طموح باكستاني للاستثمارات السعودية
علي مطر من اسلام اباد
تأتي احتمالات الحصول على إستثمارات من السعودية لباكستان من بين اهم المواضيع التي حرص الجانب الباكستاني على اثارتها وعلى اعلى المستويات مع الوفد السعودي الزائر لباكستان برئاسة العاهل الملك عبدالله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين. حيث يأمل الباكستانيون بان يقوم المستثمرون السعوديون بالمشاركة في الاستثمارات التي تدعمها الحكومة الباكستانية بقوة في ميناء جوادر الذي اقامته علي شواطئ بحر العرب ليكون بديلا قويا لميناء كراتشي في حالة محاصرته من قبل قطع الاسطول البحري الهندي اذا ما اختلف البلدان على شيئ ما وكما حدث سابقا.
فقد شارفت المرحلة الاولى من ميناء جوادر على الانتهاء وتخطط باكستان لجذب الاستثمارات في قطاع النفط والغاز اليه وان تقوم بتحويله الى موقع هام لتكرير النفط وكذلك لتخزين النفط الخام الذي يمكن فيما بعد تصديره الى اقليم سنكيانج الصيني عبر خطوط انابيب ارضية تمر عبر ممر quot;خونجرابquot; بمنطقة جبال قاراقورم بشمال باكستان. ويؤكد الباكستانيون على ان ميناء جوادر يمكن ان تكون فيه فرص كبيرة للاستثمار في قطاعي العقار والسياحة الى جانب كونه مكانا مناسبا لتخزين بضائع الترانزيت كالمنتجات الزراعية والحبوب والاغذية قبل ان يتم تحويلها لوجهتها التالية؛ بالاضافة الى المشتقات النفطية التي يتم شحنها الى اسيا الوسطى والشرق الاقصى.
ومما تجدر الاشارة اليه هو ان التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي يتخذ اشكالا كثيرة ليس من اقلها التجارة البينية بين البلدين والتي بلغت في العام الماضي 8ر2832 مليون دولار مقابل ما كانت عليه في عام 2004م وهو 2ر2127 مليون دولار. وتساهم السعودية بقدر كبير من الدعم لباكستان والذي مكنها من تحقيق نهضة اقتصادية اعتمدت على سياسات الانفتاح الاقتصادي التي جاء بها رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز والتي مكنت بلاده من تحقيق نمو اقتصادي بلغ 4ر8 بالمائة من اجمالي الناتج المحلي في عام 2005م.
وتتنوع اشكال الدعم السعودي لباكستان وتتخذ الكثير من مناحي التعاون ولكن باكستان تستفيد بصورة خاصة من تحويلات الجالية الباكستانية المقيمة بالسعودية والتي بلغت 19ر667 مليون دولار في عام 2005م مقابل 29ر565 مليون دولار في العام الذي سبقه.
الا ان تطلعات باكستان الى الاستثمارات السعودية تشوبها الكثير من الخشية وعوامل القلق من ان الاتفاقيات التي عقدتها السعودية مع الهند في المجالات الاقتصادية سوف تقلل من مكانة باكستان لدى السعودية، وهذا ما دفع السفير السعودي لدى اسلام اباد للتاكيد في اكثر من مناسبة قبيل وخلال الزيارة على ان تنامي التعاون بين السعودية والهند لن يكون مطلقا على حساب باكستان.وقد وقعت كل من باكستان والسعودية على خمسة اتفاقيات تناولت مواضيع تجنب الازدواج الضريبي والتدريب المهني بالاضافة الى التشاور السياسي والتعليم العالي والتعاون العلمي والتقني.
كما اتفق رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز خلال اجتماعه مع وزير المالية السعودي د. ابراهيم العساف على الدعم الثنائي للتجارة والاستثمار بين البلدين. كما ان الطرفان قد بحثا السبل الكفيلة بزيادة التبادل التجاري بينهما وذلك خلال الاجتماع الذي عقد في مبنى رئاسة الوزراء الباكستاني. حيث قام رئيس الوزراء بتقديم ايجاز حول مقترح اقامة مشروع لتكرير النفط على شواطئ بحرالعرب. وعرض رئيس الوزراء تقديم الاراضي الباكستانية لاقامة خط انابيب من السعودية الى الاجزاء الغربية من الصين مؤكدا على انها ستكون اقصر طولا بين البلدين. وقام د. العساف باطلاع المسؤول الباكستاني على ان بلاده ستقوم قريبا بالافراج عن مبلغ 133 مليون دولار من تلك التي خصصتها السعودية لمساعدة منكوبي الزلزال وقدم عرضا بمبلغ 187 مليون دولار كقرض سهل من السعودية.










التعليقات