إيلاف من لندن: في واحدة من تلك اللحظات النادرة التي تبدو وكأنها مشهد من رواية سريالية، تم العثور على عشر أعمال فنية تحمل توقيع الفنان السريالي الشهير سلفادور دالي، كانت مخبأة في مرآب للسيارات في لندن لأكثر من خمسين عامًا.
هذه الأعمال الفنية، ستُعرض قريبًا في مزاد علني، ما يجعل هذا الاكتشاف حديث الساعة بين عشاق الفن وهواة جمع التحف.

الفن الحقيقي لا يموت
الاكتشاف يعيد الحياة إلى مطبوعات كانت في طي النسيان، ليثبت مرة أخرى أن الفن الحقيقي لا يموت، بل يظل كامناً في انتظار اللحظة المناسبة ليظهر من جديد، تمامًا كما فعلت هذه الأعمال الفنية التي وجدت طريقها من ظلمة المرآب إلى أضواء المزاد.

حكاية كنز لم يرَ النور منذ السبعينيات
القصة بدأت عندما تلقى خبير من دار هانسونز ريتشموند للمزادات في لندن طلبًا لتقييم مجموعة من التحف في عقار بمنطقة ماي فير الراقية. ما بدا في البداية كزيارة روتينية لتحليل بعض القطع التقليدية، تحول إلى اكتشاف لا يُصدق عندما قاد العميل، الذي لم يُكشف عن هويته، الخبير إلى مرآب المنزل. هناك، وسط الغبار وصمت العقود الماضية، كان يرقد كنز فني لم يرَ النور منذ سبعينيات القرن الماضي.


"لقد كان اكتشافاً مذهلاً بكل المقاييس"، هكذا وصف كريس كيركهام، المدير المساعد لدار المزادات، تلك اللحظة المدهشة. ويضيف: "أثناء الزيارة، أخرج لي البائع هذا الكنز الدفين من الرسومات السريالية، وقد بلغ مجموعها 15 مطبوعة، منها 10 تحمل توقيع دالي".

خمس الفنان الفرنسي ثيو توبياس
إلى جانب تلك الأعمال الفنية العشر لدالي، وُجدت خمس أعمال فنية أخرى للفنان الفرنسي ثيو توبياس، مما يضيف بُعدًا آخر للقيمة الفنية لهذا الاكتشاف. وتبين أن هذه الأعمال غير المؤطرة كانت قد تم شراؤها في عملية بيع مغلقة لمعرض أقيم في قلب لندن خلال سبعينيات القرن الماضي، بمبلغ لم يتجاوز 500 جنيه إسترليني آنذاك، وهو مبلغ زهيد مقارنة بالقيمة المقدرة لهذه الأعمال اليوم.

وأوضح كيركهام أن هذه الرسومات ظلت منسية طوال تلك العقود، حتى قرر المالك، الذي كان يستعد للتقاعد والانتقال إلى الخارج، إحياء هذه الكنوز وإعادة عرضها للنور. ومن المتوقع أن تُباع كل مطبوعة من مجموعة دالي وحدها بحوالى 5000 جنيه إسترليني عند عرضها في المزاد المزمع عقده في 30 أيلول (سبتمبر) القادم.


سلفادور دالي، المولود في كاتالونيا عام 1904 والمتوفي في نفس المنطقة عام 1989، يُعتبر من أبرز رواد الحركة السريالية. أعماله الغزيرة والمليئة بالرموز الغريبة، مثل الساعات الذائبة والكركند الأحمر اللامع، جعلت منه أيقونة في عالم الفن الحديث. هذا الاكتشاف الجديد يضيف فصلًا آخر إلى إرث دالي، ويؤكد على استمرار جاذبية أعماله في عيون محبي الفن وجامعي التحف في جميع أنحاء العالم.

دار هانسونز ريتشموند أكدت أن هذه المطبوعات تمثل فرصة نادرة لامتلاك قطعة من أعمال دالي بتكلفة معقولة، وهو ما يثير اهتمام هواة الفن الذين يسعون لاقتناء قطعة تحمل توقيع هذا الفنان العبقري.