خسائر البورصة تمنع سياحة السعوديين

ذكرت إحصائيات أنهم ينفقون 6.7 مليار دولار للسياحة سنويا
خسائر البورصة تمنع سياحة السعوديين

سعيد الجابر من الرياض

أكد مستثمرون في سوق السفر والسياحة السعودي أن الأوضاع المتردية لسوق الأسهم السعودية ألقت بظلالها على فئة معينة من المسافرين السعوديين للخارج، حيث ألغى مسافرون تقدّر نسبتهم بـ5% حجوزات سفرهم، جاء ذلك بعد أن شهد مؤشر سوق الأسهم السعودية انهيارا حادا خلال الشهر الماضي وصل فيه إلى أدنى مستوياته ما كبد الكثير من السعوديين خسائر فادحة في رؤوس أموالهم ساهمت في تغيير وجهات سفرهم في الصيف وتحولهم من السياحة الخارجية إلى السياحة الداخلية.

تحدّث لـquot;إيلافquot; السيد عبد الله الراشد عن وجهته للسياحة بعد الزواج فقال: quot; ليتك سألتني كم بقي معي لأتزوج؟ حيث أني قد خسرت أكثر من نصف رأس مالي خلال الانهيار السابق قبل أكثر من شهر، والآن أحاول أن اقنع زوجتي أن تكون سياحتنا داخل السعودية بعد أن نتزوجquot;.

وأضاف الراشد quot; لكل شخص مكان مناسب للسفر حيث يرتاح، وكنت قد رتبت أنا وخطيبتي بأن نسافر بعد الزواج مباشره إلى ماليزيا والإمارات، ولكن حصل ما حصل وتحطمت آمالي قبل آمالهاquot;.

ووافقه الرأي السيد عبد الوهاب المحمدي حيث ذكر أن آمال المسافرين والسياح السعوديين قد تحطمت بعد خسائر فبراير الماضي حيث أن اغلبهم سيجعلون سياحتهم داخليه في حال أنهم قرروا ذلك.

وذكر المحمدي بأن الذين لا يعرفون هموم البورصة ولم يكتووا بالانهيار الماضي سيسافرون لجميع أنحاء العالم وحيث ما أرادوا دون هموم تذكرquot;.
من جانبها بينت السيدة الجوهرة الربعي أن السيدات السعوديات يسعون للسفر خارج السعودية للسياحة والتسوق والبحث عن أجواء مريحة بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية والروتينية، وقالت الربعي: quot;لكن بعد الخسائر الماضية لا أتوقع أن الكل سيسافر خارج السعودية وسينعم بإجازة سعيدة كالعادةquot;. وذكرت الربعي أن بعض النساء السعوديات يلاحظن أن أزواجهن يفضلن السفر وحدهن خارج السعودية ويجعلون سياحتهم مع العائلة بعد عودتهم داخل السعودية وهذا ما جعل البعض من السيدات يشكين وضعهن للبعض ويتساءلن عن أسباب ذلك.

إلى ذلك أظهرت إحصائيات معنية بقطاع السياحة أن السعوديين ينفقون 67 مليار دولار سنويا على السياحة الخارجية، مشيرة إلى أن هذا المبلغ يمثل نحو5% من إجمالي الناتج المحلي للسعودية. وأوضحت الإحصائيات أن السوق السعودية تعد إحدى أكبر الأسواق العالمية للسياحة الخارجية، مشيرة إلى أن إنفاق السعوديين على السياحة الخارجية يعادل أكثر من نصف ما ينفقه السائحون من بقية دول مجلس التعاون الخليجي الذي يقدر بـ 12 مليار دولار سنويا. وتوقعت الإحصائيات أن يصل عدد السياح في العالم عام 2020 إلى 20 مليار شخص، وأن تبلغ عائدات السياحة العالمية في نهاية هذا العام نحو 62 تريليون دولار تمثل 106% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وتوفر نحو 2207 مليون فرصة عمل.

و قال مهيدب المهيدب رئيس لجنة وكلاء السياحة والسفر بالغرفة التجارية الصناعية في العاصمة الرياض أن هبوط مؤشر سوق الأسهم السعودية في الأشهر الأخيرة ساهم في تردد شريحة معينة من المسافرين يقدرون ب 5% من إجمالي المسافرين للخارج عن السفر حيث ألغوا حجوزاتهم.

وذكر المهيدب أن صلالة العمانية احتلت المركز الأول في وجهة العائلات السعودية المسافرة إلى العواصم الخليجية صيفا، كما أن القاهرة وبيروت كان لهما حصة الأسد من وجهات سفر السعوديين للعواصم العربية، فيما احتلت ماليزيا 90% من حجوزات السعوديين إلى دول شرق آسيا.

الجدير بالذكر أن مواطني دول مجلس التعاون الخليجي العربية ينفقون قرابة 12 مليار دولار سنويا على السياحة الخارجية، مما يعني أنه واحد من الأسواق الأكثر جاذبية للشركات العاملة في هذا المجال, ويعزز تواجد ممثلي الوجهات السياحية بالمنطقة للحصول على حصة متزايدة من المسافرين خصوصا رجال الأعمال، وذلك كما ذكرت تقارير إحصائية في قطاع السياحة والسفر.