الصين تصدر لعب اطفال ب8 مليارات$


بهاء حمزة من دبي


تصديقا للمثل الشعبي quot;فرخ البط عوامquot; يلتزم الاطفال العرب بصفة ورثوها من باائهم وهي الحرص الى حد التطرف في إقتناء الدمى والألعاب ذات العلامات التجارية العالمية، وتشهد صناعة الدمى في العالم نمواً مضطرداً وتطورات هامة على صعيدي الإنتاج والتوزيع. وتحظى باهتمام واسع في أوساط القطاع الصناعي الأمر الذي عزز من حدة التنافس في أسواقها. الامر الذي استدعى مختلف أقطاب هذه الصناعة للبحث عن أفكار مبتكرة وإيجاد مهارات تصنيعية متميزة والعمل على تخفيض التكاليف التي تعد من العوامل الأساسية في ازدهار أية صناعة وتطورها. وتعتمد صناعة الدمى والألعاب بشكل محوري على عاملين اثنين أولهما العلامة التجارية الدولية والآخر هو تكاليف الانتاج.

ومع التغيرات التي شهدها الاقتصاد العالمي مؤخراً والتي أدت إلى انخفاض في مستويات الدخل والإيرادات واتجاه المستهلكين نحو الإلكترونيات الاستهلاكية وإحجامهم عن شراء الدمى التقليدية والصعوبات الكبيرة التي باتت تواجهها هذه الصناعة للمحافظة على حصتها في الأسواق لا زالت الصين تتبوأ مكانة مرموقة في هذا المجال كونها تتميز بإنتاج كبير وثابت الأمر الذي يساعدها على مقاومة هذه الصعوبات.

وتبلغ حصة الصين ما يقارب 70% من الإنتاج العالمي من الدمى والألعاب. وتضاعفت الصادرات الصينية من هذه المنتجات خلال السنوات الثمانية الماضية لتبلغ حالياً ما يقارب 8 مليار دولار سنوياً. ووفقاً لدراسة حديثة حققت صادرات الصين من الألعاب الإلكترونية نمواً مضطرداً ما بين شهري كانون ثان (يناير) وحزيران (يونيو)من العام الماضي حيث بلغت 495 مليون دولار أميركي أي بنسبة زيادة 243% مقارنة بالفترة نفسها من العام الأسبق والتي سجلت 144 مليون دولار أميركي.

وحققت الألعاب الإلكترونية التي يمكن استخدامها مع أجهزة التلفزيون المرتبة الثانية حيث بلغت 1.7 مليار دولار أميركي خلال الستة أشهر الأولى من العام الماضي أي بنسبة زيادة 241% مقارنة بالفترة نفسها من العام الأسبق والتي بلغت 524 مليون دولار أميركي. وازدادت صادرات الصين من الألعاب التعليمية التي لم تحقق نسباً عالية مثل الألعاب الأخرى حيث وصلت إلى 114 مليون دولار أميركي أي بنسبة 48% مقارنة بالعام الأسبق الذي شهد 76.92 مليون دولار أميركي.

من جهة أخرى حققت صادرات الصين من ألعاب السيارات زيادة ملحوظة في النصف الأول من العام الماضي بنسبة زيادة بلغت 21.3% حيث وصلت إلى 619 مليون دولار أميركي مقارنة بالفترة نفسها من العام الأسبق والتي بلغت 510 مليون دولار أميركي. وعلى نحو معاكس انخفضت صادراتها من الألعاب الحيوانية لتصل إلى 663 مليون دولار أميركي بنسبة انخفاض بلغت 3.3% في النصف الأول من العام الماضي مقارنة بـ 686 مليون دولار أميركي خلال الفترة نفسها من العام 2004.

وتقوم صناعة الألعاب في الصين على اليد العاملة الصينية بينما تعود المعامل لشركات أجنبية من أوروبا وهونج كونج وأميركا وسواها من الدول الصناعية الكبرى مثل quot;ديزنيquot; وquot;ماتيلquot; وquot;هاسبروquot; وquot;ماكدونالدزquot; وquot;وورنر براذرزquot;. وتقوم المحلات الأميركية الرئيسية التي تبيع الألعاب باستيراد جميع بضائعها من المعامل الصينية. وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية سوق الاستهلاك الأول للألعاب التي تعد الصين أكبر مورد لها. علاوة على ذلك فإن جميع الألعاب الصينية المشحونة إلى الولايات المتحدة معدّة للاستهلاك المحلي مع إعادة تصدير نسبة قليلة منها إلى أميركا اللاتينية. وتُصدّر الألعاب الصينية إلى الولايات المتحدة دون الخضوع لأية تعرفة جمركية وذلك في إطار اتفاقية quot;العلاقات التجارية الطبيعية الدائمةquot; بين الدولتين.

وتبقى صناعة الألعاب في هونج كونج راسخة على الرغم من التحديات الأخيرة التي واجهتها مثل غلاء المواد الأولية وارتفاع أسعار الطاقة ومواجهة المعايير الأوروبية واليابانية والأسترالية الصارمة المتعلقة بالسلامة والبيئة. وقامت هونج كونج خلال الأحد عشر شهراً الأولى من العام المنصرم بتصدير ما قيمته 95 مليار دولار أميركي من الدمى والألعاب محققة زيادة بنسبة 4% عن الفترة نفسها من العام الذي سبقه. وفي هذا الإطار ازدادت صادراتها من الألعاب إلى الإمارات بنسبة 13% بينما سجلت نسب زيادة أعلى في البرازيل 21% وروسيا 42% وبولندا 26%.

ويعتبر أهم العوامل التي تساعد على ازدهار هذه الصناعة على الرغم من العثرات التي تواجهها أخذ المصنعين بعين الاعتبار إنتاج ألعاب جديدة وتطوير منتجاتهم بشكل دوري بشكل يتلاءم مع الأسواق الجديدة. ويتوقع أن تحقق هونج كونج نجاحاً أكبر في هذا القطاع المهم في ضوء الدعم الذي توليه الحكومة له من خلال دعمها للفعاليات التجارية المتخصصة التي تساهم في تعزيز مكانة هونج كونج في أسواق تصنيع الدمى والألعاب.

اما السوق العربية فتلعب دوراً محدوداً جداً في مجال تصنيع الدمى والألعاب ذات الشهرة العالمية أو على الأقل الإقليمية. وتعد quot;فلّةquot; الدمية التي تمثل البيئة العربية والإسلامية والتي طوّرتها وصنّعتها شركة quot;نيو بوي تويزquot; مثالاً يتيماً لتفوق العلامات التجارية العربية على نظيراتها الدولية مثل quot;باربيquot; التي تصنّعها شركة quot;ماتيلquot;.

ولاقت quot;فلّةquot; نجاحاً ملفتاً للنظر وهي تتميز ببشرتها الحنطية وأسلوب لباسها المحافظ والملتزم بالتقاليد الإسلامية. وعلى عكس أخواتها الأجنبيات تغطي quot;فلةquot; ذراعيها ورجليها وشعرها البني المسرّح. وتمتلك quot;فلّةquot; مجموعة واسعة من الإكسسوارات بدءاً بالأدوات المستخدمة في ألعاب الشاطئ والأحذية إلى مضارب التنس.