لندن في طريقها لأن تصبح الأولى عالميا في الأسواق المالية

تمتلك كل المتطلبات التي تجعلها تتفوق على نيويورك


لندن


بعد مرور عشرين عاما على الإعلان عن الاصلاحات التي ساعدت على بروز العاصمة البريطانية كمركز مالي عالمي، أعرب عدد من المصرفيين وخبراء شؤون الأسواق المالية عن ثقتهم في مقدرة لندن على تحقيق المزيد من التقدم في هذا الجانب وسحب البساط من تحت أرجل أسواق مالية معروفة عالميا مثل نيويورك. ويرى المصرفيون وخبراء شؤون عالم المال والأعمال ان لندن تمتلك كل المتطلبات التي يمكن ان تجعل منها مدينة رأس المال وعاصمة أسواق المال الأولى في العالم على نحو يساعدها في اجتذاب اثرياء العالم ومستشاريهم، ويشير هؤلاء المصرفيون الى عوامل ومميزات مثل الاستقرار السياسي واللغة وفائدة فارق التوقيت بين مختلف مناطق العالم والمؤسسات القانونية كعوامل مساعدة في جعل لندن عاصمة الأسواق المالية الأولى عالميا.

ويرى المصرفي المعروف جيريمي سيليم، الذي عمل على مدى سنوات في كل من نيويورك ولندن، ان لندن حققت خلال السنوات السابقة تطورات كبيرة في جانب الاسواق المالية، كما اكد ايضا تلاشي بعض المخاطر التي كانت في السابق ضمن العوامل التي حالت دون احتلال لندن موقع الريادة العالمية في الأسواق المالية.

ويؤكد سيليم ان ثمة جوا من الطمأنينة يبعث على التفاؤل باحتلال لندن قيادة الأسواق المالية عالميا. وكان ديفيد بروار، عمدة حي المال والأعمال اللندني، قد اشار الى ان لندن قد تفوقت على نيويورك في اجتذاب شركات سجلت اسهمها في سوق المال اللندنية. ففيما بلغ عدد الشركات العالمية التي سجلت اسهمها في ناسداك ونيويورك 17 شركة (6 مليارات دولار) نجحت لندن في اجتذاب 59 شركة (16 مليار دولار). ويرى محللون ان نجاح سوق الأوراق المالية اللندنية في هذا الجانب يعود الى مجموعة من الأسباب من ضمنها المرونة وتخفيف القيود ذات الصلة بأداء السوق المالية.


السير وين بيسكوف، وهو واحد من الرموز البارزة بحي المال والأعمال اللندني، اشار ايضا الى تفوق لندن على نيويورك في ساحة سوق المال. ويقول السير بيسكوف، رئيس القسم الاوروبي لمصرف laquo;سيتيغروبraquo; الاميركي، ان الاستمرار في نهج التغيير والإصلاحات والابتكار والمبادرات والترحيب بالخبرات والمهارات العالمية في هذا الجانب سيؤدي الى تغلب لندن على نيويورك لتصبح المركز المالي الأول عالميا.

وكانت لندن قد تفوقت مسبقا على نيويورك في اجتذاب نسبة اكبر من الاسهم في سوق المال، فيما السوق المحلية الاميركية تساعد على احتلال الولايات المتحدة موقعا متقدما في مجال الخدمات المالية. إلا ان مؤسسة الخدمات العالمية المالية بلندن، ترى ان اوروبا تفوقت مسبقا على الولايات المتحدة في جانب الخدمات المالية او انها اوشكت على اللحاق بها.

إذ لا تزال اوروبا تتفوق في مجال القروض المصرفية خارج البلد والتأمين البحري والنشاط المصرفي التجاري. إلا ان الولايات المتحدة تحتل موقعا متقدما في إصدار السندات وصناديق التحوط والأسهم والنشاطات المصرفية الاستثمارية. ويرى خبراء في شؤون الاسواق المالية ان صناديق التحوط ابرز مثال على التطور السريع للندن كمركز مالي عالمي ولحاقها بنيويورك واحتمال تفوقها عليها في هذا المجال، خصوصا وان مسؤولين عن حي المال والأعمال اللندني يرون ارصدة صناديق التحوط التي تدار من بريطانيا تحقق نموا سريعا مقارنة بتلك التي تدار من الولايات المتحدة. إلا ان ثمة قلقا ازاء احتمال تراجع قوة لندن التنافسية ومقاومة الجانب الاميركي اذا رأى اعدادا كبيرة من الأعمال التجارية تتجه صوب العاصمة البريطانية.