باريس: لم تجد العديد من دول أوروبا الشرقية أمامها سوى إعادة الاهتمام بالنشاط الزراعي بها، لمواجهة الأزمة العالمية الناجمة عن ارتفاع أسعار الغذاء، الأمر الذي انعكس إيجابياً على زيادة المساحات الزراعية في تلك الدول، وبالتالي أدى إلى زيادة إنتاجها من الحبوب الغذائية.

وتوقعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة quot;الفاوquot; أن يزداد حجم الإنتاج الزراعي بدرجة كبيرة في شرق أوروبا، خاصة في روسيا وأوكرانيا، مشيرة إلى ن هذا الارتفاع يشير بشكل واضح إلى أن ارتفاع الأسعار يمكن أن يتيح مزيداً من الفرص للمجتمعات الزراعية.

وقال مدير مركز quot;الاستثماراتquot; التابع للمنظمة الأممية، تشارلز ريمنشنايدر، إن حجم الإنتاج الزراعي في بلدان تلك المنطقة، وفي روسيا وأوكرانيا على وجه التحديد، يتزايد، مشيراً إلى أن المنظمة تتوقع إنتاجاً وفيراً من الحبوب بنهاية العام الجاري.

جاءت تصريحات ريمنشنايدر خلال الاجتماع الذي يُختتم السبت في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة ممثلي مؤسسات التمويل الدولية، والجهات المانحة الفاعلة في قطاع الزراعة من شرق ووسط أوروبا ووسط آسيا.

وتناول الاجتماع الذي عُقد بمقر quot;بنك الاعتماد الزراعيquot;، برعاية كل من منظمة quot;الفاوquot;، والبنك الأوروبي للإعمار والتنمية، والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، البحث عن السبل الكفيلة باستغلال القدرات الزراعية الكامنة في تلك المناطق.

وكان اجتماع دولي عُقد في العاصمة البريطانية لندن، في مارس/ آذار الماضي، قد سلط الضوء على القدرات الزراعية الإنتاجية غير المستغلة في أوروبا الشرقية، ومنطقة رابطة الدول المستقلة، حيث أكد أنه في الإمكان إعادة نحو 13 مليون هكتار من الأراضي إلى حلقة الإنتاج في تلك المنطقة.

واستناداً الى أحدث التوقعات لدى الفاو، فإن هذه القدرات بدأت تتحقق فعلاً من خلال مجمل الإنتاج المتوقع من محصول القمح في البلدان الأوروبية من رابطة الدول المستقلة في العام 2008، حيث يزيد عن أكثر من 73 مليون طن، أي بزيادة قدرها 13 في المائة مقابل موسم الحصاد الجيد في العام 2007.

وقالت المنظمة إن هذا الأمر quot;يعكس توفر ظروف نمو جيدة في الاتحاد الروسي وأوكرانيا، اللتين تعتبران من أكبر البلدان الزراعية المنتجةquot;، حيث يقدر أن تتوسع الأراضي المزروعة بالقمح في تلك المنطقة بزيادة قدرها 2.4 مليون هكتار، لتبلغ 33.8 مليون هكتار.

ففي الاتحاد الروسي بمفرده، يتوقع أن تزداد رقعة الأراضي المزروعة بالحبوب من قمح وحبوب خشنة وأرز، لموسم العام الحالي، لتصل إلى 46 مليون هكتار، أي بزيادة قدرها 2.6 مليون هكتار مقارنة بالعام 2007، حسب تقرير المنظمة الخاص بآفاق المحاصيل الغذائية لشهر يوليو/ تموز الماضي.

من جانبه، قال مدير quot;التجارة الزراعيةquot; في البنك الأوروبي للإعمار والتنمية، جيل ميتيتال، إن quot;ظروف الأسواق في مختلف أنحاء العالم في المجال الزراعي، تبقى في الوقت الراهن موضع قلق، لذلك من الحيوية بمكان أن يزداد حجم الإنتاج الزراعي.quot;

وأضاف ميتيتال قوله إن quot;البنك الأوروبي يلعب دوراً مهماً في مساعدة المنطقة على استغلال القدرات المتاحة استغلالاً تاماً، والمساهمة في تلبية متطلبات العالم المتزايدة للغذاءquot;، حسبما جاء في بيان صحفي صدر عن منظمة الفاو في وقت سابق الجمعة.