تنتج كمية اقل من ثاني أكسيد الكربون
هل الوقود البيولوجي صديق للبيئة حقاً؟

طلال سلامة من روما: تنتج الوقودات البيولوجية كمية أقل من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون السامة مقارنة بالوقود الأحفوري. مع ذلك، ينوه الخبراء في معهد (Smithsonian Tropical Research Institute)، وعنوان موقعه الإلكتروني (www.stri.org)، بأن تداعيات استعمال الوقود البيولوجية قد تكون غالية الثمن وغير صديقة للبيئة!

كما نعلم جميعاً، فان الوقود الأحفوري تساهم بصورة مباشرة في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، حول العالم. كما لا نجدها اليوم بكميات غير محدودة. لذلك، ينكب الباحثون الدوليون، اليوم، على إيجاد بدائل طاقوية عملية، وليست نظرية. في أي حال، قد يسبب الوقود البيولوجية، المستمدة من المحاصيل الزراعية، كارثة بيئية هائلة الأبعاد كونها quot;تسممquot; الجو بصورة غير مباشرة فضلاً عن إلحاقها الأضرار بالصحة البشرية. وأخذت الدراسة الجديدة، التي لزمتها الحكومة السويسرية إلى المعهد المذكور في الأعلى ويتخذ من باناما مقراً رئيسياً له، بالاعتبار 26 نوعاً من الوقود البيولوجية. وتم تحليل الدور الذي تلعبه هذه الوقود في قطع الانبعاثات السامة في الجو بفضل الاستناد الى مؤشر يحتسب الأضرار الناجمة من هذه الوقود البيولوجية على الصحة البشرية والنظام البيئي العالمي وإفقار الكرة الأرضية من مواردها الطبيعة المتوافرة، بالقوة. من هنا برزت عل السطح مفاجآت غير سارة، متعلقة بمقارنة هذه أنواع الوقود في ما بينها. فالوقود المشتقة من الذرة الأميركية والصويا البرازيلية قد تكون تداعياتها البيئية أسوأ من تلك التي تسببها الوقود الأحفورية. أما البدائل الطاقوية الأفضل، فيحتوي الوقود البيولوجية المشتقة من زيوت الطبخ(المستخدمة في قلي الأطعمة) والايثانول المنتج من الأعشاب أو الخشب.

على الصعيد الاقتصادي، في الوقت الحاضر، آل توسيع سوق الوقود البيولوجية العالمية الى زيادة في أسعار المواد الغذائية التي تجتاح ايطاليا كما الدول الأوروبية الأخرى منذ عدة شهور. على سبيل المثال، ارتفعت بإيطاليا أسعار الخبز والباستا. كما حث الطلب على إنتاج الوقود البيولوجية من المحاصيل الزراعية العديد من المزارعين الأوروبيين إلى قطع إنتاجهم التقليدي لتخصيصه حصراً إلى هذا القطاع الطاقوي الناشئ لما يدره عليهم من أرباح أعلى.