دبي: قال الأمين العام لمنظّمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أنجل غيريا، إن الطلب القوي والمتواصل من الدول النامية على السلع والمواد الأولية ساعد على توليد ظاهرة الارتفاع الجنوني في أسعار الغذاء، إلى جانب استخدام المزروعات لإنتاج الوقود الحيوي ودخول المحافظ المالية إلى أسواقها.
ورأى غيريا أن فك ارتباط العملات الخليجية بالدولار لن يؤثر على الأسعار التي تتحكم بها عمليات العرض والطلب ونمو المنطقة، واعتبر الوضع الهش للعملة الحالية الأمريكية أمراً طبيعياً في ظل حاجة واشنطن إلى خفض العجز في حسابها الجاري الخارجي.
وقال غيريا، في حديث لبرنامج quot;أسواق الشرق الأوسط CNN،quot; إن أزمة الأسعار لا تقتصر على الأغذية، بل تمتد لتصل إلى سائر المواد الأولية مثل النفط والمعادن، وأن أسعار الأغذية تحديداً تشهد قفزات قياسية بفعل ازدياد القوة الشرائية لدى سكان الدول النامية، إلى جانب استخدام المزروعات لإنتاج الوقود الحيوي مما أثر على المعروض من أغذية البشر وعلف الحيوانات.
وأضاف: quot;وهناك أيضاً الطلب المتزايد الناجم عن تحول أسواق المواد الأولية إلى مخزن للقيم من قبل بعض المستثمرين الذين تركوا أسواق المال التقليدية لأن الناس باتت تشعر بالطمأنينة والأمان عبر شراء العقود الآجلة من النفط أو المعادن أو الذرة أو حبوب الصويا أكثر من شرائها قروضاً في البورصات.quot;
وأكد الأمين العام لمنظّمة التعاون والتنمية الاقتصادية وجوب الأخذ بعين الاعتبار افتقاد دول المنطقة لآليات التحكم بسياساتها النقدية بفعل الربط بالدولار، غير أنه قلل من أهمية ذلك في التأثير على الأسعار بالمنقطة.
وذكّر غيريا بأن المشكلة الحقيقة في المنطقة تتمثل في أن دولها تستورد جميع احتياجاتها من الخارج وأن ارتفاع الأسعار عالمياً سيزيد من مستوى التضخم بصورة آلية، وذلك إلى جانب ضخامة المشاريع التنموية وخطط تطوير البنية التحتية التي تحتاجها تلك الدول بشدة لمواصلة النمو وتعجز عن وقفها.
وتطرق المسؤول الدولي في هذا الإطار إلى وضع الدولار، فاعتبر أن الضعف الذي يعتري حالياً العملة الأمريكية يعود إلى ارتفاع المديونية العامة للولايات المتحدة وأن الدولار تصرف quot;وفق ما كان منتظراًquot; بالنسبة لعملة ترغب دولتها في سد العجز في حسابها الجاري الخارجي.
وتجنب غيريا الرد المباشر على سؤال حول موقفه من ربط العملات الخليجية بالدولار، غير أنه استبعد أن يكون للخطوة أقر واضح على الأسعار، مشدداً على أن ربط النفط بعملة أخرى غير الدولار سيقود مباشرة إلى عمليات تصحيح سعرية تعيد الأسعار إلى مستوياتها الحالية المرتبطة بمعادلة العرض والطلب وليس بأوضاع العملة.
وأضاف غيريا أن الطلب القوي: quot;سبب رفع أسعار النفط وسائر المواد الأولية سواء أكان القرار إبقاء الربط بالدولار أو إبطاله.quot;
وحول ملف الصناديق السيادية، استبعد غيريا الوصول إلى تفاهم نهائي حول القضية بين الدول التي تمتلك تلك الصناديق وبين الغرب حيال المعايير العامة التي يجب أن تحكم عملها خلال الأشهر الستة المقبلة، غير أنه رأى في الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة مع سنغافورة والإمارات العربية المتحدة خطوة جيدة في هذا الإطار.
- آخر تحديث :
التعليقات