واصلت الصحف الأميركية متابعتها تطورات أزمة دبي العالمية بأبعادها المختلفة. وفي هذا الشأن نشرت صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; تحليلاً تناولت فيه دور شركة quot;استثمار وورلد كابتالquot; التابعة لمجموعة دبي العالمية ورئيسها الأميركي.

إعداد عبد الاله مجيد: جاء في التحليل أنأزمة ديون دبي تُعد شأنًا شرق أوسطيًّا بامتياز، ولكن يبدو أن هناك اميركيًّا في غمرتها هو ديفيد جاكسون رئيس quot;استثمار وورلد كابتالquot; الذراع الاستثمارية لمجموعة دبي العالمية في قطاع الملكية الخاصة. إجمالاً أنفقت quot;استثمارquot; نحو 20 مليار دولار على طائفة متنوعة من الاستثمارات ، ما استخدمته نقدًا فيها يقل عن 3 مليارات دولار والباقي رأسمال مقتَرَض ، بحسب تقديرات quot;روبيني غلوبال ايكونوميكسquot;. وأُنفق الكثير منها حين كانت السوق في ذروتها عامي 2006 و2997. ويضم ملف صفقاته شركة quot;بيريلا واينبرغ بارتنرزquot; وشركة الملاهي الكندية quot;سيرك دو سوليلquot; التي يتواجد مقرها في مونتريال.

شركة quot;استثمارquot; ليست مشمولة بإعادة هيكلة ديون دبي العالمية التي تتركز على الشركة الأم واثنتين من شركاتها الفرعية ، ولا سيما شركة quot;نخيلquot; العقارية. ولكن محفظة السيد جاكسون ذات الصيت الذائع اصبحت رمزًا لطموحات دبي التي كانت كبيرة ذات يوم ـ والمنحسرة الآن.

وكان السيد جاكسون درس في جامعتي برينستون ويال وعمل في قسم عمليات الدمج والاستملاك في بنك ليمان براذرز وقسم الملكيات الخاصة. وانضم لاحقًا الى شركة ماركو بولو بارتنرز التي يتركز نشاطها في الأسواق الناشئة. وفيها عمل جاكسون مستشارًا لحكومة دبي بشأن دخول قطاع الملكية الخاصة. وطلب مسؤولون من دبي مساعدته في بحثهم عن رئيس لقسم المعلومات في شركة quot;استثمارquot; ، وفي عام 2003 اختارته دبي للمهمة.وبعد ثلاث سنوات عُيّن رئيسًا تنفيذيًّا يقدم تقاريره الى مجلس ادارة quot;استثمار وورلدquot; برئاسة سلطان احمد بن سليمان.

عقد السيد جاكسون عددًا من الصفقات الناجحة. إذ ابتاعت quot;استثمارquot; مبنى quot;هيلمسليquot; في نيويورك مقابل 750 مليون دولار عام 2005 وباعته بعد عامين مقابل 1.15 مليار. ويقول مصرفيون ان ميل السيد جاكسون الى تفضيل الاسماء الايقونية يمكن ان يوفر له حماية بمرور الوقت. ويقول المصرفي العقاري انتوني اورسو انه في الوقت الذي هبطت فيه قيم العقارات خلال السنوات القليلة الماضية، فإنَّ هبوط ممتلكات quot;استثمارquot; كان على الأرجح اقل بفضل تركيزها على الأصول ذات النوعية العالية حصرًا.

ولكن عندما تزايدت خسائر quot;استثمارquot; أُجريت تغييرات واسعة في الكادر الذي يعمل بإدارة السيدة جاكسون. وغادر الشركة مؤخرًا مديرا الاستثمارات وهما مصرفيان في قطاع الملكية الخاصة عرفهما من ايام quot;ليمان براذرزquot; ، بحثًا عن فرص أخرى ، بحسب مطلعين على قضية مغادرتهما.

ويقول مطلعون على أوضاع quot;استثمارquot; أن سيطرة السيد جاكسون على بعض شركات quot;استثمارquot; تبدو هي الأخرى في quot;حراكquot;. ففي أواخر العام الماضي أبعدت شركة دبي العالمية السيد جاكسون عن إدارة سلسلة متاجر quot;بارنيزquot; واستعاضت عنه بمدير من شركة نخيل لتجارة المفرق (التجزئة) ، وهي شركة اخرى تابعة لمجموع دبي العالمية. وبعد شهرين عاد السيد جاكسون لاستئناف دوره في quot;بارنيزquot;.

كما واجه المدير الاميركي صعوبة في ايجاد شخص يتولى منصب الرئيس التنفيذي لسلسلة متاجر quot;بارنيزquot; الذي ظل شاغرا طيلة عام ونصف العام. فبقيت الشركة بلا رئيس تنفيذي فيما كانت quot;استثمارquot; تستطلع امكانية القيام باعادة هيكلة السلسلة التي تتألف من 42 متجرًا لبيع السلع الفاخرة. ويقدر مصرفيون الآن قيمة السلسة بنحو ثلث سعرها الذي بلغ 942 مليون دولار دفعته quot;استثمارquot; في حزيران/يونيو عام 2007.

احدى معارف السيد جاكسون وهي المستثمرة تيريزا بارغر من واشنطن التقته في دبي في كانون الثاني/يناير الماضي. وتقول ان السيد جاكسون أشاد هناك ببنية دبي التحتية وقال انه ليس قلقًا بسبب هبوط أسعار العقارات والأسواق في دبي. وتتذكر السيدة بارغر quot;انه بدا متفائلاً بالأسواق على نحو غير اعتيادي فيما كان آخرون يبوحون بتوجساتهمquot;.