إن الذهب الذي حقق ارتفاعاً بنسبة 19.5 %، بما في ذلك البيع المكثف المؤلم يوم الجمعة الماضي، بدأ يُظهر منذ شهر أكتوبر الماضي شيئا من الضعف قرب نهاية الأسبوع، حسب قرير لساكسو بنك.

دبي - إيلاف: لقد اختفت الموجة العالمية من تقليص المخاطر في أعقاب الأحداث في دبي، بسرعة ظهورها نفسها تقريباً، غير أنها ألقت الضوء على مخاطر مستويات الديون السيادية، كما أثارت بضعة تساؤلات سوف تبحث السوق عن أجوبة عنها مع دخولنا في سنة 2010.

الشيء الذي يثير القلق الذي أظهرته دبي هو مدى الترابط التي صار عليها العالم، ومدى السهولة التي يمكن بها لحدث واحد أن يطلق سلسلة من ردود الأفعال عبر جميع فئات الأصول. وهناك شيء معين يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، وهو الأسابيع الأخيرة من العام الجاري 2009، في ضوء عدم إمكانية استبعاد احتمال البيع لجني الأرباح، وبالتالي انعكاس الحال على المدى القصير في الأسواق.

إن الذهب الذي حقق ارتفاعاً بنسبة 19.5 %، بما في ذلك البيع المكثف المؤلم يوم الجمعة الماضي، بدأ يُظهر منذ شهر أكتوبر الماضي شيئا من الضعف قرب نهاية الأسبوع، حسب قرير لساكسو بنك، وقد جاء هذا في أعقاب بلوغ المعدن الأصفر مستوى قياسيا آخر عند 1226.50 دولاراً أميركياً للأوقية. ويعزو التقرير بعض الارتفاع الأخير إلى المحاولات الفاشلة لبيع السوق على المكشوف. وقد أظهرت البيانات الصادرة من هيئة تداول عقود السلع الآجلة (CFTC) أن المتعاملين نفذوا عدداً كبيراً من معاملات البيع خلال أسبوع عيد الشكر، وهو القرار الذي بدا يوم الجمعة أنه قدم لهم كثيراً من العون دون قصد، ولكنهم تحولوا في النهاية إلى التدافع على معاودة شراء مراكزهم، في ظل تلاشي الاتجاه إلى النفور من المخاطر، بما يتفق مع تجدد ضعف سعر صرف الدولار الأميركي.

من منظور تقنيّ، مازال الذهب يشهد حالة من الشراء المفرط، ولكن هذا لم يمنعه حتى الآن من تحقيق ارتفاعات جديدة. ومع ذلك فإن أي بوادر على الضعف يمكنها أن تؤدي إلى إغلاق بعض المراكز، وأبرز ما يكون ذلك على خلفية انخفاض الأسعار دون مستوى 1186 للأوقية، وهو ما يمثل دعم القناة. أما بالنسبة إلى التحرك انخفاضاً، فيمكن إيجاد الدعم بين 1150 دولاراً أميركياً و1130 دولاراً أميركياً للأوقية.

وفي اعتقاد ساكسو بنك أن حدوث تصحيح في الأسعار عند هذه المرحلة سيكون حدثاً صحيّاً للغاية، حيث إن المؤشرات الفنية مازالت تجد نفسها عالقة بعمق في منطقة تشهد شراء مكثفاً. وسوف يثبت الأسبوعان المقبلان ما إذا كانت الرغبة في الاحتفاظ بالأرباح سوف تكون أكبر من الرغبة في مراكمة مراكز جديدة أم لا. فإذا حدث وشهدنا حركة تصحيحية، فالسؤال هو ما مدى عمق هذا التصحيح؛ حيث إن ارتفاع يوم الجمعة الماضي أظهر بكل وضوح أن المشترين كانوا متربصين ينتظرون أي انتكاسة كي يشاركوا.

وفيما نحن ماضون نحو عام 2010، من الصعب أن نرى أي شيء غير استمرار الارتفاع الحالي. فالبائعون الرئيسون في العام الماضي مثل البنوك المركزية وشركات التعدين ولّوا مع من صاروا الآن مشترين صافين، والمخاوف بشأن عافية بعض الدول السيادية، إضافة إلى توقعات ضعف سعر صرف الدولار الأميركي.

