تبدو الثقافة المتوسطية يافعة جميلة حتى وإن جاوز عمرها بعض آلاف السنين. غير أنّ دواعي المركزية الاوروبية لازالت تجد صعوبة جمّة في القبول بحقيقة التمازج الثقافي بين ضفتي تلك البحيرة، والحال أن ذلك هو أصدق تعبير عمّا شكّل ولا يزال هويتها على الحقيقية. فمن "دانتي إلى "سان جون دي لا كروى" يتعقّل الأوروبيون الطرافة الثقافية في توهّم نقائها المحض الذي يصرّ على نفي حضور أي مؤثرات خارجة عن المجال الاعتباري للثقافة الغربية. ويتحوّل ذلك النفي إلى أزمة ضمير كلما أثبت البحث بالبرهان والدليل تهافت القائمين على تلك "اليوتوبيا"، معترفا بحضور روافد عربية إسلامية تفنّد المزاعم المكذوبة لذلك النقاء الثقافي.
تلك من منظورنا الشخصي الاشكالية التي حاول حسام الدين شاشية التثبت من حقيقتها من خلال التصدّر لتحبير هذه العروض الشيقة لمؤلفه الجديد الممهور بـ "المشهد الموريسكي: سرديات الطرد في الفكر الاسباني الحديث"، وهو بحث ضخم وطويل النفس صدر في الأسابيع القليلة الماضية عن مركز البحوث والتواصل المعرفي بالرياض، متضمنا ثلاث محطّات زمنية كبرى، حاولت أولاها، تلك التي حملت عنوانا معبّرا مَتَحَ معناه من مقولة مشهورة: "كم يوجد في هذا العالم من أشخاص يخشون الآخرين لأنهم لا يشبهونهم"، أن يقرأ في الكتابات التبريرية لطرد الموريسكيين الموضوعة خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر في أجناسها المتنوعة (أخبار، وأشعار، وأناشيد، وروايات، ومسرحيات)، قصد فهم آليات اشتغال نوازع التبرير والاقصاء.
في حين اهتمت المحطة الثانية الموسومة في بلاغة مقتصدة بـ "ليس من السهل على أية أمة أن تكفّ عن الوجود"، بتقييم أشكال الصمود والتعافي التي أبدتها الهوية الموريسكية المنفيّة وذلك بالتعويل على تسريد ما تم خطّه من آثار حول تلك الاشكال الطريفة والمبتكرة خلال القرن الثامن عشر، سواء ضمن ما حملته عروض كتاب "أخطاء موريسكي غرناطة"، أو مؤلفات الراهبين "فرنثيسكو خيميناث" و"مالغور غارثيا نفاراو"، فضلا عن الاصداء التي خلّفتها عملية إعادة طبع تلك المدونات من تغطيات صحفية.
أُفردت بقية مضامين هذا التأليف لدراسة الأشكال المخصوصة في استدعاء الإسبان للذاكرة الموريسكية أو ما نعت بـ "عودة المطرودين"، مستهدفة السجال الحامي الذي عاينته أعمدة الصحافة، وكذا الاعمال الإبداعية أو الفنية، مسرحية كانت أو روائية، فضلا عن غضاضة الجدل الحامي الذي عاينته مؤلفات المؤرخين الإسبان الموضوعة خلال القرن التاسع عشر حول مفهومي "الفتح" و"الاسترداد".
