اثار تنفيذ الحكومة العراقية لقانون الضرائب على الكتب المستوردة السخط والاستياء في الاوساط الثقافية العراقية واحتجاجات اصحاب المكتبات ودور النشر ،الذين عدوا القرار اعتداء على قيمة الكتاب والاضرار بالقاريء العراقي المتعطش الى النتاجات العربية والاجنبية .

فقد اعلن مجموعة من أصحاب دور النشر والمكتبات العراقية، احتجاجهم ضد جهات حكومية لفرضها ضرائبعالية على الكتب المستوردة ، خاصة بعد احتجاز 13 حاوية تابعة لدور النشر العراقية في ميناء البصرة، مؤكدين ان هيئة الگمارگ تمنع مرورها الا بعد دفع الضريبة التي وصفوها بـ (غير القانونية) ،مطالبين الحكومة العاقية بالتدخل لالغاء الضريبة التي فرضت مؤخرا على الكتاب، مشددين على أنهذه الإجراءات المؤسفة تهدد حرية الثقافة وتداول الكتاب ، واكد عدد من اصحاب دور النشر والمكتبات ان هناك مخططا خبيثا للحد من تداول الكتاب داخل العراق والتضييق على دور النشر العراقية بفرض ضرائب عالية على الكتاب المستورد، رافعين شعارا (هاشتاق) على مواقع التواصل الاجتماعي : #كلا_لمحاربة_الكتاب، فيما اشار البعض الى انه شاهد (لجنة من وزارة المالية و التجارة ودائرة الگمارگ) تتجول في شارع المتنبي بشكل غير علني لمعرفة أسعار الكتب لتقييم نسبة الضريبة على الكتاب المستورد.

مناشدات ولكن ..

وناشد أصحاب دور النشر والمكتبات والمثقفون مجلسي النواب والوزراء، عبر رسائل اليهم من اجل الغاء الضريبة ،جاء في مناشدتهم :نحن مجموعة من أصحاب دور النشر والمكتبات العراقية، نطالبكم بالتدخل لالغاء الضريبة التيفرضت مؤخرا على الكتاب.ففي الوقت الذي تقوم فيه أغلبالحكومات بدعم الكتاب والقارىء؛ تقوم حكومتنا بفرض ضرائب كبيرة على استيراد الكتب من خارج العراق، وهذاالأمر يساهم بتأخر البلد ثقافيا ومنعه من مواكبة التطورات الحاصلة في العالم، فالضريبة ستمنع المثقف العراقي مناقتناء الكتاب.نناشدكم باسم الثقافة والمعرفة أن تساندوا الكتاب العراقي.

كما بعثوا برسائل الى من يهمه الامر قالوا فيها :نحن دورالنشر العراقية، نواجه حملة منظمة من قبل جهات حكومية تحاول اضطهاد ومحاصرة الحركة الفكرية في العراق من خلال فرض ضرائب تقديرية عالية الكلفة على دخول الكتاب إلى العراق على مختلف تصنيفاته ..(كتب ثقافية، كتب علمية، كتب دينية، كتب أطفال) دون العودة إلى بنود القانون العراقي والقوانين الدولية بدعم الكتاب وإعفاءه من أي رسوم أو تعريفية گمرگية.

قرارات مؤسفة

ووصف رئيس الاتحاد العام للناشرين العراقيين، عبدالوهاب الراضي، الاجراء بأنه غير عاقل ،وقال : من المؤسف ان تتخذ السلطات العراقية قرارات مؤسفة بحق الكتابوتعامله معاملة اية سلعة اخرى.

واضاف: قانون الضريبة الجديد طبق منذ بداية تشرين الاول / اكتوبر وشمل الكثير من السلع ومن ضمنها الكتاب،الذي من المفترض أن يكون بعيداً عن الضريبة ومستثنىً منها، لأنه أصلاً يتعرض لضريبة كمركية بنسبة 15 بالمائة،بعد أن كانت 1 بالمائة فقط .

وتابع: الضريبة الجديدة تُفرض على (الكارتونة) الواحدة،وليس على الكتاب كقطعة واحدة، وهذا يعني ان الاجراءالضريبي هذا سيؤدي إلى ارتفاع سعر الكتاب، بشكل طبيعي ، فالكتاب الذي سعره 10 دولارات سيكون سعره 13 دولاراً، وهذا الارتفاع سيضر للقارئ العراقي مثلما سيضر سوق الكتب .

