيم ملتقى الفن التشكيلي الذي حضره العديد من الفنانين الذين هم خارج العراق وصارت تظاهرة مميزة، ونحن نريد ان يتكرر هذا دائما ولكن نبقى نقول ان اي عمل في هذه الظروف هو جهد يحسب لهم .
وتابعت: مشاركتي كانت عن الجذوع الخاوية التي تتحدث عن موت النخيل والوضع العراقي الراهن وتأثر الانسان، والجذوع هي للنخلة وللشخص وقد زاوجت فيما بينهما ،والمادة المستخدمة هي كل ما يتعلق بالنخيل وفي داخلها قصيدة للشاعر علي الهاشمي دخلت ضمن المنحوتات واللوحات وتتحدث عن موت النخيل وانا اقصد بعملي الحياة العراقية .
&
التواصل هو المهم !
من جانبها ، اكدت الفنانة كريمة هاشم، مديرة معهد الفنون الجميلة للبنات الى وجود شغل غير جيد وان اثنت على المشاركين لصعوبة الظرف، وقالت هذه تظاهرة جميلة ان يجتمع هذا العدد الكبير من الفنانين التشكيليين الذين تنوعت اعمالهم بين الخزف والرسم والنحت ، واخذت طابع التجريد والواقعية وغير ذلك وهناك خامات مختلفة مثلما اشتغل البعض على خامة واحدة او خامتين ، وهذه الانجازات الفنية وبهذه الظروف وخاصة ان البلد يمر بمرحلة صعبة جدا من التحديات والازمات ونجد هذا الكم الهائل من الفنانين بهذا العرس اللوني المتعدد كأطياف الشعب العراقي تجعلنا نثني عليها وعلى تجارب الفنانين .
&واضافت: هناك وجوه جديدة ولكن الشغل غير جديد ،فهناك اعمال فيها نوع من التقليد او المماثلة للاخرين وهناك قسم من الفنانين سبق لنا ان شاهدنا اعمالهم وتجاربهم ولكن الحكمة ليست فيما يقدم الفنان بل في التواصل في الظروف مع الحياة .
&
اسقاط فرض
من جهته اكد الناقد حسن عبد الحميد ان فوضى التنظيم اضاعت الكثير من الاعمال الجيدة، وقال: في الوقت الذي نشيد بهذه المعارض التي تديم استمراية العمل التشكيلي، والعراق ثالث بلد في العالم ينتج فنا تشكيليا ، ولكنني لست مع التقاليد الصارمة بل مع التقاليد الحقيقية للفن ،هذا المعرض يفترض ان ينقسم الى قسمين ، الاعمال المحترفة والاعمال التي تتمتع بافكار وتقنيات ورؤى على العكس من بعض الاعمال التي هي بسيطة، لا ترقى الى ان تصل الى عرض رسمي، فهذا عرض وزارة ، اما ان تفكر الوزارة او دائرة الفنون التشكيلية ان تكسب ود كل الفنانين فهذا غير صحيح ، ففي العالم هنالك مستويات يجب احترامها .
&واضاف: اشعر بنوع من الارتباك وانا اشاهد هذه الاعمال ، فهناك قفزات ما بين عمل قوي واخر ليست فيه قواعد العمل الفني ، انا متفائل دائما ولا ادعي لنفسي ان اقيم الاعمال ولكن هذا ليس مستوى الفن العراقي، ونحن نقول لرسامينا في الخارج انكم حين غادرتم البلد اندحر الفن، وهذا صحيح لعدم وجود تجارب ، وكان من المفترض ان القاعة تتوزعها اعمال الاستاذة والفنانين الكبار او ان تكون هناك لجنة تفرز .
وتابع: الفن العراق فن عظيم وهو واحد من اكبر مثابات الثقافة العراقية الى جانب المسرح والشعر ،وهناك فرسان ورواد هذه النهضة بدء من الرعيل الاول وجيل جواد سليم وفائق حسن وحافظ الدروبي وخالد الجادر، ودائما هناك ما يلفت النظر ولكن بالفوضى تضيع الكثير من الاعمال الجيدة وكذلك بسبب توزيع الاعمال &غير الصحيح في القاعة، فكان من الممكن ان يكون هناك جانب للنحت وللخزف وللاعمال التجريدية وغير ذلك .
وختم بالقول: هذه المعارض هي اسقاط فرض ليس الا .

عروض مكررة
الى ذلك اكد الفنان ناصر عبدالله الربيعي، رئيس تحرير مجلة باليت، على عدم رضاه عن المعرض وقال :استكمالا لمسلسل العروض المكررة الذي لم نجد فيه اي ابهار او دهشة من الممكن ان تؤثر بنا ، فربما كانت الاعمال تستخدم النمطية نفسها واغلب الفنانين يعيدون انتاج ما قدموه سابقا واما بطريقة مختلفة قليلا ولكنها في النتيجة تؤدي الى قولبت نوع المعارض،فهذا الاطار النمطي في العراق بصراحة لم يقدم للحركة الفنية موطيء قدم في التطور الحاصل .
واضاف: العرض التشكيلي اصبح مجرد عرض لوحات مرسومة مختلفة الاساليب وان كان اغلب الاساليب تعتمد التابو القديم والمدارس المتوارثة الا ان الفنان العراقي يحتاج الى قفزة اخرى ويحتاج الى الخروج من هذه الشرنقة التي تحيط به منذ عقود طويلة، فمنذ الثمانينيات ربما لم نجد ذلك التطور المنشود الا &ببعض الفنانين الذين خرجوا بعيد عن الوطن واحتكوا بمدارس اوربية واميركية واستطاعوا ايجاد نوعا من الستايل الخاص بهم الا ان الفين الذين خرجوا بعيد عن الوطن واحتكوا بمدارس اوربية واميركية واستطاعوا ايجاد نوعا من الستايل الخاص بهم الا ان الفنان العراقي في الداخل لا زال اسير الواقع المتردي الذي يعيشه، هذا الواقع والحياة الصعبة التي يحياها الفنان اثرت عليه بشكل كان حتى في لا وعيه ، حيث ان لا وعيه الفني ما زال يحمل ندوب وجراح المأساة التي مر بها الوطن .
وتابع: المعرض هو تكملة لسلسلة العروض لا اكثر ولا اقل ، واصبحت عندي حالة مثل المريض الذي يبتلع الدواء دائما فتصير عنده حالة لا يؤثر فيه اي دواء اخر ، فالعروض اصبحت مكررة الى درجة وحتى لو كان هناك عمل او اثنان فهما لا يغلبان الكثرة غير الجيدة ، فنحن نحتاج الى تجارب جديدة .
وختم بالقول: السبب وراء ذلك الكثير من الاسباب ، وحتى لو كانت هناك لجنة فماذا ستفعل اذا كان الكم المقدم اليها بهذه النوعية ، فقد تختار افضل الموجود لانها لا يمكن ان تفرض نوعية المقدم عليها ،القضية اصبحت اكبر من الفنان نفسه فتثقيف الفنان ووصوله الى مرحلة النضج الفني تحتاج الى تظافر جهود كثيرة :مؤسسات دولة ،مؤسسات خاصة، اكاديميات ومعاهد فن والى برنامج كبير نفتقده، وبالاساس نحن فقدنا برنامج حياتنا اليومية فكيف نقدم برنامج لاعلاء شأن الفن والثقافة .
&