وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل لـquot;إيلافquot;:
الجزائر تتجه أكثر نحو عقود بيع الغاز على المدى القصير

كامل الشيرازي من الجزائر
رجّح وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل، في تصريحات خاصة لـquot;إيلافquot;، أن تتخلى بلاده عن إبرام عقود على المدى الطويل لصادراتها الخاصة بالغاز الطبيعي، وقال خليل إنّ الجزائر تتوجه لصالح إتمام عقود على المدى القصير أو المتوسط، بما يتيح، بحسبه، مرونة أكبر في التفاوض من جديد على الأسعار، كما تطرق الوزير الجزائري إلى إمكانية تطوير صادرات الغاز الطبيعي المميع إلى أقصى حد للأسباب ذاتها، كاشفا عن استعداد الجزائر لتحقيق إيرادات قياسية تزيد عن المليار دولار من عائد الضريبة على الأرباح الاستثنائية للشركات الأجنبية العاملة في الجزائر.
وأفاد خليل أنّ الجزائر طوّرت صادراتها الغازية عبر الأنابيب والناقلات العملاقة، مضيفا أنّها تستطيع تحقيق نتائج لافتة في غضون الثلاث سنوات القادمة، بفعل أنبوبي الغاز اللذين سيربطان الجزائر بإسبانيا وإيطاليا بعد سنتين، لاسيما مشروع الميدجاز المرتقب تشغيله العام 2009، بطاقة ضخ تصل ثمانية مليارات متر مكعب من الغاز، علما أنّه سيربط منطقة بني صاف الجزائرية بميناء ألميريا الإسباني، ناهيك عن مشروعين لإنتاج الغاز المميع في منطقة قاسي الطويل في الصحراء الجزائرية، سيشرعان في الإنتاج بحلول العام 2012، بسعة 4.5 ملايين طن لكل واحد منهما، كما أشار الوزير إلى تشكيل مجمع مشترك بين شركتي quot;ريبسولquot; وquot; جاز ناتورال quot; سيتولى 80 % من مشروع المصنع الذي سيتم إنجازه في منطقة أرزيو (400 كلم غرب).
واستنادا إلى مصادر جزائرية مطلّعة، فإنّ الخلاف الذي نشب بين الجزائر وإسبانيا، حول رفع الأسعار بواقع دولار واحد لكل 27 مترا مكعبا، وتأكيد الجهات المختصة تكبد الجانب الجزائري خسارة تزيد عن الستمئة مليون دولار كل عام، ما دفعها إلى الاستعانة بتحكيم دولي الصائفة المنقضية، وهو ما زاد من العزم الجزائري على الانتصار لعقود قصيرة او متوسطة المدى.
وتخطط السلطات الجزائرية لتصدير 85 مليار من الغاز بحلول العام 2010، ضمن مخطط شامل يعتمد على مضاعفة أنابيب نقل الغاز نحو أوروبا، مع الإشارة أنّ الجزائر تصدّر حاليا نحو 62 مليار متر مكعب من الغاز، كما تنوي بحلول العام 2009، رفع صادراتها من الغاز إلى أوروبا بواقع 23.5 مليار متر مكعب سنويا، ويشكّل الغاز الجزائري 13 % من الاستهلاك الإجمالى لأوروبا.
وتمكنت الجزائر بتمويلها الذاتي لمشاريعها الغازية، من تخفيض مديونيتها بفضل أرباح زادت عن 54 مليار دولار، في حين تتطلع إلى استثمار نحو 30 مليار دولار بحلول العام 2011، كما تنوي فتح أسواق جديدة في موريتانيا و مصر وكذا إنشاء نهائيات للغاز في موانئ بريطانية وأميركية، حيث تسعى إلى احتلال مكانة مهمة في السوق الغازية الأميركية، واكتساح أسواق ميريلند وماساشوست، علما أنّها طرحت ثماني مليارات دولار كاستثمارات في مجال تطوير الحقول خلال السنوات الأخيرة .
يشار إلى أنّ الجزائر تعدّ الدولة العربية الأولى في مجال صناعة الغاز الطبيعي، وصارت من أكبر الدول العربية تصديرا للغاز بحجم ثمانيمئة مليار متر مكعب من الغاز صدّرتها منذ العام 1990.