اقيمت ندوة المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح، الثالثة والستون، مساء الأربعاء 17 مارس الجاري، في موعدها رغم عدة أصوات معترضة وبعض الاتهامات بالتطبيع لمجرد الخوض في موضوع الترجمة الأدبية للعبرية، شاركنا في النقاش عددا من الشخصيات الأدبية والنقدية هم الروائي التونسي كمال الرياحي، الناقدة المصرية د. نانسي ابراهيم، الناقد والأكاديمي الفلسطيني د. عمر عتيق، الروائي المغربي مصطفى لغتيري، الروائي اللبناني عمر سعيد، الشاعر والناشر العربي بدر السويطي، الروائي السوري د. فادي أوطه باشي القاصة اليمنية انتصار السري، القاص التونسي ناصر الرقيق، الفنان التشكيلي الجزائري الطاهر ومان والشاعرة اللبنانية حكمت حسن، وكان لي شرف الإعداد والتقديم وساهم في التسيق الناقد التونسي علاء الدين ولمدة أكثر من ساعتين وبمتابعة أكثر من 400 متابع ومتابعة حول العالم خلال البث المباشر، تركزت النقاشات حول السؤال المطروح الترجمة الأدبيّة إلى العبريّة: فعلُ مثاقفة، فعل مقاومة، أم فعلُ تطبيع؟
يمكنكم مشاهدة الندوة على قنوات وصفحات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح على فايسبوك وكذلك صفحات المشاركين والمشاركات وهذا رابط على قناتنا يوتيوب
https://youtu.be/sC8Zn64F66Q
ببداية الملتقى تحدث الكاتب كمال الرياحي ليسرد تفاصيل توضيحية حول ما يثار حوله وحول المترجمة والأديبة الفلسطينية ريم غنايم وقد تغيبت عن الندوة لظروف قاهرة، وشرح أن الموضوع يعود إلى 2009، حيث تعرف وأتفق مع المترجمة ريم غنايم على ترجمة روايته المشرط التي صدرت 2007 وفازت بعدة جوائز، ثم تم النشر مؤخرا ووجدت اصداء جيدة في الصحافة الأسرائيلية وشارك بمادة صحفية على صفحته فايسبوك مما اثار امتعاض جهات رسمية بوزارة الثقافة التونسية وتضخم الموضوع ليصل لرفع قضايا ضده وتهديده بالتصفية الجسدية، كما تتعرض أيضا المترجمة الفلسطينية ريم غنايم لحملات تشهير وتهم بالتطبيع، واعتبر الرياحي هذا الهجوم ضد مشروعه بيت الرواية التونسي وضده ككاتب.
تعددت الاطروحات التي يصعب تلخيصها في خبر صحفي ولكن يمكنكم الرجوع لتسجيل الندوة ولعل أهم ما يمكن أن نستعرضه أن أغلبية الاراء أجمعت على أن الترجمة للعبرية أو إليها حاجة وضرورة كالترجمة لأي لغة؛ وكذا تكون فعلا ومقاومة عندما يترجم أدبنا الجيد وايصال صوتنا الإنساني للناطقين بالعبرية وكل اللغات، وأننا يجب التفرقة بين الترجمة والتطبيع وتمسك جميع من شارك بالندوة بقداسة الحق الفلسطيني وادانة المحتل، كما تم التعرض لقضية أدباء ومبدعين ومبدعات 48 وكل فلسطيني يقيم داخل وخارج ما يسمى بالخط الأخضر وعدم تخوينهم أو التشكيك بفلسطينيتهم ووطنيتهم، وأن كل مترجم للادب والفنون للعبرية يعتبر مؤسسة تستحق التقدير خصوصا الذين يوصلون النتاج الإبداعي الجيد.
كما خرجت الندوة بعدة توصيات وكذا التضامن الكامل مع كمال رياحي وريم غنايم وواسيني الأعرج وكل الكتاب والكاتبات والمترجمين والمترجمات، مؤكدة أن الترجمة فعلا ثقافيا خالصا، كما تم إدانة كل أصناف الإرهاب والقمع السلطوي والرقابة ضد الإبداع الأدبي وتم اقتراح تشكيل جبهة وميثاق شرف يساند الإبداع والترجمة للعبرية وإدانة التطبيعات السياسية المهينة دون مقابل ومساندة كل ما هو فلسطيني وشرعي وعددا من التوصيات الأخرى المهمة.
جرت الندوة في أجواء بعيدة عن التواترات والصراخ ورغم وجود عدة اختلافات في وجهات النظر إلا أن النقاشات كانت جيدة واحترام لوجهات النظر المختلفة ولعل هذا نادرا ما يحدث في ملتقياتنا الأدبية التي تناقش قضايا شائكة ونتمني من الذين عارضوا مجرد النقاش بهذا الموضوع أن يشاهدوا ويستمعوا للندوة علما أن هنالك نقاط عدة كانت بحاجة للمزيد من الإيضاحات لكن الوقت وكثرة المشاركين جعلنا نختمها وسنخطط مستقبلا لعدة ملتقيات تثير مثل هذه القضايا ونتوقف مع بعض الروايات التي ترجمت من وإلى العبرية.
ونحن في المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح، نشكر هذه الشخصيات الشجاعة التي حضرت وشاركت بالندوة رغم تهم التخوين والتطبيع ونؤكد تضامننا مع كمال الرياحي وريم غنايم وكل الذين يتعرضون للملاحقة والتهم الكيدية والمزايدات المشبوهة من أي جهة، نتمنى أن ترجعوا لتسجيل الندوة ويمكن مناقشة أي رأي بأدب وأخلاق وموضوعية دون تعصب ولا تخوين.
التعليقات