تساؤلات:
ولنا أن نتساءل بعد هذا التوصيف لمحتويات هذا الكتاب عن طبيعة الأبواب التي تخيّر حسام الدين شاشية تفكيك خطابها ووضعه موضع أزمة بُغية إثبات حقيقة انكار الشخصية الايبيرية الجامعة للتأثير الموريسكي؟ وإلى ما انتهى به تفكيكه الرصين لمفردات ذلك الخطاب المراوغة، قبل إعادة تركيبها والتعرّف تبعا على سياقات طرد الموريسكيين وتراجيديا ترحيلهم وتوطينهم؟
حاول مؤلِّف البت في تشكّل الرؤية التي حملها الكتّاب الإسبان حول هذا موضوع على امتداد أربعة قرون، قاصدا رسم ما وسمه تأسّيا بـ "جون لويس غاديس" بـ "لوحته التاريخية الخاصة"، موازيا وفق عبارة "بول ريكور" الرائقة بين "الفائض من الذاكرة هنا، والفائض من النسيان هناك"، في محاولة للكشف عمّا يتخفّى وراء قلق المجتمع الاسباني وتوتّره حيال المعضلة الموريسكية، ورصد مواضع التلاعب بالذاكرة وتعريّة خلفيات ذلك التلاعب أيضا.
ضمن هذا إطار خّصّص القسم الافتتاحي للخطابات الدينية التبريرية لقرار الطرد، متعرّضا إلى تأرج المصادر الإخبارية الإسبانية للقرن السادس عشر بين دواعي الانكار وضرورات القراءة في سياقات ثورات الموريسكيين بغرناطة وبلنسيّة وفق ما كشفت عنه مؤلفات "أورتادو دي ميندوثا"، و"خينيس بيراث دي هيتا" و"لويس دال مرمول كربخال"، و"أنطونيو كورال إي روخاس"، مع التشديد على سقوط مختلف تلك المعالجات في التحقير والدونية، وانعدام الثقة في تنصّر تلك الجماعات المضطهدة وسحقها الثقافي، وتعمُّد جبّ جميع ما شكل تأصيلا لشخصيتها وثقافتها العربية والإسلامية.
على أن مواقف الشعراء المعاصرين إزاء قرار الطرد لم تخرج هو أيضا من موقع العداء المعلن، لذلك غابت عنها الصور الشعرية المبتكرة، إذا ما استثنينا قصائد "غاسبار أغيلار"، تلك التي لم تخل وفي مواقع عدة من حضور إعجاب بشجاعة العربي وفروسيته. في حين سقطت بقية الأشعار في نوع من السرد المباشر للوقائع والأحداث، وغطت على شاكلة الصحف السيارة نبض المواقف الرسمية المتشدّدة للحكام ورجال الكنيسة أيضا في مناكفتهم لمن وُصِمُوا بالهراطقة وأصحاب النحل الضالة. فقد اتفقت المضامين الشعرية على تمجيد انتصارات الملوك الكاثوليك في مواجهتهم لثورات الموريسكيين بـ "البُشرات" و"الأغوار"، والوقوف في ضفّ قرار فيليب الثالث القاضي بطردهم، مع تصويرهم في ثوب الخونة، والدمويين، والكفرة المبغضين لإسبانيا وللديانة المسيحية.
والمربك أن الاعمال الروائية التي تمحورت حول مغامرات الشطار أو الصعاليك، وفي مقدمتها فريدة "ميغال دي ثرفنتس" (ت 1616م) "دون كيخوته"، وكذلك المسرحيات المعروضة خلال القرن السادس عشر وبداية القرن الذي يليه، وهي روايات غلب على جميعها الطابع الرومنسي قبل ثورة البُشرات، قبل أن يلفها الصمت ضمن عروض ما نُعت بمسرح العصر الذهبي الـمُتهيّب من إدانة المجتمع الطارد، لم تركّز من جانبها على البعد المأسوي لحدث الطرد، بحيث بقي خطابها مشُوبا بكثير من التوّرية والإبهام. وهو ما تجاوزته الأعمال المسرحية للقرن السابع عشر على غرار مسرحيات "لوبي دي فيغا" و"كالديرون دي لاباركا" في تعاملها مع معظم الشخصيات الموريسكية باعتبارها مسيحية المعتقد وإسبانية الهوى والمنبت، مع التركيز سُخرية، على غبائها الفطري، وشدة شراهتها، وضعف نجابتها في حذق اللسان الإسباني.
