لندن في 36 ساعة ...اكتشفها بأسرع وقت ممكن


ستيوارت ايمريتش


من الصعب تخيل أي مدينة تعرضت لمثل هذا التقلب في المشاعر مثلما ما تعرضت له لندن في صيف 2005. ففي الاربعاء 6 يوليو (تموز) 2005 كانت الشوارع مزدحمة بسكان العاصمة احتفاء بنبأ اختيار المدينة لتنظيم دورة الالعاب الاولمبية لعام 2012. وبعدها بيوم كان العديد من نفس هؤلاء الاشخاص يقفون في شوارع المدينة مصدومين، بعدما قتلت تفجيرات الارهابيين 52 شخصا وتسببت في اصابة مئات الاشخاص بجراح، وادت الى تعطيل شبكة مترو الانفاق. الا ان لندن عادت مرة اخرى من أكثر المدن الاوروبية حيوية.
وفي الموضوع التالي نطرح بعض المعالم السياحية في العاصمة البريطانية في زيارة لا تتعدى الـ36 ساعة.

* مشهد من الجسر ليست لندن مدينة تبهر الاشخاص منذ اللحظة الاولى، فليست بها تلك الميادين والشوارع الكبيرة التي تتسم بها باريس، ولا ناطحات السحاب مثل تلك المنتشرة في هونغ كونغ ولا المشهد الساحر لميناء سيدني. ولكن اذا ما كانت السماء صحوة، فيمكنك القيام بجولة على الاقدام عبر جسر ووترلو من الضفة الشمالية، توقف في منتصف الجسر وانظر حولك. فستجد امامك مجمع ساوث بانك الذي يضم المسرح الوطني ونادي السينما الوطني وقاعات للاستماع الموسيقي وقاعة للاعمال الفنية، بالاضافة طبعا الى laquo;لندن أيraquo; والى اليسار ستشهد قبة كنيسة سانت بول، كما كانت خلال الحرب العالمية الثانية. عندما بقيت الكاتدرائية في مكانها بينما تحولت باقي المنطقة الى حطام بسبب الغارات الالمانية. واذا ما هبطت من على الجسر يمكنك مشاهدة عدة قوارب تسير في النهر، معيدة للذكريات نهر التيمس عندما كان واحدا من اهم الممرات المائية التجارية في اوروبا.

* لندن بعد حلول المساء زيارة معرض laquo;تيت مودرنraquo;، الذي يفتح ابوابه حتى الساعة العاشرة مساء يومي الجمعة والسبت، هي تجربة مميزة. فقاعات العرض اقل ازدحاما، ولذا فلست مضطرا للوقوف وسط الزحام لمشاهدة عمل فني، مثل لوحة laquo;المرأة المستلقيةraquo; وينظم المعرض محاضرات وافلام واحداث طوال العام.

لندن التي تعتبر بوتقة الانصهار لمختلف الاعراق تعني ان المدينة مزدحمة بمطاعم من مختلف انحاء العالم. وفي الاحياء التي بدأت تزدهر في لندن مثل كليركنويل، فهناك العديد من المطاعم مثل مطعم مورو الاسباني المغربي الذي يجذب الزبائن من ابناء الطبقات العليا.

* ليستر سكوير أي شخص يشعر بالانزعاج من تايمز سكوير في مدينة نيويورك ويعتبره ممرا للذهاب لمكان آخر، ربما يدهش من حيوية ليستر سكوير، في قلب الويست اند. وبالرغم من ان العناصر المحددة لا تختلف كثيرا عن مطعم برغر كينغ وبيتزاهات وعدد من دور السينما والنوادي الليلية، فإنها تتجمع معا لتخلق مركز تجمع للشباب.

* جولة في الأسواق يمكنك الانضمام صباح السبت الى العديد من سكان العاصمة الذين يعبرون نهر التيمس ويتجهون الى سوق laquo;باراraquo; الشهير وهو اقدم اسواق الفاكهة والخضراوات المغطاة في العاصمة البريطانية. وهو نقطة مفضلة للتجمعات التي تبحث عن الافطار المتأخر او الغداء المبكر.