عودة الى عصر الاستنساخ !!

واعرب بلال محسن البغدادي ،صاحب دار نشر ، عن استغرابه لشمول الكتاب بالضرائب التي فرضتها الحكومة على السلع المستوردة، وقال : منذ اكثر من عشرة ايام على حجز حاويات الكتب في الميناء ولا نتيجة تذكر على الرغم من مناشداتنا عدم شمول الكتاب بالضرائب التي اصدرهارئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في الشهر الثاني من العام الحالي من دون ان يستثني الكتاب منها.

واضاف : هيئة الگمارگ لم تعتمد القانون العراقي السابق الذي ينص على اعفاء الكتاب من الضرائب ،حيث معظم دول العالم تستثني الكتاب من الضرائب.

وتابع : الان الحاويات ما زالت محجوزة في ميناء البصرة، وعددها يزداد يوما بعد يوم، ووصل العدد الى 19 حاوية، ومن المؤسف ان تتنصل الجهة المعنية بالمطالبة ، وهي وزارةالثقافة .. ، فقد تنصلت عن دورها.

وعن مصير هذه الحاويات؟ قال : العودة من حيث اتت!!

وختم بالقول : الكارثة في هذا القرار ان سوق الكتاب العراقي سيتحول الى سوق استنساخ ،وستكون هناك هجرة لدور النشر العراقية وتحول نشاطاتها الى خارج العراق.

من جهته اكد الكتبي ستار علي، صاحب دار نشر ومكتبة،ان الضريبة غير قانونية واها تأثيرات سلبية على سوق الكتب، وقال : نطالب باطلاق سراح الكتب القادمة من بيروت والقاهرة الى مدن العراق المختلفة ،،يعني بحدود ٢٠ دولار للطرد الواحد وهذا كلفة اضافية على سعر الكتاب

واضاف: المطالبة بإعفاء الكتاب من التعريفة الگمرگية حق مشروع لدور النشر العراقية اسوة بما تقدمه معظم بلدان العالم لدعم الثقافة .

وتابع: لفرض ضرائب على الكتاب المستورد سلبيات كبيرة وتبعات ستضر كثيرا بسوق الكتب وتعيدنا الى ما كان يجري ابان عقد التسعينيات من ظواهر سلبية.

ضريبة على الثقافة

فيما اكد الكاتب والاعلامي علي المياحي ان الضريبة على الكتاب هي ضريبة على الثقافة، وقال :في الوقت الذي يحاول الكثير من المثقفين اعادة الروح الى القراءة بعد انهجرها الجيل الجديد بسبب الانترنت، يأتي قرار الحكومة لفرض ضرائب على الكتاب ليرتفع سعره ويقلل من فرص القراءة والمتابعة من قبل الشباب .

واضاف: اعتقد ان القرار ليس حكيما وله اضراره الكثيرة ليس فقط لاصحاب المكتبات بل للقراء سواء من العاديين اوالمثقفين ، فنحن نتطلع الى ان يكون سوق الكتب العراقي عالميا لاننا بحاجة الى ان يهتم الشاب العراقي بالقراءة اكثرمن أي شيء اخر.

اما الكاتب مصطفى الصوفي فقال : لا اجد من الضروري وضع ضرائب على تجارة الكتب في العراق ، واعتقد ان على الراي العام التحرك لجعل الحكومة تستثني الكتب المستوردة من الضرائب والسماح للمعرفة بالتداول بدون تقييد فهذااقل مايمكن فعله لتشجيع الوعي وزيادة المعرفة في العراق .

وأضاف "تلك القرارات التي تصدرها السلطات العراقية تساهم بتأخر البلد ثقافياً ومنعه من مواكبة التطورات الحاصلة في العالم، فالضريبة ستمنع المثقف العراقي مناقتناء الكتاب. ولذلك سيكون لنا موقف قريب، وسنحتج في محافظات العراق كافة بصفتنا الثقافية ونطالب بالسماح لكتبنا بالوصول إلى المدن، بالإضافة إلى إلغاء الضريبة الجديدة".