القسم الثاني
تعرّض القسم الثاني من كتاب المشهد المورسكي لحسام الدين شاشية إلى واقع الشتات وإلى صعوبة إحصاء عدد من طالهم النفي منهم وتوضيح أشكال انصهارهم ضمن المشهد النصراني الإسباني. وهو مشهد انتهى إلى القبول بنوع من التطبيع مع ذلك الحضور بعد أن جابهه بموجة من التهجير القسري الـمُتّسِم بمنتهى الصلف والاستباحة طوال القرن السادس عشر. وتلك حقيقة أكدتها شهادات الرحالة المغاربة، على شاكلة ما حمله مؤلف الوزير محمد الغساني "رحلة الوزير في افتكاك الأسير"، تلك التي تمت أواخر القرن السابع عشر (1690 - 1691)، وكتابات السفيرين المغربيين مهدي الغزال في رحلته الموسومة بـ "نتيجة الاجتهاد في المهادنة والجهاد"(1766 - 1767)، ومحمد بن عثمان المكناسي الذي زار إسبانيا بعد أكثر من عشر سنوات (1779 - 1780)، مُصَنِّفا حول رحلته مؤلفه الموسوم بـ "الإكسير في فكاك الأسير".
على أن البتّ في حضور ذلك الشتات من منظور مدركات سكان إسبانيا خلال القرن الثامن عشر هو ما أثار فضول مؤلِف كتاب "المشهد الموريسكي" على الحقيقة، لذلك لجأ إلى الفهرس الرقمي للمكتبة الوطنية الاسبانية بِغرض القيام بمسح كمي أسعفه في رسم صورة تقريبية عن حجم ذلك الشتات مقارنة بما كانت عليه أوضاعه خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، وما آلت إليه الأوضاع لاحقا من قلّة اكتراث مزعومة قبل أن يحتل ذلك الشتات مجدّدا موقع الصدارة مع حلول ثلاثينات القرن التاسع عشر.
شكل هذا الوازع فرصة لمعاودة زيارة جملة من المؤلفات على غرار استعراض محتويات مجهول "أخطاء موريسكي غرناطة" الذي عكس تطورا ملحوظا في التعامل مع الغيرية الثقافية والتسامح معها إلى حد ادراج شتات تلك الغيرية ضمن جُـمـّاع ساكنة إسبانيا النصرانيين. وهي فرضيّة دعمتها مؤلفات الراهبين فرنثيسكو خيمناث، "مستعمرة التثليث في تونس"، ومالغور غرثيا نفاراو، "مهمات تحرير الأسرى في أفريقيا (1723 - 1725)"، والتي تضمنت مشاهداتهما بشمال إفريقيا ولقاءاتهما بالمستوطنين من ذوي الأصول المورسكية الإسبانية بإيالة تونس، والتنويه بتفوق أولئك معرفة وكياسة وملاطفة على مختلف مكونات ساكنة تلك الإيالة المحسوبة على المجال العثماني.
كما أن مقاربة المادة الصحفية التي يعود حضورها رسميا إلى ستينات القرن السابع عشر بخصوص نفس المسألة بالتعويل على جرد محتويات الأرصدة المحفوظة بالمكتبة الوطنية الاسبانية منذ سنة 1683 قصد استكشاف تطوّر النظرة إلى الغيرية الموريسكية، قد مكّن من ناحيته من إثبات حقيقة تطابق تلك المضامين مع ما أوردته تقارير الرحلات والمؤلفات الموضوعة في نفس الغرض، في تشديدها على شاغلين محوريين هما:
تأثير قرار الطرد في التدهور الديمغرافي لساكنة إسبانيا
وارتباط ذلك الفراغ بتهجيرهم القسري.
وهي حقائق أكدت عليه الأقلام التقدميّة ذات النفس الإصلاحي التحرّري، وذلك في مقابل تمسّك الصحافة الرسمية بتصوّراتها الدينية المحافظة إزاء نفس القضية المتصلة بسوء التقدير الذي صاحب إقصاء المورسكيين عن أوطانهم الأصلية.
