محذراً من (عواقب في المنطقة) جراء الضغط بـ (المساعدات )
الأمير طلال بن عبد العزيز يطالب بإعلان يوم للتنمية العربية

ايلاف

دعا الأمير طلال بن عبد العزيز الجهات العربية المانحة و(مجموعة العون العربي) إلى إسهام أكبر في توطين الحلول للمشكلات التنموية من خلال مساعدة المجتمع المدني في البلدان النامية، وقال )): الرؤية الحصيفة، على المدى القريب والبعيد، هي إعطاء فرص أكبر في المنح والمساعدات للمجتمع المدني بوصفه قوى ناهضة ، وتعزز مفهوم ( توطين الحلول )، كما هو توجه يعكس الانحياز للإصلاح والحكم الراشد)).


ولدى مخاطبة يوم الخميس 4 مايو 2006 م اجتماع رؤساء المؤسسات والصناديق العربية للتنمية، الذي يستضيفه في فيينا (صندوق أوبك للتنمية الدولية)، طالب الأمير طلال، رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية ( أجفند)، بإعلان (يوم للتنمية العربية) تتبنى مجموعة العون العربي تنظيمه على غرار أيام الأمم المتحدة فيكون مناسبة لتسليط الضوء سنوياً على واحدة من الدول العربية وقضاياها التنموية الملحة والمشروعات الناجحة فيها، وتتكرس خلاله عدد من مشروعات ا( المجموعة ) في تلك الدولة. وأوضح الأمير طلال أن مرد دعوته هذه إلى أن صوت الصناديق العربية غير مسموع بما يناسب حضورها الملموس في التنمية الدولية، ومعالجة هذا القصور تكون بوضع استراتيجية إعلامية لمجموعة العون العربي تأخذ على عاتقها أن توضح للشعوب حقيقة دور ( المجموعة ) في التنمية التشاركية.


وتضم تضم (مجموعة العون العربي) ثماني مؤسسات وصناديق وطنية وإقليمية، هي: برنامج الخليج العربي( أجفند)، وصندوق التنمية السعودي ـ الرياض، وصندوق أوبك للتنمية الدولية ـ جنيف، والبنك الإسلامي للتنمية ـ جدة، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ـ الكويت ، صندوق أبوظبي ـ أبوظبي، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا ( باديا)ـ الخرطوم، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ـ الكويت


وأكد أن مستقبل العون العربي مرهون بالمضي في الاتجاه الذي يرسخ الحلول المنبثقة من الواقع بأساليب تناسب المستجدات وتأخذ في الحسبان القوى الاجتماعية الجديدة الصاعدة التي أصبحت طرفاً أصيلاً له وزنه في المعادلة التنموية . و ناشد رئيس ( أجفند) المؤسسات والصناديق الثماني ، أعضاء مجموعة العون توجيه مزيد من الدعم للمشروعات والبرامج التي تعنى بتطوير التعليم، وتنمية الطفولة المبكرة، وتمكين المرأة ورفع مشاركتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، واعتماد آلية الإقراض الصغير في مكافحة الفقر، والإسهام بـ (حلول استباقية) لمعالجة مشكلة المياه في المنطقة قبل أن تستفحل وتؤدي تداعياتها إلى ما لا يحمد عقباه. و قال إن من الأساليب المبتكرة تأسيس مراكز متخصصة في حاضر المياه ومستقبلها.


في غضون ذلك أشاد الأمير طلال بالأخلاقيات التي يتصف بها ( العون العربي التنموي ). وقال إن العون العربي يقدم بلا قيود أو تمييز، وبمعايير مهنية عالية في اختيار المشروعات والبرامج التنموية ، في الوقت الذي تستغل فيه quot;بعض القوىquot; المساعدات التي تقدمها للدول النامية للضغط على حكوماتها وشعوبها، وتوظف العون وتجيره لمصالح ومواقف سياسية.


و أعرب الأمير طلال بن عبد العزيز عن مخاوفه من عواقب الضغوط التي تمارس على الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة، وانعكاساتها السلبية على المنطقة. ولفت إلى معاناة الشعب الفلسطيني جراء ما وصفه بـ ((أكثر صور تسييس العون التنموي يشهده العالم )) . وقال سموه مشيراً إلى موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي من الحكومة الفلسطينية المنتخبة: (( ما نراه من ضغوط على الفلسطينيين هو غير منطقي وخلط غريب للأمور يخشى أن تكون نتائجه غير محسوبة، وتأتي على غير ما يتوقعونه ، وتنعكس بصورة سلبية على المنطقة التي لا ينقصها العنف والنزاعات الدامية)).


ودعا الأمير طلال إلى ضرورة سد ((الفجوة التنموية والمعيشية الحادثة في فلسطين)) ، وأعرب عن قناعته بأن موقف (مجموعة العون العربي) من هذا الأمر سيكون منسجماً مع أخلاقياتها ومع تاريخها المشرف في مساعدة الشعب الفلسطيني. واقترح سموه تقديم مساعدات المجموعة من خلال المشاركة في (المبادرات المقبولة) من كل الأطراف وليس أمامها عراقيل. كما دعا سموه ( المجموعة ) لتعزيز سياساتها وأساليب التمويل الموجهة لمكافحة الفقر وتخفيف تداعياته السلبية على المجتمعات النامية، وحض الأمير طلال مؤسسات ( المجموعة) على اعتماد آلية الإقراض الصغير ومتناهي الصغر في عملياتها التمويلية ، بما لديها من قدراته عالية في التخفيف من حدة الفقر ودمج شريحة أفقر الفقراء في العملية الإنتاجية بمرونة وسلاسة خلافاً للتمويل التقليدي الذي لم يثبت فعالية كافية في النهوض بشريحة كبيرة من الفقراء.


وأشار إلى أن الفعالية التي يتصف بها الإقراض الصغير حفز ( أجفند) لاعتماد أفضل تطبيقاته من خلال الدعم المباشر لمؤسسات الإقراض الصغير في العالم العربي ، وإطلاق (بنك الفقراء) الذي ينفذ في عدد من الدول العربية. وقد تم تدشين أول بنك من هذا النوع في الأردن بتعاون ( أجفند) مع الحكومة الأردنية والقطاع الخاص هناك.


وأعرب الأمير طلال عن ثقته بإمكان توسيع مكافحة الفقر وتحقيق مكاسب مميزة في توظيف الإقراض الصغير عبر تنفيذ مبادرته بتأسيس( الصندوق العربي ـ الأفريقي ) ، الذي تقوم فكرته على تقديم تسهيلات تمويلية لمؤسسات الإقراض الصغير العاملة في الدول العربية وأفريقيا ، والنهوض بهذه الصناعة الواعدة كون الإقليمان العربي والأفريقي الأضعف تطبيقاً لها بين أقاليم العالم. وقال إن تأسيس هذا الصندوق من شانه تجسيد التعاون التنموي العربي ـ الأفريقي وتعميقه، والاستجابة لأهم أهداف الألفية.