قال جيرمي وارنر، أحد أبرز المعلقين على الشؤون الاقتصادية وقطاع الأعمال في بريطانيا، إنه إذا ما تم وضع الأمور في نطاقها الصحيح، فإن مشاكل الديون التي تمرّ بها دبي الآن لا تزيد في نطاق تأثيرها عن لدغة البرغوث. وتساءل أليستير أوسبورن، المحلل البارز بالدايلي تلغراف quot;لما يتوجب علينا اعتبار تخطيط دبي الدقيق أنه عمل في غاية العبقرية ؟quot;. ويشير في هذا الإطار إلى تلك التصريحات التي أدلى بها مؤخرًا الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا للسياسة المالية في دبي، والتي قال فيها quot; لقد جاء تدخلنا فيquot;دبي العالميةquot; وفق خطط مدروسة بعناية ويعكس ذلك موقفها المالي المحدد.

إعداد أشرف أبوجلالة: قال جيرمي وارنر، أحد أبرز المعلقين على الشؤون الاقتصادية وقطاع الأعمال في بريطانيا، إنه إذا ما تم وضع الأمور في نطاقها الصحيح، فإن مشاكل الديون التي تمرّ بها دبي الآن لا تزيد في نطاق تأثيرها عن لدغة البرغوث. ويمضي في مقال رأي كتبه اليوم في صحيفة quot;الدايلي تلغرافquot; البريطانية ليؤكد أن ديون دبي السيادية التي تبلغ قيمتها الإجمالية 80 مليار دولار، تعتبر عديمة الجدوى بالنظر إلى تريليونات الدولارات التي يتم تجميعها من جانب الاقتصادات المتقدمة لسد العجز المالي.

ومع هذا، لم يتعجب وارنر من موجات الصدمة التي بعثت بها تلك الأزمة الصغيرة إلى أسواق المال الأوسع في النطاق. فيما لفت الانتباه إلى التقديرات الجديدة التي أصدرتها وكالة موديز للتصنيف الائتماني، والتي قالت فيها إن مجموع رصيد الديون السيادية بجميع أنحاء العالم سيكون قد ارتفع بنسبة 50 % تقريبًا خلال الفترة ما بين عامي 2007 و 2010 إلى مبلغ قدره 15.3 تريليون دولار. ويرى وارنر أن الجزء الأعظم من تلك الزيادة لا يأتي من إمارات صغيرة لا صلة لها بالموضوع مثل دبي، وإنما من الاقتصادات المتقدمة الكبرى مثل أميركا، وأوروبا، واليابان.

خبير: قيادة دبي قادرة على تجاوز الأزمات

أسواق العالم تطلق صافرات الإنذار قلقاً وأبوظبي تتدخل لمنع الانهيار

ويتابع وارنر حديثه بالقول quot; تعتبر تلك الاقتصادات المتقدمة هي المستفيدة في الوقت الحاضر من ( الرحلة الموصلة إلى بر الأمان ) التي أثارتها تلك المشكلة الحاصلة الآن في دبي. وقد هوت عوائد السندات الحكومية في الاقتصادات المتقدمة الكبرى كرد فعل للأزمة التي شهدتها منطقة الخليج. وإن كانت تجربة الأزمة المصرفية أمرًا يمكن تجاوزه، فإن هذا التأثير لن يدوم. وإلى الآن، تفترض الأسواق أن التكلفة المالية المدمرة الخاصة بمعالجة الأزمة المالية والاقتصادية ربما كانت عن التكلفة الميسورة للاقتصادات الكبرى. وهو الرأي الذي قد يتم الطعن فيه عما قريبquot;.

وفي مقال آخر للرأي، تساءل أليستير أوسبورن، المحلل البارز بالدايلي تلغراف :quot;لما يتوجب علينا اعتبار تخطيط دبي الدقيق أنه عمل في غاية العبقرية ؟quot;. ويشير في هذا الإطار إلى تلك التصريحات التي أدلى بها مؤخرًا الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا للسياسة المالية في دبي، والتي قال فيها :quot; لقد جاء تدخلنا في ( دبي العالمية ) وفق خطط مدروسة بعناية ويعكس ذلك موقفها المالي المحدد. وتقود الحكومة عملية إعادة هيكلة لتلك العملية التجارية وذلك إدراكًا منها لرد الفعل في السوقquot;.

لكن أوسبورن تابع بالقول :quot; للأسف، لم يوضح الشيخ كافة التدابير الدقيقة التي تم التخطيط لها. والتي كان أولها، العمل عند قدوم احتفالات العيد الدينية لمدة عشرة أيام هذا العام. ومن ثم القيام قبل إغلاق الأسواق في تلك المدة، باستخراج طلب من شركة حكومية تتهاوى نتيجة القروض المستحقة عليها بقيمة60 مليار دولار ( 36.4 مليار إسترليني ) لاستمهال دائنيها مدة ستة أشهر. ولابد من القول بأن تحقيق ذلك كله يتزامن مع عطلة عيد الشكر في أميركا، فكان أمرًا عبقريًا. وبفضل صراحة الشيخ، عرفنا الآن أن قادة دبي نفذوا خطتهم المتأنية إدراكًا منهم لتداعيات السوق المحتملةquot;.

ويواصل أوسبورن حديثه قائلاً: quot;فكّروا فحسب، قبل عامين قامت دبي بإجبار مجموعة دبي العالمية على التسجيل في سوق الأسهم المحلية. ولم يكن أحد مهتمًا بشكل كبير في تداول الأسهم هناك حتى ذلك الحين، لأنهم كانوا يفضلون المناخات الأكثر شفافية. لذا، فيما نأمل الآن ؟quot;. ويمضي أوسبورن بعدها ليشير إلى تلك التصريحات التي سبق وأن أدلى بها الشيخ محمد بن راشد، حاكم إمارة دبي، قبل أقل من ثلاثة أسابيع، وقال فيها إن الأزمة الإقتصادية لن توقف طموحات دبي الخاصة بتنفيذ خططها التنموية. وكما اتضح، فقد أساء المستثمرون قراءة ذلك، باعتبار أنه مؤشر يفيد بأن لا شيء على ما يرام.

ويختم أوسبورن مقاله بالإشارة إلى أن مبيعات الأصول تلوح في الأفق الآن كجزء من عملية إنقاذ، ربما تدبرها شقيقتها الكبرى الغنية بالنفط، أبو ظبي. ويلفت في هذا السياق أيضًا إلى أن أبو ظبي لطالما اشتهت امتلاك شركة طيران الإمارات، التي جاءت لترمز إلى حالة النمو التي تشهدها دبي، والتي لن تُطرح للبيع فيما يبدو على الإطلاق. وفي تعقيب أخير له على التصريح الذي أدلى به مؤخرًا الشيخ محمد بن راشد، وطالب فيه المنزعجين من دبي وأبو ظبي بالتزام الصمت، قال أوسبورن quot;هذا الموقف صعب يا صاحب السمو، وهناك الآن الكثير من الأمور التي يمكن التحدث عنهاquot;.