القسم الثالث
أفرد المؤلِف للقسم الثالث من بحثه حيّزا واسعا للحديث عن "عودة المطرودين" في كتابات القرن التاسع عشر، معتبرا أن تلك العودة المتخيَّلة قد نزعت إلى انجاز عملية تطهير لذاكرة مصدومة حوّلت المعضلة الموريسكية إلى شاغل محوري توسّعت في تحليله أعمدة الصحف، كما الأعمال الإبداعية والعروض التاريخية أيضا. فقد عاشت البلاد على وقع تفكّك عالم قديم وبناء مجتمع جديد تراجعت ضمنه هيمنة الكنيسة الكاثوليكية بشكل ملحوظ لتبرز مسوغات "الأسبنة" وتتنامى مشاعر الاعتزاز بالذاتيات الإقليمية، كما هو شأن ساكنة منطقتي "الباسك" و"قطلونيا".
وهكذا فقد تزايد الاهتمام بالمسألة الموريسكية على أعمدة الصحف تناسبا مع التحولات الطارئة على السياق التاريخي، ومراجعة قرار الطرد باعتباره خطأ تاريخيا فادحا، غالبا ما تم استدعاؤه لتفسير تراجع إسبانيا اقتصاديا وديمغرافيا وثقافيا، مع حضور تعاطف لافت مع من طالهم الطرد وأزعجتهم ملاحقة محاكم التفتيش، واعتبار الحرب التي خاضتها السلطة الملكية لاستئصالهم بوحشية وهمجية لا توصف، حربا أهلية لا حربا دينية، خرج منها الجميع خاسئا مكسورا. الشيء الذي ينهض حجّة على الانقلاب الطارئ على سردية الطرد من مجال التبرير إلى موقع الإدانة.
فقد شدّدت الآثار الأدبية والفنية على نفس السجل في التعامل مع جديد القيم، محاولة استغلال سياقات الطرد على أيام اسبانيا المتديّنة المنغلقة، قصد الإعلاء من شأن الأفكار التحرّرية والتقدّيمية والتنويريّة، على غرار ما تضمنته مسرحيات "ابن أمية أو ثورة الموريسكيين بزعامة فرناندو دي فالور" لـ "فرنثيسكو دي لا روزا (ت 1862م)"، ومسيحيون وموريسكيون" لـــ "استيباناث كالديرون" (ت 1867م)، و"سليم-المنصور [المعروف باسم كارباو] أو الموريسكيون البلنسيون" لـ "خواكين باردو" (ت 1895م) التي تمحورت أحداثها حول قصص الحبّ المستحيل، ومسرحية "أم الكرم أو طرد الموريسكيين" لـ "فيسنت بواكس" (ت 1880م) التي تعمّدت هي أيضا إحياء نفس حالات التمزق العاطفي بين المسيحيين والموريسكيين، و"طرد الموريسكيين"، لـ "خوسيه دي فاليا إي رودريغاث" (ت 1905م) التي شدّدت على ضرورة استبدال الحقد بالأخوة الصادقة والعمل على نشر قيم التسامح والقبول بالاختلاف. ولعل ما ينبغي التنويه به بهذا الصدد هو حضور تأثير واضح لأسلوب الكتابة المسرحية عند "سرفنتيس" من خلال أسلوبه الجذاب في صياغة رواية "الريكوتي وابنته" على مختلف هذه العروض الأدبية المسرحية التي تم تأليفها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
المصنفات التاريخية
بقي أن نشير إلى أن المصنفات التاريخية الموضوعة خلال نفس الفترة، لم تشذّ بدورها عن هذه العودة القوية أو "الافتتان بـعودة الموريسكيين"، وذلك على غرار ما حملته مؤلفات: "لغة الموريسكيين وآدابهم" لـ "باسكوال دي غاينغوس" الذي تم نشره سنة 1839م، و"أفكار حول ثورة الموريسكيين، وإحصاء للسكان" لـ "أوراليانو فيرنانداث-غارا إي أوربي" الصادر في غضون سنة 1840، و"التاريخ العام لإسبانيا" لـ "موديستو لافونتي" المشور سنة 1850، وكتاب "الأوضاع الاجتماعية للموريسكيين بإسبانيا" لـ "فلورنثو خانر" الصادر سنة 1857م، و"مذكرة تاريخية عن طرد الموريسكيين من إسبانيا في عهد فيليب الثالث" لـ "ماتياس سانغرادور إي فيتوراس" المنشور سنة 1859م، و"تاريخ ثورة الموريسكيين وطردهم من إسبانيا وعواقبه على سائر أقاليم المملكة" لـ "خوسي منيوث إي غفيريا" الصادر خلال ستينات نفس القرن، فضلا عن كتاب "تاريخ الهراطقة" لـ "مارثيلينو مانديث إي بيلاتو" الذي صدر في عدة أجزاء بين أواخر سبعينات وبداية ثمانينات القرن التاسع عشر.
