حياتُكَ لا حياةُ الآخَرينا

فلا تُهدرْ على الناسِ السنينا

ولا تسألْ زمانَكَ أيَّ مَجْدٍ

فمثلُكَ ليسَ يسألُ أن يكونا

ولا تسكنْ بأرضٍ ليسَ فيها

مياهٌ ليسَ تُنبِتُ ياسمينا

ولا تطلُبْ مودّةَ ذاتِ قُربى

فقد عاشوا وماتوا حاقدينا

ومهما شَطَّ تَرْحالٌ ونأْيٌ

فلا تلبَسْ سوى ما كنتَ طينا

ولا تصحَبْ سوى النجماتِ خِلّاً

وأودِعْ صمتَكَ السِّرَّ الدفينا

ولا تأسَفْ على وطنٍ كسيحٍ

وناسٍ نائمينَ ومُصبِحينا

إذا ما جئتَ تنصَحُهم تباهوا

بأمجادِ الجُّدُودِ الغابرينا

وخلِّ الموجَ يعلو ثُمّ يعلو

ليأخُذَهم عراةً مُغْرَقِينا