كما شهد النفط الخام ارتفاعاً قوياً مثله مثل الذهب، في أعقاب البيع المكثف الأولي يوم الجمعة الماضي، ولكن رغم الحصول على دعم من ضعف الدولار الأميركي، والمستويات المنخفضة عموماً من النفور من المخاطر، فإن الارتفاعات الأخيرة لم يتم اختبارها.
وقد ارتفعت مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام إلى 339.9 مليون برميل، وهذا أعلى مستوى يشهده الأميركيون منذ شهر أغسطس الماضي وفقاً لوزارة الطاقة الأميركية، مما يلقي الضوء على الاختلال الحالي بين العرض والطلب.

وقد شهد النفط الخام المخزّن في منطقة كوشنج في ولاية أوكلاهوما، التي تمثل مركز التسليم للنفط الخام وسيط غرب تكساس، زيادة بنسبة 20 % على مدى الشهر الماضي، وهو ما أدى بدوره إلى وضع شهر التسليم الفوري يناير تحت بعض الضغط. خلال هذا الوقت، زاد الفرق أو الكونتانجو بين شهر التسليم الفوري يناير وفبراير من 0.5 دولار أميركي إلى 1.85 دولار أميركي. وهذا سبب آخر في استمرار تخزين النفط في البحر من أجل بيعه بسعر آجل مرتفع كحلّ شائع للوفرة الحالية في المعروض مع ورود أنباء بأن أعداد ناقلات النفط التي تقوم بتخزين النفط في البحر ارتفعت إلى رقم قياسي في شهر نوفمبر.

بناء على ما سبق، يجد التقرير أن التوقعات على المدى القصير تبدو غير متوافقة مع توقعات السوق الحالية، مع فشل المشتقات الرئيسة في دعم المكاسب فوق 80 دولاراً أميركياً بكثير. ولكن تدفق الأموال إلى السلع، الذي يبلغ هذا العام ارتفاعات قياسية يمكنه أن يدفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع، بالرغم من غياب الدعم من المشتقات الرئيسة الحالية. وقد فاجأت بيانات البطالة التي صدرت يوم الجمعة السوق مفاجأة إيجابية، ولكن قوة سعر صرف الدولار الأميركي حالت دون تحقيق أسعار النفط الخام ارتفاعاً مقنًعاً.

من منظور تقني، الفشل في كسب بعض الزخم الارتفاعي بعد البيع المكثف يوم الجمعة الماضي يشير بدرجة متزايدة في اتجاه جولة أخرى من جني الأرباح، مع وجود مستويات الدعم عند 72.90 دولاراً أميركياً مع احتمال الوصول إلى مستوى 71.25 دولارا أميركياً. ولكن بالنسبة إلى الوقت الحالي، يواصل المتعاملون تعاملاتهم ضمن النطاق بين المقاومة الارتفاعية عند 79.65 دولاراً أميركياً، والدعم الانخفاضي عند 72.90 دولاراً أميركياً، وهو المتوسط المتحرك لمدة 100 يوم.

وتواصل احتياطيات الغاز الطبيعي الأميركية صعودها، حيث ارتفع المعروض خلال الأسبوع الماضي بمقدار 2 مليار قدم مكعب ليصل إلى 3.837 ترليون قدم مكعب. وتعتبر الإمدادات الآن مرتفعة بنسبة 14 % عما كانت عليه منذ عام مضى، وإذا لم يدخل علينا شتاء بارد بحق في القريب العاجل فسوف تواصل الإمدادات ضغطها على الأسعار حتى فترة لا بأس بها في عام 2010.

وكان الارتفاع الذي شهده الغاز الطبيعي هذا العام عديم الفعالية نوعاً ما مقارنة بالنفط الخام، يابع التقرير، وذلك بالرغم من المبالغ المالية الطائلة التي استثمرت في صناديق تقتفي أثر هذه السلعة.

من منظور تقني، يجد التقرير كذلك أن استمرار شهر التسليم القريب يشير في اتجاه نطاق تعاملات كبير بين 5.20 دولار أميركي و4.10 دولار أميركي، لذا يتوقع أن يستمر التذبذب الشديد على مدى الأسابيع المقبلة.

وأخيراً وبالنظر في جدول الأداء إلى السلع الأكثر تداولاً. يجد أن هناك حوالي 15 من أصل 22 سلعة حققت عوائد إيجابية. وقد استحوذ الذهب على معظم عناوين الأخبار، ولكنه مازال في المركز التاسع فحسب، في حين أن السلعة الأحسن أداء خلال هذا العام حتى الآن هي النحاس، نظراً إلى ارتفاعها بنسبة 128 %، يليها بنزين RBOB بنسبة 94 %. أما في القاع فيجد التقرير الغاز الطبيعي بنسبة -74 % وخنازير اللحم بنسبة -53 %.