توقعات بعودة الأسهم الكبرى لقيادة البورصة المصرية

محمد نصر الحويطى من القاهرة


توقع محللون ووسطاء بالسوق المصرية للأوراق المالية أن تشهد تعاملات البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة عودة للأسهم الكبرى في قيادة تعاملات السوق بعد النشاط الملحوظ الذي بدأت تشهده اعتبارا من الأسبوع الماضي، وألمح الخبراء أن الفترة المقبلة قد تشهد هدوءا نسبيا في إطار عمليات جنى الأرباح على الأسهم الصغيرة التي سجلت ارتفاعات قياسية على مدار الأسابيع الماضية حتى تتمكن من معاودة رحلتها الصعودية مرة أخرى، وأضافوا أن التراجع الذي شهدته الأسهم الصغيرة بنهاية جلسة يوم الخميس الماضي يبدوا طبيعيا ولا يدعو للقلق خاصة أن الأسهم التي تراجعت أسعارها تضاعفت أسعارها دون أن تشهد أي عمليات تصحيح.


مرحلة الانفجار
بداية يرى باسم رضا رئيس مجلس إدارة شركة أمان لتداول الأوراق المالية أن أسعار الأسهم بالبورصة المصرية وصلت إلى مستويات مرتفعة نسبيا وهو ما يعنى أنها بحاجة إلى الهدوء في المرحلة الحالية لجنى الأرباح والتقاط الأنفاس حتى تتمكن من مواصلة مسيرتها الصعودية حيث من الخطر استمرار صعود الأسهم دون توقف كي لا تصل إلى مرحلة الانفجار.

وأشار إلى أن تراجع أسعار بعض الأسهم في جلسة الخميس الماضي يعتبر أمرا إيجابيا ويؤكد نضج السوق والمتعاملين فيه، مؤكدا انه يجب الاستفادة من تجارب الأسواق الخليجية المجاورة التي شهدت ارتفاعات حادة دون توقف ثم عانت من الهبوط الحاد أيضا.

وأكد أن الاتجاه العام للسوق لا يزال نحو الارتفاع في ظل المؤشرات الاقتصادية القوية الحالية والتي تتمثل في تسارع وتيرة برنامج الخصخصة وثقة المستثمرين والمؤسسات والصناديق الأجنبية في الاقتصاد المصري والاستثمار في مصر.
وتوقع رضا استمرار عمليات جنى الأرباح في السوق على مدار الجلسات الأولى من الأسبوع الحالي، إلا انه اعتبر أن أي تراجع في الأسعار سيكون بمثابة فرص جيدة للشراء.


نتائج أعمال
ورأى محمد رشدي نائب مدير إدارة المحافظ ببنك قناة السويس أن عملية جنى الأرباح التي شهدتها بعض أسهم السوق بنهاية جلسة يوم الخميس الماضي قد تستمر حتى منتصف الأسبوع الجاري على أن تعود مرة أخرى للصعود ترقبا للأنباء الإيجابية التي ستعلن في الأسبوع المقبل.

وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستشهد عقد العديد من الجمعيات العمومية العادية وغير العادية لبعض الشركات مثل البنك الوطني المصري يوم 22 يناير وفودافون مصر 25 يناير واوراسكوم للإنشاء 26 يناير والمجموعة المالية هيرميس مطلع فبراير المقبل وسط توقعات بأن تخرج تلك الجمعيات بأنباء إيجابية قوية تدعم مسيرة صعود السوق.

وأوضح أن هذه الجمعيات سيعقبها بدء الإعلان عن نتائج أعمال الشركات السنوية والتي تشير إلى تحقيق اغلبها معدلات قياسية من الأرباح.
وقال إن توزيعات الأرباح والأسهم المجانية التي ستعلنها الشركات من شأنها إعادة السوق إلى مساره الصعودى مرة أخرى في الأسبوع المقبل، لافتا إلى أن تعاملات المستثمرين الأجانب في جلسة يوم الخميس الماضي اتجهت نحو الشراء بما يعنى أن المستثمرين الأجانب يقومون بعمليات شراء وقت نزول السوق وهو أمر إيجابي.

وأضاف أن معدلات التداول وحجم السيولة وصلت إلى مستويات مضاعفة مقارنة بمعدلاتها في الفترة المقابلة من العام الماضي، حيث تجاوز متوسط حجم التداول اليومي حاليا مليارى جنيه مقابل 400 مليون جنيه في العام الماضي رغم فورة نشاط السوق في تلك الفترة.

وتوقع نائب مدير إدارة المحافظ ببنك قناة السويس حدوث نشاط انتقائي للسوق في الأيام القليلة المقبلة خاصة على اسهم مثل اوراسكوم للإنشاء وهيرميس والمصرية للاتصالات التي ستستفيد بقوة من توزيعات أرباح فودافون للاتصالات نظرا لأنها تملك حصة تزيد عن 25 % من رأسمال الأخيرة.


