انعكاسات النزاع بين روسيا وجورجيا
موسكو
يفضي النزاع مع جورجيا إلى إحداث تغيير جذري لسياسة الدولة الروسية تجاه المهاجرين والعمالة الأجنبية.وطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من رئيس الحكومة الروسية ميخائيل فرادكوف أن يعد تعديلات تدخل على قانون الهجرة إلى روسيا، تنظم الاستعانة بالعمال الأجانب وخاصة في مجال الأنشطة التجارية.ويتوقع أن تمكن التعديلات المرتقبة السلطات الروسية من تقييد دخول مواطني البلدان التي تنازع روسيا إلى الأراضي الروسية.
وقال مصدر في وزارة الداخلية الروسية إن قرار بسط النظام في أسواق المدن ناتج عن استطلاعات للرأي عبر فيها الكثيرون من الروس عن عدم رضاهم عن الأوضاع في الأسواق.ويذكر أن الكثير من أسواق المدن الروسية وقع تحت سيطرة تجار من جنسيات غير روسية.
وقد بدأت مصلحة الهجرة الروسية تفرض قيودا على فئات معينة من المهاجرين. وفي ما يخص القادمين من جورجيا لم يعد الحق في الحصول على رخصة إقامة مؤقتة في روسيا يطبق عليهم. وقال نائب رئيس مصلحة الهجرة ميخائيل تيوركين quot;إن المناطق الروسية لا تحتاج إلى العمال من جورجياquot;.
وأشار إلى أن 1 في المائة فقط من الجورجيين الموجودين في روسيا والبالغ عددهم مليون شخص حددوا الهدف الحقيقي لمجيئهم إلى روسيا، إذ لا يعمل quot;المدرسونquot;، مثلا، في هذا التخصص وإنما يعملون في الأسواق ويزاولون الأنشطة التجارية.وقررت المحاكم الروسية ترحيل 480 مواطنا جورجيا من روسيا خلال الأسبوع الأخير.
ويقول السيناتور الروسي الكسندر دزاسوخوف، وهو عضو لجنة الدول المستقلة الجديدة في مجلس الفيدرالية (مجلس الشيوخ الروسي) إن قادة جمهورية جورجيا ينتهجون سياسة تتوجه نحو الغرب وحلف شمال الأطلسي في الوقت الراهن وكأنهم يشيحون بوجوههم عن روسيا ويقولون إنهم لا يحتاجون إلى العلاقات مع روسيا.
ويشير إلى أن مبلغ العشرة ملايين دولار الذي يقدمه حلف الناتو إلى جورجيا لكي تتمكن من الانضمام إليه، لعب برؤوس قادة جورجيا حتى أنهم لا يتوانون عن التضحية بالصداقة وصلة القرابة مع روسيا من أجل هذا المبلغ من الدولارات.. quot;وفي الواقع فإن هذا حرب جيوبوليتيكية حقيقية وتحدٍ لروسياquot;.
ويقول عما تضطر روسيا إلى اتخاذه من إجراءات كتعليق الرحلات الجوية وتعليق الحركة على الطرق البرية ومنع تحويل الأموال إلى جورجيا إن لا أحد يرتاح لهذه الإجراءات ولكن روسيا تعمل ما ينبثق عن السياسة التي تمارسها تبليسي الرسمية.
ويرى السيناتور دزاسوخوف الذي كان رئيسا لإحدى الجمهوريات القوقازية الروسية (جمهورية اوسيتيا الشمالية) مبررا للأمل في أن يدفع التوتر المجتمع الجورجي إلى التفكير في ما يجري وقد يدفع القيادة الجورجية إلى إعادة النظر في سياستها.
ويؤكد أن روسيا لا تغلق الباب في وجه جورجيا بل تدعو الزملاء الجورجيين إلى إجراء جرد للعلاقات يستطيع الجانبان من خلاله معرفة ما هو في صالح العلاقات الروسية الجورجية.
كماذكر وزير التنمية الاقتصادية والتجارة الروسي جيرمان غريف بأن جورجيا لن تربح شيئا إذا جعلت حوارها حول انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية مستندا إلى لغة الإنذارات.
وقال غريف في تعليقه على احتمال معارضة جورجيا لانضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية: quot;أولا، تدخل هذه المسألة ضمن شؤون العلاقات الثنائية والمحادثات. ثانيا، لا يملك أي بلد حق quot;الفيتوquot; في إطار المحادثات متعددة الأطراف في منظمة التجارة العالميةquot;.
وأضاف أنه لا يستطيع التنبؤ بموعد انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية لأن الجانب الروسي لم يكمل محادثاته مع الولايات المتحدة التي تعتبر من شركاء روسيا التجاريين الأساسيين.
التعليقات