رجع الصدى لعالم متغير في دافوس

دافوس



يريد المنتدى الاقتصادي العالمي أن يُـذكّـر أصحاب القرار، المجتمعين في دورته السنوية في منتجع دافوس ابتداءً من يوم الأربعاء 24 يناير، بالتغييرات التي يشهدها العالم حاليا.المدير العام للمنتدى أندري شنايدر يسلط الضوء في حديث مع سويس انفو على القضايا الرئيسية للدورة السابعة والثلاثين.في دورة هذا العام، يريد المنتدى الاقتصادي العالمي لفت نظر أصحاب القرار إلى ما يشهده العام من تغييرات. التحق أندري شنايدر، رئيس قسم العمليات حاليا بالمنتدى الاقتصادي العالمي في عام 1998، بعد أن قضّـى الجزء الأول من مسيرته في الميدان الموسيقي وأتبعه بتكنولوجيا المعلومات. ومنذ عام 2003، أصبح عضوا في اللجنة المديرة للمنتدى.

عشية انطلاق أشغال الدورة الجديدة للمنتدى الاقتصادي العالمي، أجرت معه سويس انفو الحديث التالي:

سويس انفو: لدى إطلاق دورة 2007، يصف المنتدى الاقتصادي العالمي العالم بأنه quot;يتسم بانفصام متزايد للشخصيةquot;. ماذا تقصدون بذلك؟

أندري شنايدر: من جهة، يشعر الكثير من الناس بأن الأمور لا تسير في الاتجاه السليم، من جهة أخرى، سجّـلنا مؤخّـرا نسبة نموٍّ عالمي من بين أعلى ما سُـجِّـل منذ فترة طويلة، في سويسرا أيضا، وصلت نسبة البطالة إلى أدنى مستوياتها، بكلمة أخرى، لدينا انطباع بأن بعض التصورات، لا تتوافق دائما مع الواقع.

سويس انفو: لكن، عندما تتحدثون عن quot;سكيزوفرينياquot; (انفصام شخصية)، ألا يعني ذلك القول بأن العالم يسير إلى الأسوأ وأن المنتدى الاقتصادي العالمي أصبح أقل تفاؤلا؟

أندري شنايدر: لا، ليس ذلك بتاتا، إنني أرى فيه بالأحرى مجرد استنتاج بوجود افتراق بين بعض الوقائع الاقتصادية والرؤية التي تتشكل لدى الناس عنها. هذا نراه أيضا في ردّ فعل بعض الحكومات، التي تريد فجأة كبح جماح المبادلات العالمية. في حين، أن النمو ينجم تحديدا عن هذه المبادلات.


سويس انفو: على المستوى السياسي، سيكون العديد من أصحاب القرار الإسرائيليين والفلسطينيين (من بينهم الرئيس محمود عباس) متواجدين هذا العام في دافوس. هل يمكن توقع حدوث اختراق في هذا الملف؟

أندري شنايدر: إنه من المبكر جدا توقع أي شيء. المهم بالنسبة لنا يتمثل في توفير مجال غير رسمي ومفتوح في إطار لقائنا السنوي. هذا المجال غير مفتوح فقط بالنسبة للحكومات، ولكنه متاح أيضا للاقتصاد وللمجتمع المدني لتبادل الآراء والتوصل في نهاية المطاف إلى توفير أساس لمبادرات ممكنة في المستقبل.

سويس انفو: رغم هذا، هل لديكم انتظارات خاصة عشية افتتاح هذه الدورة؟

أندري شنايدر: في الواقع، نحن مستمرون في مقاربتنا، إننا نسعى لإظهار الأهمية القصوى، لضرورة عدم اكتفاء كل طرف بالبقاء (أو الانعزال) في مجال تخصصه. يجب على المتدخلين الاقتصاديين بوجه خاص أن يلعبوا دورا سياسيا ومجتمعيا، لابد من القيام بهذا التبادل العام من أجل العثور على حلول مستديمة فعلا للتساؤلات الكبرى المطروحة حاليا.

سويس انفو: وضِـعت دورة المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2007 تحت شعار quot;تطور في توازن القوىquot;، ما المقصود بذلك؟

أندري شنايدر: الأدوار الجديدة لآسيا وأمريكا اللاتينية وروسيا على سبيل المثال. الأسئلة المتعلقة بأمن الطاقة أيضا، يضاف إلى ذلك، متطلبات التزاوج بين نموٍّ عالمي يستفيد منه سكان البلدان السائرة في طريق النمو، مع ضرورة توفير حماية حقيقية للبيئة.

سويس انفو: يعتبر انتقال مركز الثقل العالمي باتجاه المحيط الهادي والقارة الآسيوية، إحدى التطورات الكبرى الحالية. هل ما زالت دافوس، الموجودة وسط أوروبا، المنتجع المناسب لتوفير مكان يلتقي فيه أصحاب القرار في الكرة الأرضية؟

أندري شنايدر: بلا شك، لأنه إذا ما كان هذا الانتقال لمركز الثقل قائما، فلا زالت توجد هنا قوة اقتصادية مهمة جدا. في واقع الأمر، لا زالت آسيا بعيدة عن الوصول إلى مستوى بقية العالم، لا يجب أن ننسى أيضا أننا نلاحظ تطورات قوية خارج آسيا في أمريكا اللاتينية وفي روسيا. إن دافوس وسويسرا، باعتبارها بلدا محايدا، يمثلان محفلا فريدا لتجميع كل هؤلاء الناس وإجراء مناقشات مفتوحة وغير رسمية فيها.

سويس انفو: في دافوس سيتم تنظيم أكثر من 220 اجتماع وندوات نقاشية وورشات عمل حول عدد كبير من القضايا. كيف تختارون هذه المواضيع؟

أندري شنايدر: يتعلق الأمر بعملية تشاركية طويلة النفس. في البداية، نقوم بتحليل النتائج الكبرى للنقاشات التي تم إطلاقها في الدورة السابقة للاجتماع السنوي.إثر ذلك، تجوب مجموعاتنا العالم وتجري مناقشات مع أعضائنا وشركائنا وجامعيين ورجال سياسة بهدف تحديد التساؤلات الجديدة.

في المقابل، لابد من التشديد على وجود استمرارية كبيرة. ففي عام 2005، بدأنا في تحديد التحديات الكبرى، التي يتوجّـب رفعها.في عام 2006، شدّدنا بوضوح على ضرورة الابتكار والأفكار الجديدة للتطور بشكل مستديم. وفي هذا العام، هناك حاجة لأخذ التغيّـرات الحالية المهمة جدا، التي لاحظناها، بعين الاعتبار.