تحمل في طياتها مؤشرات خطيرة
اكتشاف ظواهر غريبة وسلوكيات منافية ببحر غزة


سمية درويش من غزة


استنكرت وزارة الزراعة الفلسطينية ، بعض الظواهر الغريبة والسلوكيات منافية للقانون يقوم بها بعض الصيادين في بحر قطاع غزة ، مؤكدة بأنها تحمل في طياتها مؤشرات خطيرة قد تفضي إلى الإضرار الشديد بالحياة البحرية والإخلال بالتنوع الحيوي فيها ، وكذلك تداعيات أخرى كالإضرار بالصحة العامة للإنسان.


وقالت وزارة الزراعة ، أنه لابد من كشف تلك الممارسات والوقوف عند أخطارها وتبعاتها ، موضحة أن فئة قليلة من صيادو الأسماك يقومون بعمل حيود اصطناعية تعرف بين الصيادين باسم (علقات) في مناطق عشوائية من مياه بحر القطاع ، لتصبح بمثابة ملكيات خاصة بهم ، وذلك دون حصولهم على إذن من الإدارة العامة للثروة السمكية.


وبحسب بيان تلقته مراسلة quot;إيلافquot; من وزارة الزراعة ، فان فئة متنفذة من الصيادين تقوم بعمل أرصفة وحوزات خاصة بها في الميناء بالاتفاق مع مسئول متنفذ يدفع له مقابل ذلك خاوات وتكاليف باهظة ، مما أثار حفيظة وغضب باقي الصيادين من تلك التصرفات والأعمال المخالفة للقانون والنظم والأعراف المتبعة في موانئ ومراسي الصيد في العالم.


وتطرقت وزارة الزراعة ، إلى بعض سلوكيات وممارسات أخرى درج عليها بعض الصيادين منافية لأحكام القانون ، تحمل في طياتها مؤشرات خطيرة قد تفضي إلى الإضرار الشديد بالحياة البحرية والإخلال بالتنوع الحيوي فيها ، وكذلك تداعيات أخرى كالإضرار بالصحة العامة للإنسان.


ونوه بيان الزراعة ، أن أخطر هذه الممارسات ما يقدم عليه بعض الصيادين عند اصطيادهم للأسماك باستخدام أنواع من السموم الكيماوية والمبيدات الحشرية ، لاسيما المعروفة quot; لانيتquot; ذو السمية العالية للكائنات البحرية وللثدييات بما في ذلك الإنسان ، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يلحق ضرر بالصحة العامة للإنسان عند تناوله للأسماك التي يتم اصطيادها بهذه الطريقة.


وأوضح البيان ، أن بعض الصيادين يستخدمون المتفجرات في اصطياد الأسماك بما يتضمنه ذلك من إخلال بالتنوع البحري في البيئة البحرية، إضافة إلى أنهم يقومون بمخالفة أحكام نظام حماية الثروة السمكية كتكسير الصخور البحرية وصيد الأسماك في فترات الإغلاق.


وفي هذا الإطار ، أوضح المهندس طارق صقر مدير الإدارة العامة للثروة السمكية ، أن وزير الزراعة الدكتور محمد الأغا ، قرر تشكيل لجنة فنية لدراسة تلك الظواهر والسلوكيات ، حيث اجتمعت اللجنة برئاسة د. علي الطرشاوي مساعد وكيل الوزارة ، مؤكدا أنه أتضح للجنة إعاقة الصيد بطرق البحر، حيث تؤدي الحيود الاصطناعية الناتجة عن قذف هياكل السيارات أو الأجسام الكبيرة الصلبة في مياه البحر إلى تمزيق الشباك التي تعلق بها ، وذلك عند مرور مراكب الصيد بالجر القاعي بتلك الحيود ، لافتا أن ذلك يؤدي إلى إفلات وفقدان الأسماك التي تم اصطيادها ، وقد يترتب على ذلك حدوث تداعيات خطيرة تتمثل في نشوب نزاعات واقتتال بين الصيادين.


وأضاف أن تلك الحيود قد تؤثر على طبيعة قاع البحر بما يتضمنه ذلك من تأثير غير معروف على التنوع الحيوي للكائنات البحرية التي تعيش في المياه الإقليمية الفلسطينية ، لاسيما إذا كانت الحيود الاصطناعية متعددة وعشوائية بما يؤثر على حرية تنقل الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، إضافة إلى تلوث البيئة البحرية.


وأكد صقر في البيان الذي تلقته quot;إيلافquot; ، أن اللجنة ستعمل على ضرورة اتخاذ سلسلة من الإجراءات والخطوات للحد من تجاوزات ومخالفات الصيادين لأحكام قانون الزراعة رقم(2) لسنة 2003، وذلك بتفعيل وتعزيز دور الإدارة العامة للثروة السمكية في مجال الرقابة والمتابعة والتفتيش على تصرفات وممارسات الصيادين من خلال إضفاء صفقة مأموري الضبطية القضائية على عدد مناسب من موظفي الإدارة ، وتدريبهم على تحرير محاضر الضبط المتعلقة بالوقائع المنشأة للمخالفات وتوفير الإمكانيات اللازمة لهم ، للتمكن من القيام بالمهام المنوطة بهم، مؤكدا على أهمية تفعيل التنسيق والتعاون مع الشرطة البحرية من أجل إضفاء وتحقيق مزيد من الحماية لمأموري الضبطية القضائية أثناء قيامهم بعملهم ومهامهم.


ولفت صقر ، إلى أهمية التنسيق والتعاون مع النقابات والجمعيات المختصة بالصيد البحري وبأوضاع الصيادين والاستفادة منها في الحد من تعدياتهم ومخالفاتهم لأحكام القانون ، إضافة إلى توعية وإرشاد الصيادين بكافة المواضيع المتعلقة بذلك من خلال إعداد الندوات وورش العمل والإرشادات والتعليمات.


كما شدد على ضرورة توفير الإمكانيات الضرورية للإدارة العامة للثروة السمكية حتى تتمكن من القيام بعملها، لاسيما ما يتعلق بتوفير الأجهزة اللازمة لإصدار تراخيص مزاولة مهنة الصيد للعام 2007-2008 واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإصلاح مركب البحوث.


وكان صقر ، قد تطرق في مرات عديدة لمعاناة صيادو القطاع في عرض البحر ، حيث تتعمد البحرية الإسرائيلية إلى إطلاق النار عليهم وتدمير مراكبهم واعتقالهم ، وقد أدت هذه الممارسات إلى مقتل عدد كبير من الصيادين ، وكان آخر هذه الانتهاكات اختطاف ثلاثة صيادين فلسطينيين في عرض البحر قبالة شواطئ مدينة رفح ونقلهم إلى جهة مجهولة.