* التجول على ضفاف النهر يمكنك التنزه عبر ما يعرف باسم THAMES PATH على الضفة الجنوبية للنهر، حيث يمكنك مشاهدة مسرح غلوب الذي كان يعرض فيه شكسبير اعماله. بالاضافة الى مجمع الضفة الغربية وسلسلة من المطاعم. وهناك فرصة ان تستمع لموسيقى من فرق شباب تعزف تحت ممرات للمشاة مما يجعل الصوت مثاليا.

* ويستمنستر يمكن ان نجد موسيقى من طراز مختلف في ايفنسونغ في كنيسة ويستمنستر أبي يؤديها كورس الصبيان من ذوي المهارات العالية، ويحضرها بضع مئات من الأشخاص في فترة ما بعد الظهيرة كل يوم (باستثناء يومي الأربعاء والأحد). انها تجربة رائعة ووسيلة مثالية لرؤية الكنيسة ذاتها دون الاضطرار الى التدافع في الزحام، ذلك ان الكنيسة مغلقة امام مرور السياح العاديين قبل ما يقرب من ساعة من بدء ايفنسونغ.

* رفع الستائر على الرغم من ان البعض يشكو من مشهد المسرح البريطاني باعتماده المتزايد على المسرحيات الموسيقية، فإن الويست إند ما يزال مكانا للذهاب الى مسرح مؤثر أصيل. والأسعار عموما اقل بكثير مما هي في نيويورك (يمكن الحصول على بطاقات أرخص من تكت بوث في ليستر سكوير). ومن الوسائل المفيدة للتخطيط موقع دليل مسرح لندن على الانترنت، الذي يجد فيه المرء آخر الأخبار حول المسرحيات في المدينة، بما في ذلك الويست إند وفرينج مع عروض صحافية ووكالات تبيع البطاقات على الانترنت.

* جزء من باريس في ميفير في شيبيرد ماركتShepherd Market يمكن للمرء ان يجد الكثير من المنتجات التي تباع في الاسواق الشعبية. وقد انتقل عدد من المطاعم العصرية الى منطقة ميفير. ومن بين أكثرها جاذبية لو بودوين بلان Le Boudin Blanc، وهو مطعم فرنسي من طابقين يجد فيه المرء الاطباق التقليدية، مع بعض من الأطباق غير المتوقعة. واذا كان الطقس جميلا يمكن للمرء ان يجرب حجز احدى المناضد في الهواء الطلق.

* الموسيقى الوترية ربما ليس هناك من رهان ثقافي أفضل في لندن من حفلات الموسيقى الكلاسيكية في ويغمور هول. ففي صباح كل يوم أحد وبسعر دخول بقيمة 10 جنيهات استرلينية فقط (من ضمنها كأس من العصير) يمكن للمرء أن يستمع الى فرق تعزف موسيقى الحجرات. وعادة ما تنفد بطاقات معظم الحفلات غير انه من الممكن الحصول على بطاقة إذا ما وصل المرء عند الساعة الحادية عشرة وانتظر البطاقات المعادة للحصول على واحدة منها.

* غداء بعد جولة في غاليري بعد القيام بجولة في ناشينال بورتريه غاليري يمكن ان يتجه المرء الى المطعم في الطابق الأعلى، حيث يمكن ان يطل على مشاهد من لندن. وفي المطعم يجد المرء تشكيلة متنوعة من الأطباق بأسعار معقولة. وبعد ذلك يمكن ان يتجه المرء الى ناشينال غاليري القريب من ساحة الطرف الأغر، حيث التشكيلة المذهلة من إبداعات كبار قدامى الفنانين الأوروبيين، وبينهم رامبراندت ولوحته الشهيرة laquo;بورتريه في عمر الرابعة والثلاثينraquo; وكارافاجيو ولوحته الشهيرة laquo;عشاء في عمواسraquo;.