بسبب غياب الفعاليات والمرافق السياحية العائلية

البحرينيون متشائمون من عيد الفطر.. ويهربون للجوار

مهند سليمان من المنامة

فيما اعتاد المواطنون والمقيمون والزوار في البحرين على ان يزوروها دون ان يجدوا فيها اي مظاهر للعيد، ما زال الوضع الراكد لمظاهر العيد مختفيا فيما اعتبره البعض يوما كباقي الايام بسبب الحياة السياحية الميتة التي تخلو من اي احتفالات او مهرجانات تشجعهم على الاحتفال وسط اهلهم وعدم الهروب للخارج، عيد الفطر الذي يطل على البحرينيين في غضون اسبوع لم يحظ بأي نوع من الاحتفالات التي ينظمها العديد من المتعهدين والمستثمرين والمؤسسات عادة، ما سيؤدي إلى ركود الحركة السياحية كالعام الماضي والذي قبله وبالمقابل انتعاش الحركة السياحية في الدول المجاورة والتي حرصت على الاحتفال بهذه المناسبة، والتي تكون عادة فرصة لجذب السواح اليها، إلى جانب عدم وجود برامج ترفيهية وسياحية تغري السائح لقضاء اجازة العيد في البحرين.

حركة الحجوزات في شركة السفر والسياحة تشهد انتعاشا بسبب تدفق المئات للحجز لقضاء العيد خارج المملكة والهروب من البحرين خلال العيد الذي اصبح يقتصر على زيارة الاهل والاكل والشرب في المطاعم فقط، وقال عبدالحكيم الشمري صاحب مكتب سفريات الامل للسياحة والسفر ورئيس لجنة السياحة في غرفة وتجارة البحرين ان هناك حركة سفر ملحوظة خلال هذه الايام اضافة إلى الحجوزات ، وان اغلب البحرينيين حجزوا للكويت والقاهرة ودبي لقضاء اجازة العيد، مشيرا الى أن ظاهرة سفر المواطنين تكثر خلال عيد الاضحى.


في الوقت الذي تخلو البحرين من المشاريع السياحية الترفيهية حسب الشمري وجه انتباه المستثمرين إلى جدوى الاستثمار في المشاريع السياحية الترفيهية ذات الطابع العائلي، فقد اثبتت مثل هذه المشاريع نجاحاً منقطع النظير في دول مجلس التعاون حسب تعبيره، واضاف "ان مثل هذه المشاريع سوف تستقطب ليس المواطنون فحسب ولكن سوف تزيد من اقبال الخليجيين على قضاء اجازات العيد في البحرين، خاصة إذا ما عرفنا ان العوائل عادة ما تهتم بالجانب الترفيهي لابنائهم في مثل هذه المناسبات".


ونوه الشمري إلى ان البحرين سوف تشهد نقلة نوعية خلال الخمس سنوات المقبلة نظرا لوجود مشاريع تحت الانشاء في الوقت الحاضر والتي ستدخل سوق العمل خلال الفترة المقبلة لتساهم في تقليص الفجوة بين ما هو متوفر حاليا وما هو متوقع ان يكون متوفراً للمواطنين والزائرين، وقال "اعتقد بأن البحرين ليس هو الحال المفروض ان تكون عليه، ويجب ان تكون قبلة لجميع دول مجلس التعاون، ولكن باعتقادي بان التردد في اتخاذ القرار على المستوى الحكومي لتشجيع المجالات الخاصة بالاعياد هو احد العوائق الرئيسة".


وطالب الشمري بوجود ضمانات وتسهيلات تدفع القطاع الخاص للاستثمار في المرافق السياحية التي تشجع على السياحة العائلية، واوضح أن من ضمن تلك الحوافز منح الاراضي بتعرفة معقولة، وايجاد نوع من الضمانات لإنجاح هذه المشاريع ما سيسهم في اقبال كثير من المستمرين على مثل هذا النوع، واكد أن هناك ضرورة لوجود توجيه من الدولة حتى نخرج بمشاريع يطمح لها الجميع، ومن اهم المرافق التي تفتقدها البحرين الحدائق العامة وحدائق الحيوان والشواطئ، واشار إلى انه طرح شخصيا بعض مرئيات القطاع الخاص على جهات عليا في الدولة وانه يطمح ان تلقى هذه المقترحات الاستجابة المرجوة والتي ستكون لصالح البحرين في الدرجة الاولى.


