10 مليار دولار دخل السعودية في موسم الحج
موسم الحج ينشط الحركة الاقتصادية في مكة والمدينة


سعيد القحطاني من الرياض

يتوافد على السعودية خلال هذا الموسم ما يزيد على مليوني ونصف حاج من مختلف أنحاء العالم، كما توقع وزير الداخلية السعودية الأمير نايف بن عبد العزيز أثنا مؤتمر صحفي عقده أمس بمكة المكرمة، وحيث تنتعش الحركة الاقتصادية بشكل كبير جداً من جراء الوفود الكبيرة التي تأتي إلى المملكة من كل فج عميق.

وفي مثل هذا الموسم من حج وعمرة، يحتاج الحجاج والمعتمرون إلى إنفاق أموال على احتياجاتهم ومتطلباتهم من مبيت ومأكل وهدايا، وبالتالي تشكل مواسم اقتصادية مجزية بالنسبة إلى بعض القطاعات في السعودية، مثل المصارف والنقل بأنواعه والسكن وجميع الأنشطة التجارية التي تخدم الحجاج.

حيث يقدر خبراء اقتصاديون دخل السعودية من موسم الحج والعمرة خلال العام الحالي بحوالي 10 مليارات دولار.
ويتركز النشاط الاقتصادي الناجم عن الموسم في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك في جدة نسبياً، إذ ترتفع فيهما أسعار الفنادق بمختلف فئاتها، والشقق الفندقية بنسبة تصل إلى حوالي 90 في المائة.

وقال متحدث من الغرفة التجارية والصناعية بجدة (غرب السعودية)، إن موسمي الحج والعمرة يؤثران بشكل ايجابي في سوق العقار من حيث الإيجار والتأجير.

وأضاف أن أسعار تأجير الشقق المفروشة والعمارات والفنادق ترتفع بنسبة كبيرة تتراوح بين 65 في المائة و90 في المائة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وبنسب أقل في جدة.

وأوضح أن الأسعار محددة من قبل وزارة الصناعة والتجارة، مشيراً إلى أنها تنخفض خلال فصل الصيف، ثم تعود إلى طبيعتها خلال الحج وموسم العمرة في رمضان وهي ما تسمى بالأسعار الموسمية.

وبيّن المتحدث من غرفة جدة أن الأسعار ارتفعت خلال الموسم الحالي بشكل كبير نتيجة عمليات هدم العمارات والبنايات القديمة لإعادة الاستثمار في قطاع العقارات، الذي يحتل المرتبة الثانية من حيث مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، بعد قطاع النفط.

وتوقع أن تعود الأسعار إلى الاستقرار خلال السنوات الأربع المقبلة بعد استكمال أعمال الاستثمار العقاري في جبلي عمر وخندما في مكة المكرمة، والتي تقدر بحوالي 1.6 مليار دولار.

من جانبه ذكرت تقارير أن مبيعات مطاعم quot;الوجبات السريعةquot; في مكة المكرمة خلال موسم الحج بلغت أكثر 16 مليون دولار، وهو مبلغ تجاوز ضعف التقديرات السابقة.
ويذكر أن المطاعم قامت بتجهيز مرافقها لتستمر في استقبال روادها على مدار 24 ساعة من خلال عمالة إضافية تمت الاستعانة بها لتغطية الطلب المتزايد على الإعاشة الجاهزة والسريعة من أصحاب حملات الحج الداخلية، ومؤسسات الطوافة، والهيئات والمؤسسات الخيرية والإغاثية التي تنفذ برامج إنسانية لها في الحج.

من جهتها, حثت الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة رجال الأعمال والمستثمرين لدخول هذا المجال الذي يتميز بسعته ونموه وقدرته على استيعاب استثمارات ضخمة؛ خاصة في ظل فتح أبواب العمرة على مدار العام وتنامي أعداد المعتمرين والزّوار والحجاج، واحتياج هذه الأعداد من الناس إلى مطاعم الوجبات السريعة التي تلقى قبول شريحة عريضة في المجتمعات المختلفة.

ومن جانبهم, يدرس عدد من رجال الأعمال إنشاء عدة شركات متخصصة في تقديم الوجبات الجاهزة الساخنة منها والمغلّفة لتلبية الاحتياجات، وسد النقص الحاصل في هذا السوق، وتأتي هذه الجهود بعد تعثر محاولة بعض المستثمرين إنشاء شركة متخصصة في هذا المجال قبل عدة سنوات نتيجة اختلاف الشركاء؛ مما جعل فكرة المشروع تلغى لتبرز دراسات جديدة أكثر جديّة بعد ملامسة حاجة السوق والجدوى الاقتصادية لمثل هذه المشاريع في مكة المكرمة خلال الفترة الحالية.

يذكر أن كافة المطابخ والمطاعم ومحلات الأغذية شهدت تستعد لتلبية طلبات غالبية الحملات التي استعانت بقصور أفراح وفنادق لديها تجهيزات ومطابخ وعمالة مدربة لإعداد الوجبات الغذائية المختلفة بهدف توفير الإعاشة الساخنة لضيوف الرحمن، والالتزام ببنود العقود الموقعة معهم لتوفير الوجبات الغذائية الثلاث دون أي قصور.