عبر العصور، كان الفاتيكان يَحرُص حرصًا شديدًا على التكتّم على صحة البابا إلى أن يرحل إلى العالم الآخر... لكن مع تنامي وسائل الاعلام، وفضولها، وبحثها الدائم عن الأخبار المثيرة، أو ما يُسمى بـ"السكوب"، لم يعد بإمكان الفاتيكان إخفاء أسراره، بما في ذلك صحة البابا.
ومؤخرا صدر في باريس كتاب جديد بعنوان :"صحة البابوات" لمؤلفه الأرجنتيني نلسون كاسترو الذي يشير إلى أن صحة البابا كانت ترضخ للسرية المطلقة قبل ليون الثامن المولود عام1810 والمتوفي عام1903. لكن مع نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، لم يعد بإمكان الفاتيكان إخفاء ما يحدث خلف أسواره العالية، وفي كواليسه الشبيهة بمتاهة يصعب الخلاص منها.

وعندما توفي البابا بيوس الثامن المولود عام 1876 والمتوفي عام1958، أحدث أطباؤه ضجةً كبيرة حين نشروا في مجلة "باري ماتش" الشهيرة صوره وهو على فراش الموت.
وفي منتصف الستينات من القرن الماضي، وجد الفاتيكان نفسه مجبرًا على نشر بيان عن الوضع الصحي للبابا بولس السادس بعد خضوعه لعملية جراحية، من دون أن يُشير إلى أنه كان مصابًا بالبروستات.

ومع فتح أرشيف الفاتيكان في عام2020، أصبح من الممكن الاطلاع على المزيد من الخفايا والأسرار التي ظل الفاتيكان يتكتم عليها على مدى قرون طويلة.
وقد تمكن الأرجنتيني نلسون كاسترو، وهو صحافي وطبيب في نفس الوقت، من الاطلاع على العديد من الوثائق المجهولة. ومن خلالها اكتشف أن صحة البابوات كانت دائما مرتبطة بألاعيب ومؤامرات سياسية. وقد توفي البابا بيوس الحادي عشر المولود عام 1857، بسكتة قلبية. في الليلة الفاصلة بين التاسع والعاشر من شهر فبراير-شباط 1939 أي قبل أن يلقي خطابًا يدين فيه النازية والفاشية. وقد راجت آنذاك اشاعات تقول بإن الزعيم الفاشي موسيليني سمّم البابا لكي يمنعه من إلقاء خطاب قد يكون له تأثير كبير على الرأي العام العالمي، وعلى مجريات الأحداث.
وفي بداية التسعينات، تابع العالم الاحتضار الطويل للبابا بولس الثاني الذي أصيب بالباركنسون.
ويختم نلسون كاسترو كتابه بحوارٍ مُسهب مع البابا فرانسوا الذي نصحه بتأليف هذا الكتاب. وفي هذا الحوار يكشف البابا عن الأمراض التي أصيب بها، وعن العمليات التي أُجريت عليه...