ترجمة: عادل صالح الزبيدي
شاعرة ورسامة ومصورة فوتوغرافية ومؤلفة كندية من اصل هندي ولدت في عام 1992 في اقليم البنجاب بالهند لأبوين من السيخ هاجرا وهي في الثالثة من العمر الى كندا هربا من الاضطهاد الديني. بدأت في عام 2009 بتقديم قراءات لشعرها على موقع انستغرام لتصبح واحدة من اشهر شاعرات هذا الموقع. نشرت ثلاث مجموعات شعرية هي ((حليب وعسل) 2014؛ ((الشمس وأزهارها)) 2017؛ و ((جسم المنزل)) 2020.
انكليزية ركيكة
أفكر بالطريقة التي انتشل بها والدي العائلةَ من الفقر
دون ان يعرف ما هو حرف العلة.
ووالدتي ربت اربعة أطفال
دون ان تتمكن من تكوين جملة تامة بالانكليزية
زوجان مرتبكان حطا في العالم الجديد
بآمال تركت طعم الرفض المر في فمهما.
لا عائلة لا أصدقاء، زوج وزوجة حسب،
شهادتان جامعيتان لا تعنيان شيئا،
لغة أم واحدة ركيكة الآن،
بطن منتفخة في داخلها طفل.
أب قلق بشأن الوظيفة والإيجار
لأنه مهما حدث فهذا الطفل آت.
وفكرا مع نفسيهما للحظة
أ يستحق الأمر ان نضع كل مالنا
في حلم بلد يبتلعنا بالكامل.
وابي ينظر في عيني امرأته
ويرى الوحدة تسكن حيث توجد الحدقة.
يريد ان يمنحها منزلا
في بلد ينظر اليها وكلمة زائر تطوق لسانه.
في يوم زفافهما تركت قرية بكاملها لتصبح زوجته
والآن تركت بلدا بكامله لتصبح محاربة.
وحين حل الشتاء لم يكونا يملكان شيئا،
سوى حرارة جسديهما لتقيهما البرد.
ومثل معقوفين يواجهان بعضهما
ليحتضنا اعز أجزائهما،
أطفالهما.
لقد حولا حقيبة مليئة بالملابس
الى حياة وشيكات نظامية
ليتأكدا من ان أطفال المهاجرين
لن يكرهوهم لكونهم أطفال مهاجرين
كدّا وكدحا—يمكن ان ترى ذلك على يديهما،
كانت عيناهما تتوسلان كي تناما
لكن أفواهنا كانت تتوسل كي تطعم،
وذلك اشد الأشياء التي رأيتها فنية.
انه شعر بالنسبة لهاتين الأذنين لم تسمعا قط
كيف يكون إيقاع الشغف
وفمي يمتلئ بكلمات (أعجبني) و(هممم)
حين انظر الى تحفتهم،
اذ ليس هناك كلمة باللغة الانكليزية
يمكنها ان تنطق هذا النوع من الجمال.
لا يمكنني ان اضغط وجودهما في ست وعشرين حرفا واسميه وصفا
حاولت مرة لكن النعوت التي احتجتها لوصفهم لا توجد حتى
فبدلا من ذلك وبعد صفحات وصفحات مليئة بالكلمات
تتبعها فواصل ومزيد من الكلمات ومزيد من الفواصل
لم انته الا لأدرك ان هناك بعض الأشياء في العالم
لا نهائية الى حد انها لا يمكن ان تستعمل النقطة مطلقا.
اذاً كيف تجرؤ ان تسخر من أمك
حين تفتح فمها
فتنسكب منه انكليزية ركيكة.
لهجتها كثيفة كالعسل،
فتشبث بها بحياتك،
انها الشيء الوحيد الذي بقي لها من الوطن.
لا تدس على تلك الثروة،
علقها بدلا من ذلك على جدران المتاحف
بجانب دالي وفان كوخ
حياتها مشرقة ومأساوية.
قبّل صفحة خدها الناعم.
انها تعلم مسبقا كيف تبدو الحال
حين تضحك امة بكاملها اذا تكلمت.
انها أكبر من علامات ترقيمنا ولغتنا.
قد يكون بإمكاننا ان نرسم صورا ونكتب قصصا،
لكنها صنعت عالما كاملا لنفسها.
فكيف ذلك بالنسبة للفن؟
التعليقات