عايض الراضي من الرياض: بينما يترقب المستثمرون في السعودية إعلان النتائج السنوية وسط توقعات متضاربة بشأن الأزمة العالمية التي ضربت مختلف دول العالم منذ نهاية الربع الثالث من 2009 تبدو شركات البتروكيماويات المحلية كمن يسير وسط حقل ألغام ndash; كما قال محلل سعودي - بعد أن أعلنت أكثر من شركة بتروكيماويات عالمية أنها تعاني من مشاكل مالية أو ستتعرض للإفلاس في الوقت الذي تربطها علاقة شراكة مع شركات سعودية.


وقالت شركتان سعوديتان إنهما على علاقة استراتيجية بعملاق البتروكيماويات quot;ليونديل باسلquot; التي تواجه مخاطر الإفلاس، والشركتان هما: التصنيع الوطنية، والصحراء للبتروكيماويات والأخيرة يملكها أحد أشهر بيوت المال السعودية وهو بيت الزامل الشهير.
وقالت الشركتان خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في بيانين منفصلين على الموقع الرسمي لسوق المال السعودية إنهما لن تتأثرا بشكل مباشر بأنباء الإفلاس. وأوضحت التصنيع أن quot;ليونديل باسلquot; شريك لها في مشروعين هما شركة الواحة للبتروكيماويات والشركة السعودية للإثيلين والبولي إثيلين (المملوكة بنسبة 75 في المئة لشركة التصنيع والصحراء والتي تملكها شركة الصحراء بنسبة 32.55 في المئة وتشارك في ملكيتها شركة التصنيع بنسبة 60.45% ومؤسسة التأمينات الاجتماعية بنسبة 7 في المئة ).


من جانبها، أعلنت الشركة الأميركية أنها تقدمت بطلب إلى المحكمة المعنية في الولايات المتحدة الأميركية بالحصول على حماية الفصل الحادي عشر من أنظمة الإفلاس لاستثماراتها الداخلية في الولايات المتحدة بالإضافة إلى إحدى شركاتها القابضة في أوروبا والتي تعنى بالأمور المالية المتعلقة بشركاتها في أميركا.
وتقول quot;ليونديل باسلquot; في تطمينات لشركائها السعوديين إن quot;إعلان الحماية من الإفلاس لا ينطبق على عملياتها في بقية دول العالم والتي مازالت أعمالها مستمرة كالمعتاد، وأن الفصل الحادي عشر من أنظمة الحماية من الإفلاس يتيح الحماية للشركة مقابل الدائنين في حالة عدم استطاعة الشركة إيفاء التزاماتها المالية للدائنين ويتيح لها الاستمرار في أعمالها حتى تتمكن من إعادة ترتيب أمورهاquot;.


وتملك quot;ليونديل باسلquot; عن طريق شركاتها التابعة في أوروبا حصة الأقلية البالغة 25 في المئة في شركتين للتصنيع، وتقول الشركة السعودية إن عمليات التشغيل تقوم بها شركة الواحة للبتروكيماويات بالنسبة لمشروع الواحة وشركة التصنيع الوطنية بالنسبة إلى مشروع الشركة السعودية للايثيلين والبولي ايثيلين، بينما تتعهد شركة ليونديل باسل على تسويق المنتجات. وتتباين آراء المحللين السعوديين بشأن احتمال هبوط أرباح قطاع البتروكيماويات السعودي من خلال العملاق quot;سابكquot;، ففي الوقت الذي ترى أكثرية أنها ربما تتعرض لضغوط كبيرة جراء الركود الذي يكتسح أسواق العالم بدءًا من أميركا، يرى آخرون أن تنوع أسواق المنتجات السعودية وكون مصانعها تعتمد على الغاز كقيمة ربما يقلل من التأثير السلبي نظرا لانخفاض التكلفة مقارنة بالمنافسين. وتواجه داو كيمكال أيضًا مشاكل كبيرة، فضلاً عن معاناة عدد من الشركات الصينية أيضا.


ويقول المحلل السعودي - الذي فضل عدم الكشف عن أسمه - إن quot;هناك المزيد من الأخبار من هذا النوع مع قرب نهاية العام لأن كثيرًا من شركات البتروكيماويات العالمية تأثرت بانخفاض الطلب وهي غالبًا تكون شريكًا أجنبيًا للشركات المحلية، فلا أشك لحظة في تأثير هذا النوع من الأخبارquot;. وانتقد المحلل غياب الشفافية في السوق المحلية قائلاً quot;إن كثيرًا من الشركات تخفي علاقتها بالأزمة رغم أن الناس تقرأ كل شيء، وأخبار الانهيارات من أميركا إلى آسيا، quot;لكن الشركات المحلية لا تتحدث إلا عندما تقع الفأس في الرأسquot;.