صدر الديوان الجديد للشاعرعبدالله السمطي بعنوان:" السماء الجنوبية للحب" يرتحلُ فيه الشاعر عبر فضاءات متنوعة ما بين الذاتي والإنساني والكوني، ملامسًا بشكل غنائي شفيف حينا تجليات الذات وهمومها وتفاصيلها الداخلية، ما بين أسئلة وهواجس وتأملات، ومشارفًا حينا آخر جملة من الأبعاد الإنسانية والكونية. ميزة القصائد في هذا الديوان تتراوح بين الرؤية الجمالية للأشياء عبر نصوص طويلة، أو الرؤية للقطات الصغيرة في قصائد قصيرة جدا، بيد أن الديوان يأتي في الشكل التقليدي المتجدد، وفي الشكل التفعيلي الحر. ويصدّرُ السمطي ديوانه بالقول:" لا شيء لي .. أنا ضيف نفسي فوق هذي
الأرض.. لا أهلا ولا سهلا" ويقول:" ليس الطريق هو الذي تمشي الخُطى بل ما تسير له القلوبُ المتعبة" ومن عناوين القصائد التي نشر أغلبها طوال السنوات الماضية بعدد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية: لا شيء لي، في بعيد المطلق المذعور، كيف أعتادك يا سيدتي؟، لي حكمة البستاني، قداس الأنثى، بدأت حياتي في النهايات، لي موجة الكلمات، وحدها القصيدة في ساعة متأخرة من الحزن، مذكرات آخر امرأة على الأرض وغيرها من العناوين الملفتة.
يضم الديوان ( 186) قصيدة ، ويقع في ( 276) صفحة وقد صدر في طبعته الأولى ديسمبر 2020 عن دار النابغة المصرية. وهو الديوان الثامن في مسيرة الشاعر بعد مجموعة من الدواوين العمودية والتفعيلية والنثرية منها:
فضاء المراثي، ولا موناليزا في البال يا أمي، والجميلات لا يفعلن هكذا، وبصيرة المرايا، وسرير الحطاب .

ومن أجواء الديوان:
لي موجةُ الكلمات أصعدها وتصعدُ بي إليّ
ولي غريزتُها . ذكاءُ الملمح السريّ
قبلتها التي ذابت لتصهرني قليلا في اتكاء يدي على قمر نحيلِ

لي موجة الكلمات
حين سأستدلُّ عليّ أكثر
في رصيف يورقُ الأسماء من حجر ويخطو في اتجاه غدي القليلِ
أبني جدارًا من خيال الضوء. أبتكرُ انقضاضي المرمريّ على طلولي
وأمدّ في غسق العواصم عري نافذة تبوح

ولا تبوحُ
إذا تكسّر في زواياها ذهولي
ما حالها الكلماتُ ترضعُ قحط يومي
ريثما
خلف الثواني تستفزّ سحابة كانت تقاسمني هطولي ؟