تحتضن لندن في يناير/كانون الثاني معرضاً يحاول ان يعيد تأثير الجناح الاسباني الذي شاركت به الحكومة الجمهورية الاسبانية في معرض باريس الدولي عام 1937، حين كانت الحرب الأهلية الاسبانية في ذروة استعارها. وضم الجناح الجمهوري اعمال فنانين يساريين اسبان ومعروضات تعبر عن اهوال الحرب ومعاناة الشعب الاسباني فيها. افُتتح الجناح الاسباني متأخراً وأُقيم في ظل اثنين من اكبر الأجنحة المشاركة في المعرض بالمعنى الحرفي لكلمة ظل ، وهما الجناح السوفيتي ومقابله مباشرة الجناح الالماني وكان يعلو كل منهما تمثال كبير. وفي ختام معرض باريس الدولي منح منظموه جائزة افضل جناح الى هاتين المنشأتين اللتين كانت احداهما رمزاً للستالينية والأخرى للنازية وابتذالهما للفن. من جهة اخرى اضطر المعماريان الشابان اللذان صمما الجناح الاسباني الجمهوري جوزيب لويس سيرت ولويس لاكاسا الى العيش في المنفى. 
ضم الجناح الاسباني "نافورة الزئبق" ، العمل التجريدي للنحات الاميركي الكسندر كولدر ، الذي عُرض وقتذاك في الهواء الطلق ولكنه محفوظ الآن بغطاء زجاجي ويسهر على صيانته خبراء يرتدون ملابس واقية في مؤسسة خوان ميرو في برشلونة. كما كُشف في الجناح عن عملين انتجهما اثنان من اشهر فناني العصر. الأول "غورنيكا" بابلو بيكاسو التي كانت صرخة غضب على تدمير الطائرات الالمانية للمدينة الاسبانية الصغيرة. ورسم بيكاسو اللوحة في مشغله لكنه انجزها في موقع الجناح الاسباني حيث تذهب احدى الروايات الى ان شخصاً من الجناح الالماني رأى بيكاسو بجانب اللوحة وسأله "أهذا عملك؟" فرد عليه بيكاسو بالقول "كلا ، هذا عملكم أنتم". وأصبحت "غورنيكا" من أشهل الأعمال الفنية في القرن العشرين. العمل الثاني هو جدارية خوان ميرو "الحاصدة" التي لم تُشاهد منذ تهديم الجناح. ومن الجائز ان تاجراً شاطراً خلع الجدارية قطعة فقطعة من حيطان الجناح وانقذها من التدمير ولكن من الجائز ايضا انها تكسرت مع انقاض الجناح خلال تهديمه. وما زال خوان بونيت ميرو حفيد ميرو يأمل بأن يظهر عمل جده ذات يوم. وقال ان الجدارية كانت ذات قيمة شخصية وسياسية عند ميرو وانها كانت "تعكس آلام شعب كاتالونيا ومعاناته وخوفه الثوري من رؤية انتصار القوميين الفاشيين على هويته ولغته وثقافته". وافق غاليري بلدية برشلونة على نقل المعرض الخاص بالجناح الجمهوري الاسباني الى لندن التي ستحتضنه ابتداء من 18 يناير/كانون الثاني ، وحاول منظمو المعرض ان يعيدوا انتاج جدارية ميرو المفقودة. ولكنهم واجه مشكلة كبيرة. فان بيكاسو رسم "غورنيكا" بالرمادي والأبيض والأسود في حين جدارية ميرو كانت مزدانة بالألوان القرمزية والصفراء التي تتميز بها اعمال ميرو. لذا أُعيد انتاج الجدارية بالمسح الإشعاعي لأفضل الصور التي ما زالت موجودة لها ثم تكبيرها وربطها ببعضها البعض ، بالأسود والأبيض.
كما سيضم المعرض ملصقات ثورية ومواد تحريضية شاركت في جناح 1937 مع الملصقات والبرامج الأصلية لمعرض باريس الدولي التي شارك في رسمها وتصميمها العديد من الفنانين. ونقلت صحيفة الغارديان عن حفيد ميرو ان جناح الجمهورية الاسبانية "ما زال يحتفظ بمعنى خاص جدا بالنسبة لنا نحن المولودين في الخمسينات والستينات وعشنا السنوات الأخيرة للدكتاتورية والفترة الانتقالية ووصول الديمقراطية". واضاف ان هناك المزيد مما يمكن اكتشافه في هذا الجناح رغم ان باحثين اسباناً وأجانب درسوا المعرض بكل تفاصيله. وقال ان هناك الغازاً تنتظر حلها مثل "أين هو عمل ميرو "الحاصدة" الذي ما زال مفقوداً حتى اليوم؟" يقام معرض "ثوار الفن" عن الجناح الجمهوري الاسباني في "مايورال غاليري" في لندن من 18 يناير/كانون الثاني الى 10 فبراير/شباط 2017.