أشرف أبوجلالة من القاهرة: حذر خبراء للطاقة من أن السياسة التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال الوقت الراهن من أجل إنتاج الإيثانول كوقود قابل للتجديد وبديل للبنزين، سوف يكون من شأنها أن تزيدعدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع المزمن في العالم الثالث. وأكد روبيرت برايس، مدير تحرير مجلة quot;إينيرجي تريبيونquot; الشهرية المتخصصة في الأمور الصناعية: quot;تعد التعليمات الرسمية التي تصدرها الإدارة في ما يتعلق باستخدام الإيثانول، من نوعية التعليمات (غير الأخلاقية)quot;. وتابع برايس في سياق تصريحاته التي أدلي بها لموقع ورلد نيت ديلي الإخباري الأميركي اليوم الثلاثاء quot;نحن نقوم بحرق الطعام لتصنيع وقود المحركات في وقت نشهد فيه نقصًا عالميًا متزايدًا في الغذاء، بينما لا يوجد أي نقص في وقود المحركات. كما أن فضيحة إنتاج الإيثانول من نبات الذرة ليست بأحد برامج الطاقة. بل إنه برنامج دعم زراعي واسع النطاق مقنع في صورة برنامج للطاقة. هذا وقد رفضت وزارة الطاقة الأميركية من جانبها الرد على الطلب الذي تقدم به الموقع للحصول على تعليق منها في ما يخص هذا الأمر. وكان مكتب الميزانية في الكونغرس CBO قد أصدر مطلع الشهر الجاري تقريرًا مثيرًا للجدل، تحدث عن أن الطلب المتزايد على الذرة لإنتاج الإيثانول ساهم بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 15 % من إجمالي الزيادة التي شهدتها أسعار الأطعمة في الفترة ما بين أبريل 2007 إلى أبريل 2008 والتي قدرت بـ 5.1 %.

وقدر الخبيران الاقتصاديان فورد رونجيه وبينيامين سينور أنه في حال تزايد أسعار المواد الغذائية الأساسية بسبب تزايد الطلب على الوقود الحيوي، سوف تتزايد أخطار إصابة نحو 1.2 مليار شخص بالجوع المزمن قبل عام 2025، بزيادة قدرها 600 مليون شخص عما تم تقديره من قبل، نظرًا لإنتاج الوقود الحيوي. كما قال توم فيلساك، وزير الزراعة الأميركية، في حديث سابق له مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية quot; يمكنني تحديد ثلاثة أشياء يمكنها أن تحدث إذا لم يحصل الناس على مواد غذائية، هي القيام بأعمال الشغب، أو الهجرة لأماكن بها أطعمة وهو ما سيضع مزيدًا من التحديات أو الخضوع لمصير الموتquot;. هذا وقد أعطت الحكومة الأميركية تعليماتها لمنتجي البنزين الأميركيين بأن يستخدموا 12 مليار غالون من الإيثانول هذا العام، مع تزايد في الطلبات قد يصل إلى 15 مليار غالون قبل عام 2015.

كما خلص هذا التقرير أيضًا إلى أن quot; إنتاج الإيثانول لاستخدامه في وقود المحركات يزيد من الطلب على الذرة، ما يؤدي في النهاية إلى زيادة الأسعار التي يدفعها المستهلكون لمجموعة منوعة من المواد الغذائية في محلات البقالة، بدءًا بمحليات شراب الذرة التي توجد في المشروبات الغازية، وانتهاءً باللحوم ومنتجات الألبان ومنتجات الدواجنquot;. في حين كان تقدير آخر لصندوق النقد الدولي أكثر تفاؤلاً في هذا الشأن. حيث قال جون ليبيسكي، المدير العام الأول لصندوق النقد الدولي أمام مجلس العلاقات الخارجية خلال شهر أيار/مايو الماضيquot; في ما يتعلق بسياسات الوقود الحيوي والطعام في بعض الكيانات الاقتصادية المتقدمة، تعد إمتدادًا لأسعار المواد الغذائية الرئيسة، وبخاصة الذرة وفول الصويا. ويقدر صندوق النقد الدولي أن تزايد الطلب على الوقود الحيوي كان سببًا في ارتفاع أسعار القمح بنسبة 70 %، وزيادة أخرى في أسعار فول الصويا بنسبة قدرها 40 %quot;.