خلف خلف من رام الله: غادر قرابة 14 ألف فلسطيني من قطاع غزة منذ الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وهم يشكلون أكثر بقليل من 1% من عدد سكان القطاع البالغ مليون ونصف المليون نسمة، هذا ما يتضح من المعطيات الرسمية لفريق المراقبين الأوروبيين في معبر رفح. فيما تبين استطلاعات الرأي أن نسبة عالية من السكان الذين لما يغادروا القطاع لديهم الرغبة في ذلك إذا سنحت الفرصة لهم.

أما الأسباب فهي كثيرة، فالفقر المدقع في القطاع، والاقتتال الداخلي بين فتح وحماس على مدار الأيام الماضية خلف حالة من الإحباط رفعت مستوى اليأس في القطاع وأدت بالجماهير إلى التفكير بمغادرته.

والظاهرة، التي وجدت تعبيرها بالمعطيات الرسمية لفريق المراقبين الأوروبيين في معبر رفح، تقول الإحصائيات أنها اشتدت على نحو بارز منذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شليت، حيث شنت إسرائيل بعدها حملة عسكرية ضد القطاع، وألغت الكثير من الامتيازات التي كانت تسمح بها.

وعلى الرغم أن حالة من الهدوء تعم القطاع منذ سيطرة حركة حماس عليه، إلا أن المواطنين يشككون في استمرار هذه الحالة، كما أنهم يخشون من حصار إسرائيلي وفصل تام للقطاع عن الضفة الغربية، بسبب تصاعد وتيرة الاتهامات بين حماس وفتح، والتلويح الإسرائيلي بتزويد القطاع فقط بالاحتياجات الأساسية فقط، أي بما يبقى الناس على قيد الحياة.

ومعبر رفح نقل إلى سيطرة فلسطينية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2005، بعد وقت قصير من استكمال خطة فك الارتباط من جانب واحد وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، ومنذ فتح المعبر من جديد خرج من غزة إلى مصر 226.396 نسمة. ولكن في نفس الفترة لم يعد سوى 212.660 فلسطيني. والمعنى هو أن عدد سكان غزة بات اقل في هذه الفترة بنحو 14 ألف نسمة.

وكانت نقطة الكسر في 25 حزيران/يونيو 2006، حين اسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شليت، حتى ذاك اليوم غادر القطاع نحو 15 شخصا بالمتوسط في اليوم، يشكلون 3.168 نسمة. في السنة الماضية منذ عملية الأسر غادر قطاع غزة أكثر من 10 آلاف شخص، أي نحو 30 شخصا بالمتوسط في اليوم. والمعنى هو أنه في كل يوم كان فيه معبر رفح مفتوحا، خرج 132 فلسطينيا من معبر رفح ولم يعودوا.

وحسب أوساط فلسطينية فان ميل الارتفاع يتواصل فقط، حيث أن الذروة سجلت في الأسابيع الأخيرة بعد استئناف العنف بين حماس وفتح. والتقدير هو أن معظم المغادرين ينتمون إلى الطبقة الوسطى، ممن يخشون من مستقبل قطاع غزة تحت حكم حماس.

وكان لؤي شبانه رئيس مركز الإحصاء الفلسطيني استعرض أمس أوضاع اللاجئين وخصائصهم الديمغرافية عشية اليوم العالمي للاجئين، مشيراً إلى أن تقدير الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين بعيد النكبة بلغ حوالي 957,000 لاجئ.

وبين أنه خلال النصف الأول من عام 2007، قدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم بحوالي 6 ملايين، منهم حوالي 4,5 مليون مسجلون لدى الاونروا، بينما يقدر عدد غير المسجلين بحوالي مليون ونصف المليون حسب تقرير وكالة الغوث الدولية الخاصة بمعدل النمو السنوي للاجئين في الفترة 1953-2000.

وأضاف أن اللاجئين الفلسطينيون المسجلين يتوزعون بواقع 1,9 مليون لاجئ في الأردن و409 آلاف لاجئ في لبنان، و444 ألف لاجئ في سوريا، أما في الأراضي الفلسطينية فقد بلغ عدد المسجلين في الضفة الغربية 727 ألف لاجئ، ومليون لاجئ مسجل في قطاع غزة، يضاف إليهم حوالي 950 ألف فلسطيني نزحوا عام 67.

ولفت إلى أن البيانات المتوفرة لعام 2006 تشير إلى أن السكان اللاجئين في الأراضي الفلسطينية شكلوا ما نسبته 44,6% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية. واستعرض في هذا السياق أوضاع اللاجئين وخصائصهم الديمغرافية، حيث تشير البيانات إلى أن التركيبة الديمغرافية للمجتمع الفلسطيني بشكل عام تتسم بقاعدة عريضة تنخفض مع التقدم بالعمر.