تبادل المراكز
يشير عادل عبد الفتاح رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الأمريكية لتداول الأوراق المالية أن تعاملات البورصة المصرية شهدت يوم الخميس الماضي عملية تبادل للمراكز في قيادة السوق من الأسهم الصغيرة وبعض الأسهم النشطة إلى الأسهم الكبرى في قطاعات مثل الاتصالات والتشييد والبناء.
وأوضح أنه لا يوجد أسهم تظل ترتفع بشكل مستمر حيث ـنه من الطبيعي أن تشهد من وقت لاخر عمليات تصحيح وتجميع حتى تتمكن من مواصلة مسيرتها الصعودية مرة أخرى.

ولفت إلى أن هناك العديد من الأسهم لم تشهد تحركا قويا منذ العام الماضي في قطاعات الاتصالات والحديد والغزل والنسيج وهو ما يزيد من فرص عودتها لقيادة تعاملات السوق في الفترة المقبلة على رأسها اوراسكوم تليكوم والنساجون الشرقيون وحديد والدخيلة.
ورأى عادل عبد الفتاح رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الأمريكية لتداول الأوراق المالية أن تراجع بعض أسهم السوق خاصة في قطاع الأسهم الصغيرة والإسكان لا يعتبر تحولا في اتجاه السوق، مؤكدا أن البورصة المصرية لا يزال اتجاهها العام نحو الصعود على المدى المتوسط وطويل الآجل والنشاط الانتقائي على المدى القصير.

وأشار إلى أن مؤشر البورصة الرئيسي نجح في تجاوز نقطة مقاومة قوية عند 7000 نقطة كمؤشر قوى على قدرة السوق على مواصلة الصعود في الفترة المقبلة، موضحا انه يجب النظر إلى السوق نظرة كلية وليس على صعيد اسهم محددة حتى وأن استمرت بعض الأسهم في الهبوط التصحيحى خلال الجلسات القليلة المقبلة.

وقال عبد الفتاح أن قطاعات عديدة من السوق تزخر حاليا بالعديد من الأنباء الإيجابية مثل قطاع الاتصالات الذي تترقب أسهمه تقسيم سهم اوراسكوم تلكيوم وانعقاد جمعية فودافون وهو الأمر الذي قد يعطى دفعة لأسهم القطاع ككل.

وتوقع أن يعود نشاط سهم الشركة المصرية للاتصالات ويدخل في نطاق الأسهم القائدة في السوق بعد فترة التجميع الطويلة التي شهدها السهم ونجح خلالها في تكوين شكل جيد بالبورصة.

وأضاف أن قطاعي البنوك والأسمنت ربما يشهدان تعاملات هادئة ومستقرة يصاحبها عملية صعود نسبية على صعيد أسهم الأسمنت، مشيرا إلى أن اسهم القطاع المصرفي ربما تتأثر بسعر تنفيذ صفقة بيع البنك المصري الأمريكي.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الأمريكية لتداول الأوراق المالية أن اسهم الشركات الصغيرة ترتبط ارتباطا كليا بقطاعاتها والأنباء المتعلقة بشركاتها مثل الكابلات والقناة للتوكيلات الملاحية والنيل لحليج الأقطان.

ولفت إلى أن تعلان إحدى المؤسسات الخليجية اعتزامها تكوين صندوق استثماري في قطاع البترول المصري بقيمة مليار دولار جذب الانتباه مرة أخرى الى أسهم قطاع البترول بالبورصة خاصة أن ذلك يتزامن مع عودة أسعار النفط للارتفاع مرة أخرى.


نشاط انتقائي
ويرى شريف الشربينى مدير فرع بشركة المجموعة المتحدة لتداول الأوراق المالية أن تعاملات البورصة المصرية قد تشهد نشاطا انتقائيا على بعض الأسهم يقابله عمليات جنى أرباح انتقائية أيضا على اسهم أخرى.

وقال أن الأسهم التي تترقبها أنباء إيجابية قوية مثل أسهم الاتصالات والبترول والتبروكيماويات ستواصل صعودها القوى فيما قد تشهد اسهم الإسكان والعقارات هدوءا نسبيا في تعاملاتها بجانب اسهم الغزل والنسيج.

وأضاف أن قطاع الأسهم الصغيرة ربما يشهد عمليات تصحيح خلال الفترة المقبلة لكنه سيكون تصحيحا quot; مؤقتاquot; نظرا لان اغلب تلك الأسهم تتحرك وفق أنباء مستقبلية قوية مثل الكابلات التي نجحت في عقد العديد من صفقات التصدير في الخارج إضافة إلى القناة للتوكيلات الملاحية والتي ترقب طرح حصة زيادة رأسمالها في البورصة.

وأشار إلى أن الأسهم الكبرى ستحافظ على أدائها القوى، مشيرا إلى أن أحجام التداول ربما لا تتأثر كثير بعمليات جنى الأرباح في حال استمرارها.