توقيع اينيل واي دي اف على البرنامج النووي
طلال سلامة من روما
يهم بيير غادوني، رئيس شركة (Edf) للطاقة الكهربائية الفرنسية، وفولفيو كونتي، المفوض العام لشركة اينيل الطاقوية، بإعداد الصياغة النهائية لمذكرة تفاهم بين الشركتين، تم التوصل إليها في نهاية شهر مايو(أيار) الفائت وتتعلق بمشاركة اينيل الإيطالية في برنامج نووي مسمى (Epr)، أو (European Pressurized Reactor) وهو مفاعل مائي أوروبي مكيّف الضغط. وستدخل الاتفاقية حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن. ومن المرجح أن تساهم اينيل في 12.5 في المئة من البرنامج مقابل الحصول على 1.200 ميجاوات من الكهرباء.
وجاءت الخطوة التقدمية الحاسمة، في شهر يوليو(تموز) الماضي، حينما أعطى مجلس الشيوخ الإيطالي الضوء الأخضر الجازم على مرسوم القانون، في أسواق الطاقة، الذي يخوٌل الشركات الأجنبية المحتكرة، التي تمتلك أكثر من 2 في المئة من رأسمال أية شركة طاقوية إيطالية، من ممارسة حقوق التصويت. كما سمح القانون لشركة (Edf)، عملاقة الطاقة الفرنسية، باكتساب الهيمنة على شركة ايتالينيرجيا (Italenergia) سوية مع شركة (Aem Milano) التابعة لشركة اديسون (Edison).
وخُطط الإجراء الحكومي لإنعاش الاتفاقيات بين حكومتي روما وباريس، حول التعاون الطاقوي، متيحاً هكذا لشركة اينيل، في الوقت ذاته، فرصة المشاركة في عدة برامج نووية جديدة أعدتها الدول الواقعة وراء جبال الألب، بالتحديد فرنسا وأسبانيا.
وفيما يخص دخول اينيل في سنيت (Snet)، ثاني أكبر مشغل للطاقة بفرنسا - وتمتلك شركة اينديزا (Endesa) الأسبانية 65 في المئة من أسهمها والبقية(35 في المئة من الأسهم) تسيطر عليها شركتي (Edf) وشاربوناج دي فرانس (Charbonnage De France) - يبقى المضي قدماً في المفاوضات عالقاً. وفي التفاصيل، 18.75 في المئة من أسهم (Snet) مملوكة لشركة (Edf)، و16.25 لشركة (Charbonnage De France) وتتمحور إحدى النقاط الحرجة حول من سيكون حامل الأسهم الأكبر في شركة (Snet).
من جانبها قدمت شركة (Asm Brescia) الإيطالية، التي تمتلك 20 في المئة من أسهم فرع شركة اينديزا الإيطالي، بدورها عرضاً لشراء 35 في المئة من شركة (Snet)، مما عقٌد الأمور الى حد أبعد، ضمن إطار تحركات ضبابيٌ. فمنذ شهر أكتوبر(تشرين الأول) المنصرم، تشهد المفاوضات حول شراء 35 في المئة من أسهم شركة (Snet) تأخيراً تقنياً سببه، قبل كل شيء، الحالة الخاصة لشركة (Endesa) في إسبانيا.
فالأخيرة تواجه عرضاً عدائياً لشرائها، من جانب شركة غاز ناتورال (Gas Natural) الأسبانية، وهو ما يؤثر بالطبع على الأجوبة التي تنتظرها بفارغ الصبر شركة (Snet). ومن وجهة نظر صناعية وقبل القيام بأية حركة نحو حصة أسهم (Snet)، القابلة للبيع، يجب على الأسبان أن يقيٌموا، عموماً، حضورهم الفعلي على الأراضي الفرنسية.
في تلك الأثناء، رفع مصرف (UBS) السويسري تقييمه لسهم شركة اينيل الإيطالية، من quot;محايدquot; (Neutral) الى quot;اشترquot; (Buy)، بعدما كان أداء السهم أدنى من أداء أسهم الشركات المنافسة، خلال السنة الماضية. ويثبت سعر سهم اينيل على 7.5 يورو أو زيادة نسبتها 18 في المئة مقارنة مع المسح الأخير. لكن التقلبات التي تشهدها أسعار النفط الخام من شأنها أن تعرٌض مظهر سهم اينيل الخارجي للخطر.
التعليقات