لا أحد ولا شيء من الأشياء

ينازع النساء عرش المساء

للنساء من كل جمال نصيب

هن حيوية الماء

وهن خفة عليل الهواء

وهن نفس الشعر الأول والأخير

وهن توأم الورد في كل إكليل

هن في الطيف الألوان

والطيف، وترياق كل سم هوى لقتيل

وإذ تشرق شمس على أختها

ثم هنالك مهرجان السحر يصير:

سرير سر من ثقل سحر طيلة السحر

وهي ذي الأرض تلتقم بلهف

لثمة الصباح من باطن مبسم

الأولى فالثانية

والساقان عمد الصرح

مكشوفتان لامعتان كالمرمر

لمدارج السالكين عشقا

مسار يليها وصلا بمملكة أكبر

وتقوم فيشهد النهار

ألا جنة إلا الملتقى تشتهى

تذهب ما بكل قلب شهيد

وأسوار الجنة حديث آخر

هنا التفت يدا الصانع

هنا خشع النحات

وترك أثر راحتيه

للعالمين حديثا لا يمل يذكر

على شفا شفيرها

ألف ألف رأس

وألف ألف عرش

وألف ألف شعب

حز وسقط وأبيد

فما حز في النفس سوى

أن لا أحد فاز بذاك المنهل

والتفت يدا الصانع أخرى

صعودا شمال الاستواء

وإزاء سر برمودا

هنا اختلف مجمع العلماء،

وقيل منزل الشيطان،

وقيل ما قيل

وكل ما في الأمر

أن ملاكا ذات يوم

عطش في طريقه إلى أرض التفاح

فحفر هنالك بئرا

وارتوى فارتاح

تاركا لمن سيليه من الآدميين

نبعا عذبا إليه تهفو الأرواح

ماضيا إلى قطاف دانية

إلى نضج القلب ولواعج حر المشاعر

إلى حيث الشفاه كما الأيدي

لا تألو تغامر

فما آبهة بوعيد

وما آبهة بذكرى طريد

قائلة: نلنا، فما الهم!

والسر سحر لا يبلى

وفوز عظيم

وإن أراد الجسد هذا يوما أن يقصم الدهر

ارتدى فستانا عاري الظهر

تحرر جوانبه المصقولة فينا

البوح والرغبة والقهر

مهوى الحضن

بعد طول الدرب

لمهجة القلب

وعلى صفحتي العنق

رسم آهات طويل الأشواق

ولجوار صفحتي العنق

تحسد ياقات القمصان

ويحسد العطر

وفي القفا

رحيق الروح يقتفى

ليهمس بعد للأذنين

أن لا أحد يخرج سالما

من ذينك الواديين

ليغوص أخيرا في البحر

سلاحه في الإبحار ههنا

حلو طعم غدير القبل

ومن دنا، أو سيدنو، سيعلم

أن لا عبق أزكى من هذا الأريج

وأن لا سكر بالعقل يذهب

كما يذهب هذا المزيج

وأن لا ولم ولن

تخلق حروف تصف حروف الجمال

وإني كلما قلبت ههنا لذلك الضروب

ضربا بضرب

إلا ورجعت أسفان غضبا

فأقول: لعلهن غرن من سحر البيان يوما

فحرمن الشعر

على هذه الأرض