وخليجيا وكعادتها خرجت البحرين من القائمة حيث هيمنت كل من دبي وبيروت والقاهرة على غالبية الحجوزات التي نفذها السعوديون الراغبون في السفر للخارج خلال إجازة عيد الفطر المبارك حيث اشار مسؤولون في مكاتب للسفر والسياحة في كل من الرياض والمنطقة الشرقية ودبي إلى ارتفاع الطلب على مقاعد الرحلات الجوية وحجوزات الفنادق والشقق إلى كل من دبي وبيروت والقاهرة وشرم الشيخ التي تؤكد الحجوزات عدم عزوف السياح عنها رغم التفجيرات الأخيرة هناك، مرجعين تفضيل المسافرين للوجهات القريبة لقصر مدة الإجازة.

من جانبه قال الدكتور ناصر الطيار مدير عام مجموعة الطيار للسفر في تصريحات لصحيفة الشرق الاوسط إن قصر فترة الإجازة دفع المسافرين الخليجيين للتركيز على الوجهات القريبة وعلى رأسها الإمارات ولبنان ومصر، حيث سجلت طلبات الحجز سواء لخدمات الطيران أو السكن في هذه الوجهات الثلاث نموا كبيرا خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال الطيار ان شركات الطيران المختلفة بدأت في تسيير رحلات اضافية من وإلى السعودية مشيرا إلى أن وجهة بيروت تتم خدمتها حاليا بشركتي الخطوط السعودية وطيران الشرق الأوسط التي زادت عدد رحلاتهما بواقع 5 رحلات أسبوعيا بين السعودية ولبنان، فيما رفعت شركة طيران مصر رحلاتها بين السعودية ومصر بواقع رحلتين إضافيتين أسبوعيا، وهناك خطة لإدخال زيادة جديدة على عدد رحلاتها للسعودية.

وقال إن شركته تخطط لتسيير رحلات مجدولة بين الرياض وشرم الشيخ في مصر وذلك ضمن طرح مجموعة الطيار لبرنامج لخمسة أيام يشمل تكلفة الطيران والسكن والجولات السياحية. وحول الجانب الآخر قال الطيار ان الحجوزات على الفنادق في الوجهات الثلاث عالية جدا وخصوصا في دبي التي شهدت زيادة في أسعار الفنادق وسط نسبة إشغال عالية بسبب تزامن فعاليات سياحية عدة خلال هذه الفترة في دبي.


وفي الشرقية التي تعتبر المنطقة الاقرب للبحرين أكد سامي ابراهيم العبد الهادي مدير عام وكالة كلاسيك للسفر والسياحة في المنطقة الشرقية ما ذكره الدكتور الطيار بشأن تركز الطلبات على لبنان ومصر للحجوزات للفترة من 25 رمضان، وتركز حجوزات السفر لأيام العيد لكل من دبي فيما سجلت بعض الطلبات البسيطة لماليزيا خلال أيام العيد، وأضاف العبد الهادي أن أسعار الفنادق في دبي بالذات ارتفعت بحوالي20-25 في المئة على الرغم من توافر إمكانية نسبية فيما يسجل الطلب على الشقق زيادة كبيرة.


وقال ان المسافرين لدبي من المنطقة الشرقية يفضلون استخدام مطار البحرين الدولي وذلك نتيجة لانخفاض اسعار التذاكر هناك حيث تصل إلى نصف سعر تذكرة السفر من مطار الملك فهد الدولي في الدمام إلى دبي حوالى 600 ريال بين البحرين ودبي مقارنة بـ 1250 ريالا بين الدمام ودبي بالإضافة إلى كثافة حركة الرحلات حيث تطير طيران الخليج بواقع 5 رحلات يوميا وطيران الإمارات برحلتين يوميا.


وفي هذا السياق قال عبد الله عبد المحسن السنان إن الطلب هذا العام أقل تركيزا على دبي مقارنة بالعام الماضي حيث ارتفع الطلب على السفر للقاهرة وشرم الشيخ التي قال ان الأحداث الأخيرة لم تترك أثرا طويل المدى على الإقبال على السفر إليها، وأضاف السنان أن أسعار التذاكر ارتفعت بسبب ارتفاع ضريبة التذاكر التي تمثل 50 في المئة من السعر النهائي للتذكرة في بعض الحالات. فمثلا يصل سعر تذكرة الطيران بين البحرين ودبي إلى 400 ريال فيما يصل السعر النهائي بعد إضافة التأمين إلى 630 ريالا.