أنجزت المخرجة الأميركية لاورا بواتراس فيلمًا وثائقيًا عن مواطنتها نان غولدن التي تتمتع بشهرة عالمية، والتي اهتمت من خلال صورها الفوتوغرافية بالجوانب السلبية والمظلمة في الحياة الأميركية المعاصرة.
وكان هذا الفيلم الذي أحرز جائزة "الأسد الذهبي" في مهرجان البندقية الأخير بعنوان: "كل الجمال، والدم المُراق".
وفي حوار أجرته معها الأسبوعية الفرنسية "لوبس" بمناسبة عرض هذا الفيلم في باريس، قالت لاورا بواتريس أنها اهتمت بمسيرة نان غولدن في جلّ مراحلها الفنية. فبين عام1950 وعام1960، أنجزت العديد من الصور لإدانة عمليات القمع الرهيبة التي تعرّض لها آلاف الأميركيين والأميركانيات المعارضين للعديد من الإجراءات والقوانين التي تحدّ من الحريات العامة والخاصة، وتُضيّق الخناق عليها بمختلف الوسائل.
وكانت أختها الكبرى من بين ضحايا تلك الحملات التي أدت بها إلى الانتحار.
وفي عقد السبعينات، اهتمت نان غولدن بالثقافة المضادة التي تمثلها بعض الأقليات المدافعة عن الحريات الخاصة، الجنسية منها بالخصوص. وفي عقد الثمانيات، أنجزت صورا عن الأضرار النفسية والجسدية التي أصابت آلاف من الأميركيين من الجنسين جرّاء مرض الايدز الذي فتك بكثير من أبناء الطبقات البورجوازية.
وأثناء القيام بعملها، كانت نان غولدن ترد على السلطات الرسمية قائلة: "أنا أرفض الأكاذيب التي يحرص المجتمع على إجبارنا على الخضوع لها، والعيش فيها. وما أنا أرغب فيه من خلال فني هو أن أعيش كما أنا أريد، مُنتصرة لضحايا المظالم بكل أشكالها وأنواعها.
وعن اهتمامها بالذين يناهضون السلطات الأميركية مثل جوليان أسانج، وإدوارد سناودن، تقول لاورا بواتراس: "هؤلاء مواطنون يرفضون أكاذيب المجتمع ومظالمه. وهم يدفعون الثمن غاليًا بسبب ذلك. وأنا مثلهم، لي هدف مهم ألا وهو التصدي للسلطة الأميركية. وأنا أعتبر أسّانج واحدا من أشجع من التقيت بهم في حياتي. وإقدامه على كشف الحقائق المتصلة بالحروب التي أشعلتها الولايات المتحدة في مناطق مختلفة من العالم، والتي بسببها حكمت عليه بالمؤبد، دليل على جرأته".
وتضيف لاورا بواتراس قائلة: إن السلطات الأميركية تُسلّط عليها في كل مرة المزيد من العراقيل لمنعها من القيام بعملها. وبعد الحرب على العراق، وُجِد اسمها في القائمة التي أعدتها أجهزة مراقبة الإرهاب. وفي أكثر من مرة، قامت السلطات الأمنية باستجوابها، والاطلاع على وثائقها الخاصة المخزّنة سواء في جهاز الكمبيوتر، أو في دفاترها الخاصة.
وفي عام 2015، اضطرت إلى رفع قضايا ضد كل من الـ" آف بي آي"، ووكالة الاستخبارات الأميركية. لذلك فرت إلى برلين لتمضي فيها ثلاث سنوات. ومؤخرا عادت إلى نيويورك. لكنها سوف تتركها إن هي شعرت أن السلطات الأميركية مُصرة على ملاحقتها لمنعها من القيام بعملها الذي يفضح وجهها القبيح.
التعليقات