روسيا تسترد مجدهاوتشهد معجزة اقتصادية




موسكو


ضم وفد روسي يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس بسويسرا للمرة الأولى في هذا العام دميتري ميدفيديف، النائب الأول لرئيس الحكومة، الذي يعتبر مرشحا محتملا لخلافة الرئيس بوتين. واعتبر الكثير من الخبراء أن ميدفيديف حضر المنتدى الاقتصادي العالمي بصفته مرشحا لتسلم سدة الرئاسة الروسية في المستقبل.

وقال ميدفيديف في خطاب ألقاه في دافوس quot;إننا لا نجبر أحدا على أن يحب روسيا، ولكننا لن نسمح لأحد أن يضر بروسياquot;. وأكد أن القيادة الروسية الحالية تبني مؤسسات الدولة على أساس مبادئ الديمقراطية.وتهرب من الإجابة عن سؤال هل صحيح أنه سيكون مرشحا لانتخابات الرئاسية الروسية وجهه له الصحفيون، ولكنه أكد أنه لا بد من أن تواصل روسيا السياسة التي تنتهجها السلطة الحالية.

وقال ردا على سؤال لماذا يتواصل خوف الغرب من روسيا إن هذا الخوف لا علاقة له بما تفعله روسيا اليوم وإنما يرتبط بأفكار مسبقة. وأضاف أن روسيا ستعمل على تبديد تخوفات من هذا القبيل واعدا بأن بلاده ستسن في أقرب وقت قانونا يجيز عمل المستثمرين الأجانب في قطاعات الاقتصاد الإستراتيجية.ومما لفت أنظار المراقبين أن ميدفيديف قال إن روسيا ستحتل قريبا المرتبة الأولى بين بلدان العالم المصدرة للنفط.وأشارت صحيفة quot;غارديانquot; البريطانية إلى أن الحرب الباردة لا تعود ولكن موسكو تعتزم استرداد مجدها المعهود.

كما أعلن وزير المالية الروسي ألكسي كودرين في مؤتمر صحفي عقده في مدينة ياقوتسك الروسية في يوم 28 يناير أن روسيا بدأت تشهد معجزة اقتصادية وكانت قد تقدمت على إيطاليا في العام الماضي حسب مؤشرات أداء الاقتصاد وتسير إلى التقدم على فرنسا بعد عامين.

وشهدت روسيا في العام الماضي حسب قوله انفجارا استثماريا، حيث بلغ حجم رؤوس الأموال التي استثمرت في القطاع الصناعي المنتج وحده 900 مليار روبل. وارتفع الناتج المحلي الإجمالي الروسي في يناير 2007 إلى أعلى مستوياته محطما الرقم القياسي الذي سجله الاقتصاد الروسي في عام 1990.

ولا يستبعد الخبراء إمكانية أن تحقق روسيا معجزة اقتصادية إذا واصل الناتج المحلي الإجمالي لروسيا نموه (ويتوقع النائب الأول لرئيس الحكومة الروسية دميتري ميدفيديف أن تحتل روسيا المرتبة السادسة بين دول العالم من حيث حجم الناتج المحلي الإجمالي في العامين المقبلين)، ولكنهم يشيرون إلى وجود فجوة كبيرة بين روسيا وغيرها من الدول الصناعية المتقدمة من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، فهو يبلغ في روسيا ما يتراوح بين 11 و12 ألف دولار مقابل ما يتراوح بين 21 و31 ألف دولار في أوروبا الغربية و31 ألف دولار في الولايات المتحدة الأمريكية. وتقول السيدة اوكسانا دميترييفا، عضو لجنة الموازنة في مجلس النواب الروسي، إنه ما دمنا نضع نصب أعيننا اللحاق بفرنسا، مثلا، فقد أحرى بنا أن نلحق بها ونتقدمها في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. وترى النائبة أن هذا مستحيل إذا واصلت السلطة المالية الروسية سياستها الرامية إلى تجميد جميع الأرباح وعدم استغلالها لصالح الاقتصاد الوطني.