جنيف: ستحاول منظمة التجارة العالمية المستحيل الجمعة لتقريب وجهات النظر بين اعضائها ال147 بشان الملف الزراعي وذلك قبل 15 يوما من الموعد المحدد لاعادة اطلاق جولة مفاوضات الدوحة.

وسيقوم السفير الياباني في منظمة التجارة العالمية شوتارو اوشيما الذي يرئس المفاوضات، بعرض مشروع اتفاق-اطار الجمعة على وفود الدول الاعضاء ال147 الذين ينبغي عليهم الاتفاق اثناء اجتماع في نهاية تموز/يوليو حول وسائل تحرير التجارة الدولية.
وخلال الايام الاخيرة، عقدت مجموعات عدة من الدول الاعضاء اجتماعات لها في محاولة لاطلاق المفاوضات حول الزراعة اكثر الملفات صعوبة ويشكل موضع مواجهة بين دول الشمال والجنوب منذ فشل مؤتمر منظمة التجارة العالمية الذي عقد في كانكون (المكسيك) في ايلول/سبتمبر الماضي، وموضخ تنافس اوروبي اميركي.

واحرز اجتماع عقدته الدول الخمس (استراليا والبرازيل والولايات المتحدة والهند والاتحاد الاوروبي) في باريس في نهاية الاسبوع الماضي تقدما حسبما ذكر مفاوضون، لكنه لم يتم تسجيل اي خطوة الى الامام.واتاح اجتماع اخر لوزراء التجارة في الدول النامية التابعة لمجموعة التسعين في جزيرة موريشيوس حضره المفاوض الاميركي روبرت زوليك والمفوض الاوروبي للتجارة باسكال لامي، تقريب وجهات النظر في مطلع الاسبوع.
الا ان زوليك اكد انه "ما زال هناك الكثير من العمل".

واعتبر دبلوماسي ان المفاوضات الزراعية "تتعرقل من كل الجوانب". وراى ايضا ان من الصعب على الولايات المتحدة تقديم تنازلات مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في هذا البلد.وتطلب الدول الافريقية من الاميركيين خصوصا الحد من المساعدات التي يدفعونها لمنتجي القطن، واشارت الى ان هذه المساعدات تشكل منافسة غير نزيهة. وفي جزيرة موريشيوس، طالبت هذه الدول مجددا بان يخضع موضوع القطن للتفاوض بشكل محدد "وهو ما تعتبره واشنطن امرا عير مقبول على الاطلاق"، حسبما ذكر دبلوماسي غربي.وعلق المصدر نفسه بالقول "اذا ما اصرت (هذه الدول) فسيتم تجميد مجمل المفاوضات".الا ان مسالة دعم الصادرات ادت الى انقسام بين بروكسل وواشنطن.

فقد وافق الاوروبيون على التفاوض بشان وقف هذه المساعدات وهو ما يطالب به شركاؤهم منذ زمن طويل، وانما في حال توقف الاميركيون في المقابل عن دعم سلف التصدير المقدمة لمزارعيهم عند التصدير.واضاف المصدر نفسه ان "الاتحاد الاوروبي لن يكتفي بوعد غامض ببدء المباحثات في هذا الموضوع".وقال الدبلوماسي ان رغبة الولايات المتحدة في ان توافق منظمة التجارة العالمية على الدعم "المضاد" (لمواجهة الازمات الدورية) المدفوع لمزارعيها في مواجهة انخفاض الاسعار تلقى ايضا معارضة شركائها.وينبغي ان يتفق المفاوضون من جهة اخرى على وسائل فتح الاسواق عبر تخفيض معمم للرسوم الجمركية.
وانطلاقا من هذا المفهوم، يطالب الاتحاد الاوروبي والدول التي تستورد المنتجات الزراعية في مجموعة العشر (اليابان وسويسرا وكوريا الجنوبية وتايوان...) التمكن من مواصلة حماية "منتجات خاصة" (مثل الارز الذي تصل رسومه الى 500% في اليابان).
لكن الولايات المتحدة تشدد على ان يتم الخفض وفقا لصيغة تسمى "سويسرية" وتقضي بخفض الرسوم المطبقة على مختلف المستوردات عبر تحديد نسب مئوية معينة.

ويؤيد الاتحاد الاوروبي ومجموعة العشر صيغة من نوع "جولة الاوروغواي" التي تنص على معدل تخفيض للرسوم الجمركية التي تصبح بالتالي، اقل قساوة من التعرفات الاكثر ارتفاعا.وقال الدبلوماسي الغربي "الاكيد هو انه لن يتم اعتماد اي صيغة".ومهما حصل ستصدر منظمة التجارة العالمية نصا اقرب الى تسوية لكنه قد يكون غامضا جدا الى حد انه لن يحمل في طياته اي جدوى لبقية المفاوضات التي ستنطلق مبدئيا في نهاية العام.
وسيكون حضور او عدم حضور لامي وزوليك في جنيف في نهاية تموز/يوليو مؤشرا جيدا على درجة التوافق الممكن.وقال المصدر نفسه "لن ياتيا الا اذا كان هناك مادة جوهرية يمكن ان تخرج بها المفاوضات".