أوتاوا (كندا): عبّر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلقه بشأن صناعة السيارات في أميركا الشمالية وقال إنها ستحتاج إجراءات مُهمة لإعادة الهيكلة.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر إن فريقه الاقتصادي يعكف على تقويم تقارير من كرايسلر وجنرال موتورز بشأن الكيفية التي تعتزم بها الشركتان التحرك قدماً.
ومضى قائلاً quot;الشيء الذي نعرفه على وجه اليقين هو أن تلك الصناعة تحتاج عملية كبيرة لإعادة الهيكلةquot;.
كما أعرب أوباما عن رغبته في بدء محادثات لإضافة بنود ملزمة بشأن العمالة والبيئة إلى اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية quot;نافتاquot; مندون الإضرار بالتجارة.
وفي نافتا بالفعل بنود خاصة بالعمالة والبيئة لكنها مدرجة في اتفاقات quot;جانبيةquot; منفصلة وليس في صميم نص الاتفاقية.
ودافع أوباما على بنود quot;اشتر المنتج الأميركيquot; الواردة في خطة تحفيز الاقتصاد الأميركي البالغ قيمتها 787 مليار دولار قائلاً إنها سيجري تنفيذها بما يتماشى مع كل من اتفاقية نافتا وقواعد منظمة التجارة العالمية.
وكان الرئيس أوباما وصل إلى كندا الخميس في أول زيارة له في الخارج كرئيس للولايات المتحدة لتبديد مخاوف بشأن إجراءات الحماية التجارية، وبحث التعاون في مجال الطاقة مع أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.
وقال مسؤولون إن أوباما سيبحث مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر التجارة وتكنولوجيا الطاقة النظيفة والأزمة الاقتصادية العالمية والحرب في أفغانستان.
وصرح هاربر بأنه سيسعى إلى الحصول على تأكيدات على أن شعار quot;اشتروا ما صنع في أميركاquot; الوارد في الخطة الأميركية للإنقاذ الاقتصادي التي تتكلف 787 مليار دولار ووقعها أوباما هذا الأسبوع لا يعني تبنّي سياسة عنصرية ضد كندا التي توجه 75 % من صادراتها إلى الولايات المتحدة.
وذكر مسؤولون امريكيون أن أوباما سيحرص على تهدئة هذه المخاوف. وقال أوباما في حديث مع هيئة الاذاعة الكندية هذا الأسبوع أنه ليس هناك داع لقلق الكنديين لأن التاريخ أثبت أن اتباع سياسة الحماية مع دول الجوار يأتي بنتائج عكسية.
ويفرض شعار quot;اشتروا ما صنع في أميركاquot; شرطاً وهو أن أي مشروع للأشغال العامة يتم تمويله من صفقة تحفيز الاقتصاد يجب أن يستخدم الحديد والصلب والسلع الأخرى المصنوعة في الولايات المتحدة. وبينما أكد أوباما على أن الولايات المتحدة ستنفذ التزاماتها الدولية بشأن التجارة الحرة قال هاربر الأسبوع الماضي إنه مازال يشعر بالقلق بشأن هذه اللغة.
كما تشعر كندا بالقلق من رغبة أوباما المعلنة في إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية quot;نافتاquot; التي وقّعت عليها كندا والولايات المتحدة والمكسيك خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى قيود جديدة متعلقة بالتعريفات الجمركية. وصرّح أوباما بأنه يريد تعزيز البنود الخاصة بالبيئة والعمالة.
وأشار مستشار السياسة الخارجية لأوباما دينيس مكدونو إلى أن الرئيس الأميركي سيؤكد التزامه بتعزيز التجارة بين دول الجوار التي يصل حجمها إلى 1.5 مليار دولار في اليوم في أكبر شراكة تجارية في العالم.
وقال مسؤولون أميركيون إن أوباما الذي يريد أن تقود بلاده المعركة ضد التغير المناخي سيبحث تكنولوجيا الطاقة النظيفة مع هاربر، في الوقت الذي يؤكد فيه على أهمية كندا كمورد رئيس للطاقة للولايات المتحدة.
التعليقات