وتُظهر المعالجة التاريخية التي حظيت بها المسألة الموريسكية تحاشي معظم دارسيها السقوط مجدّدا في التبرير والتحلّي بالاتزان والمراجعات العميقة، والقطع مع التصوّرات التي تعوّد الاخباريون تسويقها بهذا الخصوص، حتى وإن تمسّك بعضها بِنَفَسٍ محافظ يعيد القارئ إلى مربع التبرير وذلك بعد مُضيّ ما لا يقل عن ثلاثة قرون عن حصول تلك الصدمة الفاجعة.
خلاصة
ما الذي يمكن الخروج به بعد استعراض مختلف مكونات هذه العروض الدسمة المفيدة حول ما وسمه حسام الدين شاشية بـ "المشهد الموريسكي"؟
ينبغي التأكيد بداية على تطوّر مدركات ساكنة ايبيريا الكاثوليكية بخصوص من شاركوهم نفس الانتماء من بعد تورّطهم في إقصائهم لعشريات مديدة. فقد عول أولئك على دعاوى التخوين والتكفير قصد تبرير ذلك التصرّف المشين، الشيء الذي أشْرَعَ أمام وضعي أخبار ذلك الحدث الفارق من مؤرخين ومستلهميه من شعراء ومسرحيين مبدعين أيضا، بابا للتحقير والشيطنة والتقزيم لم يخل في أحايين كثيرة من تنسيب وتعديل.
ولئن شهد القرن الموالي تراجعا لتلك الحملات الـمُغرضة، مع الدفع بشكل واعي أو من دونه باتجاه التجاهل ومحو ذاكرة الطرد الصادمة، فإن أبرز الكتابات التي تعرّضت إلى نفس المسألة قد أبدت من ناحيتها قدرة على مراجعة مختلف الأفكار الخاطئة حول تلك المعضلة العويصة، دافعة نحو إتمام العديد من التعديلات التي أفادت منها كثيرا الأدبيات الصحفية كما العروض المسرحية والمعرفية الغزيرة الموضوعة بخصوص ما وسمه المؤلِف بـ "عودة الموريسكيين" خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن الذي يليه.
واعتبارا لجميع هذه التصورات فقد بدت لنا محصّلة كتاب حسام الدين شاشية الجديد شيقة ومفيدة، بحيث أتت على تطوّر مدركات الإسبان الجمعية للمسألة الموريسكية وانتقالها من لُجَاجَةِ التبرير إلى اتّزان التنسيب، مرورا بالقبول بالمراجعة والتعريف بمسار تحوّل وُجْهات نظر المدافعين على "الأسبنة" من دعاوي التمسّك المرضي بنقاء الهوية واستعصاء القبول بالغيريات، إلى إعادة الاعتبار تدريجيا لدور تلك الجماعات المنفيّة في رسم مشهد إسبانيا الحرّة وإدراج أولئك المظاليم ضمن تاريخ إسبانيا، وذلك باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من الانتماءات المتشابكة والمتضافرة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
التعليقات