موشحات البندورة والخيار تخرم آذان الطلاب
سوق خضروات في غزة يسبب كارثة تعليمية واجتماعية


خلف خلف من رام الله


يتلقى تلاميذ مدينة دير البلح في قطاع غزة تعليمهم المدرسي على أصوات بائعي الخضروات والفواكه، وتسيطر عبارات الباعة على تركيز الطلاب الذين لا يستطيعون الدراسة بينما يسمعون صياح الباعة يرددون عبارات لترويج بضاعتهم، ومنها: quot;وخمسة بميه يا موز وبشيكل ربطة بقدونس، وبقلي يا بصل وحلوة يا زهرة والعوامة عامت واخضر يا قرن البامية وجزر بقوي النظر ولمون يغذي العيونquot;. وهذا الأمر دفع حركة quot;فتحquot; لتصدر بياناً تطالب فيه بوضع حد لهذه المشكلة التي وصفتها الحركة بالجذرية.وتقول الحركة: يتلقي تلاميذ مدينة دير البلح تعليمهم المدرسي في يوم حافل على أصوات وأنغام مكبرات الصوت تارة والبائعين المتجولين في الشارع القريب من المدارس الابتدائية والإعدادية وسط مدينة دير البلح، ناهيك عن زمامير وأصوات السيارات التي تحيط بالمدارس من جهاتها الأربع ما يساعد على تشويش أفكار الطلبة ويبعدهم عن التفكير في دروسهم وكتبهم.


يوم الثلاثاء أسوا أيام الأسبوع
وتضيف الحركة: يصطحبهم التفكير إلى المطبخ والأكل ووجبة الطعام وماذا جلبت لهم والدتهم من السوق من حلويات ومكسرات وما طاب من مأكل ومشرب، وهذا ليس ببعيد فذلك موجود في وسط مدينة دير البلح وبالتحديد يوم الثلاثاء quot;يوم السوقquot; عندما تقف العربات التي تجرها الحيوانات أمام باب المدارس والمؤسسات الأهلية والمدنية ويبدأ البائعون بالمناداة على بضائعهم كي تباع وتعكير الأجواء على العاملين في المؤسسات، والسبب في ذلك أن الشوارع التي فرزتها البلدية للسوق تقوم الآن بإصلاحها وإجراء عمليات تجميل لها وفق الرؤية الجديدة لبلدية الإصلاح والتغيير، بان يتم تعطيل عمل المؤسسات في هذا اليوم وتشويش أفكار الطلاب وعرقلة الطريق أمام حركة الموظفين وطلبة الجامعات والمدارس.

وحسبما توضح الحركة فإن الشارع هو شارع الشهيد صلاح خلف أو ما يعرف باسم شارع ابو سليم المؤدي إلى منطقة البركة حيث يوجد في الشارع عدد من المدارس والمؤسسات الأهلية ناهيك عن مراكز تجارية كبيرة تعاني من وجود السوق في الشارع وهو شارع رئيس في مدينة دير البلح.

المكتب الإعلامي لحركة فتح إقليم الوسطى تجول في سوق الثلاثاء في مدينة دير البلح واستطلع آراء الشارع حول مدى رضاهم عن وجود السوق في هذا المكان، فقال المواطن أبو سعيد محمود وهو بائع خضراوات من مخيم النصيرات إن مكان السوق غير مناسب تماما لأنه وسط المدينة وهناك شكاوي كثيرة نسمعها من الناس لأنه يعرقل السير والمواصلات، ناهيك عن عدم تمكننا من البيع بشكل جيد في هذا المكان نتيجة لمرور السيارات وسط السوق مما يشكل خطرا على حياة المواطنين.

مركز حل النزاعات ضحية أخرى
المركز الفلسطيني لحل النزاعات احد ضحايا سوق الثلاثاء وسط المدينة، حنان أبو غرقود الأخصائية الاجتماعية قالت أسوأ يوم في الأسبوع يوم الثلاثاء لا عمل لا هدوء قريبا سأتخذ إجراءات ضد البلدية وأتقدم بشكوى لأنها قالت إن مكان السوق موقت ولم نعرف إلى أي حد سيبقى على هذا الحال، وأضافت الأخصائية ابو غرقود أن المواطنين يخافون من القدوم إلى المركز يوم الثلاثاء وذلك لنظرة المجتمع للأشخاص الذين يأتون للعلاج في المركز.

وأشارت ابو غرقود أن الجو الهادئ والمكان المناسب والملائم لعملنا أصبح عبارة عن مطبخ يوجد فيه الخيار والبندورة والألفاظ التي لا تليق بعملنا التي نسمعها من بعض البائعين أثناء تجولهم في السوق، وقالت الأخصائية ابو غرقود في الحقيقة لم اعرف كيف دخلت إلى المركز في الصباح فقد كان الباب مغلقا نتيجة quot;بسطةquot; برتقال وبطاطا وبعد عشر دقائق تقريبا تمكنت من الدخول، وأضافت أبو غرقود أن الهدوء عامل أساسي في عمل المركز نتيجة لعمله على جلسات العلاج الفردي للمرضى وللحالات التي يعمل المركز عليها، إلا أننا لا نعمل شيئا يوم الثلاثاء.

ليس بعيدا عن المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات فهناك صيدلية ومختبر طبي للتحاليل وصيدلية أخرى وعدد من المؤسسات الأهلية في الشارع ناهيك عن تذمر سكان المنطقة من الأصوات المرتفعة والمزعجة لأبنائهم وأطفالهم.


يوم الهباب
احد سكان المنطقة لم يرغب في الإفصاح عن اسمه قال إن يوم الثلاثاء هو quot;يوم الهبابquot; فسألته عن ذلك quot;الهبابquot;، فقال يعني انه يوم اسود وسيئ جدا كيف نحول شارعا رئيسًا إلى سوق نعيق حركة الطلاب والموظفين والسبب إصلاح الشوارع _ ويا ريت تم إصلاحها _ فحالها يقول الإصلاح والتغيير قادم لا محالة ولكن متى؟ الله اعلم.

أما المواطنة أم سعيد فتقول على البلدية وضع الحلول المناسبة لنقل السوق من هذا المكان فالشارع ليس ملكا للبلدية وللمتسوقين والبائعين فقط، وإنما هناك مدارس وطلبة جامعات وموظفون من حقهم المرور باحترام دون أن يستمعوا إلى ألفاظ غير لائقة من بعض البائعين ويستمعون إلى موشحات البندورة والخيار والجزر والعوامة وغيرها في الصباح فبدلا من الذهاب إلى العمل يذهبون إلى مطابخ زوجاتهم.