ترافقا معهبوط مؤشرات اسواق المال

2006: عام خروج الاقتصاد الإماراتي الى العالمية


بهاء حمزة من دبي


شهد عام 2006 العديد من الحداث الاقتصادية في الامارات من بينها الكثير الجيد والايجابي والقليل السلبي لعل ابرزه على الاطلاق الهبوط الكارثي لمؤشرات اسواق المال المحلية دون اسباب واضحة على الاقل مئات الالاف من صغار المضاربين الذين فقدوا في نوبة جنون الاوسواق ما لديهم وما اقترضوه من البنوك في اسابيع قليلة.لكن اذا كنا بصدد البحث عن تلخيص لحالة العام اقتصاديا في الامارات فلا يمكن ان نتاجهل عنوان انه كان عام الخروج الى العالمية. ولعل اقرب خروج عالمي الى الاذهان هو نجاح موانيء دبي العالمية في الاستحواذ على شركة بي اند او لادارة المواني البريطانية ومن ثم انتقال ادارة ستة موانيء اميركية الى الشركة الاماراتية الواعدة الامر الذي اثار ضجة كبرى في انحاء بلاد العم سام ضاعت فيها كل مشاعر الصداقة بين البلدين وانتهز الجمهوريون فرصة اتمام الصفقة للانفضاض على ادارة بوش وكيل الاتهامات لها بوضع ستة موانيء حيوية اميركية في ايدي دولة من بين دول المنطقة التي يخرج منها كل يوم ارهابيين يهاجمون مصالح اميركا واستغلت هيلاري كلينتون احد المسؤولين الاميركيين الذين يترددون بشكل مستمر على دبي وترتبط بعلاقات جيدة مع العديد من المسؤولين فيها فرصة اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس لتوجه ضربات تحت الحزام الى ادارة بوش التي حاوت كثيرا الدفاع عن حق الشركة الاماراتية في ادارة الموانيء قبل ان ينقذها قرار من حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ببيع حقوق موانيء دبي في الموانيء الاميركية الستة لراحة جميع الاطراف وهو ما حدث بالفعل في كانون اول (ديسمبر) الحالي حيث اشترت ايه.اي.جي جلوبل انفستمنت جروب التابعة لشركة أمريكان انترناشونال جروب (ايه.اي.جي) وبهذا لن تكون لموانيء دبي أي تواجد في اميركا بعد اتمام الصفقة في الربع الاول من العام الجديد.


لكن مع هذا التراجع الاجباري بقيت حقيقة مهمة وهي ان موانيء دبي العالمية باتت بعد استحواذها على بي اند او مقابل 6.8 مليار دولار في شباط (فبراير) الماضي ثالث أكبر شركة لتشغيل موانيء الحاويات في العالم.

قدرات عابرة للبحار
وفي مكان وزمان ليسا ببعيدين عن هذا كانت دبي تقود تحالفا لاطلاق مشروع quot;دبي إيروسبيسquot; المتخصص في قطاع تصنيع الطائرات وتركيبها وتجهيزها والخدمات المتعلقة بها بكلفة تصل إلى 15 مليار دولار فيما يزيد الحجم الإجمالي للنشاط المالي في هذا القطاع على تريليون دولار.


وفضلا عن إنشاء مطار عالمي في منطقة جبل علي يكون مرتبطا بالمطار الحالي في منطقة القرهود يتضمن المشروع تأجير وتمويل الطائرات وكذلك التخصص في قطاع التدريب والتعليم.
ويأمل المشروع أن يصبح محور أعمال التصليح والصيانة الشاملة للطائرات لكافة خطوط الطيران الجوية في المنطقة والعالم.


وكانت طيران الامارات قد اعلنت عن تحالف بقيادتها لادارة عدة مطارات حول العالم في وقت سابق من العم المنتهي لكن يبدوا ن الازمة الدولية حول موانيء دبي ارجأت المشروع الى حين. وضمن نفس الاطار خرجت مؤسسة الامارات للاتصالات من ردائها المحلي الذي تشاركها فيه قريبا شركة اخرى بعدما احتكرته اتصالات لاكثر من ثلاثين عاما لتنطلق الى العالمية. وكانت اولى خطوات الانطلاق هي المشاركة في ملكية شركة الجوال السعودي الجديد موبايلي في بدايات العام المنتهي ومنها انطلقت اتصالات الى مصر لتشتري رخصة الجوال الثالثة بما يقارب العشرة ملايين جنيه مصري لتتواجد الشركة في اثنين من اكبر اسواق الهواتف المحمولة العربية ان لم يكونا اكبرها بالفعل.


وفي غضون ذلك سعت المؤسسة عبر ذراعها للاستثمار الدولي وهي شركة اتلانتيك تيليكوم لتملك شركات الهواتف المحمولة في عدة دول افريقيا ومن المنتظر ان تكون الخطوة المقبلة للمؤسسة الى اسيا وتحديدا الى دول جنوب شرق القارة الصفراء.

الى هبوط
مقابل التوسع والانفتاح الخارجي الهائل للشركات الاماراتية في العام المنتهي تلقى السوق الداخلي واحدة من اسوأ الضربات من خلال اسواقه المالية التي تلقت مجموعة متواصلة من الخسائر منذ بداية العام دون اسباب مفهومة وواضحة على الاقل للمضاربين العاديين او ممن يصطلح على تسميتهم صغار المضاربين واكتست الاسواق في ايام عديدة من العام بالمؤشر الاحمر الامر الذي كلف السوق خسائر وصلت حسب تقديرات هيئة الاوراق المالية الاماراتية حوالي 313 مليار درهم فيما خسر الالاف من صغار المضاربين الجلد والسقط كما يقال في مصر بعدما استدان الكثير منهم من البنوك طمعا في الارباح السهلة للاسواق المالية ثم وجدوا انفسهم مطالبين برد ديونهم البنكية اضافة الى تحمل الخسائر الكبيرة في الاسهم التي اشتروها.

عملاق عقاري
ومن بين اميز الاحداث في الامارات خلال العام المنتهي النشاط العقاري المتسارع وغير المعقول في احيان كثيرة في كل انحاد الامارات نقريبا بعد ظل لفترة قاصرا على دبي وابو ظبي، والان تشهد امارات الشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان العديد من المشاريع العقارية المتميزة فضلا عن دخول ابو ظبي سوق الانشاءات العقارية من اوسع ابوابه عبر العديد من المشاريع منها شمس ودانة والسعديات، الى جانب المشاريع العقارية في دبي بالطبع.


ويلفت الانتباه تحول اغلب المشاريع الجديدة الى نظام التملك بدلا من الايجار الذي بقي سائدا منذ سنوات طويلة ويمنح النظام الجديد الملاك ميزات عديدة منها الحصول على حق الاقامة وامتلاك وحدات بنفس القيمة الايجارية تقريبا التي يدفعها اغلبهم مقابل الايجار لكنه في المقابل يحملهم مخاطر انخفاض الاسعار في المستقبل، ووفقا للتقديرات فان حجم الاستثمارات العقارية في الامارات يصل حاليا الى الف مليار درهم ثلثها على الاقل في ابو ظبي وحدها.