دبي ـ إيلاف: أكد عدد من تجار وخبراء الذهب الإقليميين والدوليين، اليوم (27 أبريل) أن قطاع الذهب في دبي قادرٌ على التكيف مع كل الظروف والتغيرات الاقتصادية. جاء ذلك خلال الدورة الافتتاحية لـquot;ملتقى مركز دبي للسلع المتعددة للذهب 2009quot; الذي نظمه المركز في فندق quot;أتلانتس نخلة جميراquot; تحت عنوان quot;2009: عام الازدهار أم التراجع؟quot;.
وسلّط المشاركون في الحدث الضوء على فرص تجارة الذهب التي لا تزال متوافرة على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم اليوم.
وضم الحدث نخبة من المصرفيين والتجار وخبراء الاستثمار وصائغي المجوهرات وخبراء التنقيب والتكرير ومختلف الأطراف المعنية، حيث تحاوروا في ما بينهم وتبادلوا وجهات النظر حول مجموعة من المواضوعات التي شملت توجهات الأسعار، ومحركات العرض والطلب وغيرها من القضايا التي تهم القطاع.
وبهذه المناسبة، قال الرئيس التنفيذي لـquot; مركز دبي للسلع المتعددةquot; أحمد بن سليّم، quot;تشهد تجارة الذهب الإقليمية والعالمية اليوم تقلبات كبيرة، ولذلك فإنه من المهم أكثر من أي وقت مضى، أن نتعاون معاً لمواجهة هذه التحديات واغتنام الفرص المتاحة كافة. ونظراً إلى الدور المهم الذي يقوم به المركز لدعم وتسهيل تجارة الذهب.

وأضاف قائلاً: quot;يحظى الذهب، مقارنة بالأدوات المالية السائدة وأداء السلع الأخرى، بأهمية متنامية كملاذ آمن للاستثمار، كما يواصل تميزه وحفاظه على مكانته البارزة بين بقية السلع القيمة. ولا شك في أن معدلات الفائدة المنخفضة جداً، وقيام الحكومات بضخ المزيد من السيولة لتحريك عجلة الاقتصاد، يلعب دوراً كبيراً في تعزيز هذه المكانة الفريدة، لا سيما وأن ثقة المستثمرين لا تزال منخفضة، إن لم تكن معدومة. وستسهم هذه العوامل في دعم آفاق النمو المستقبلية بالنسبة إلى تجارة الذهب في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة بكاملها. ونحن على ثقة من أن الرؤى العديدة المستمدة من حوار اليوم ستلعب دوراً كبيراً في وضع استراتيجية نمو جديدة بالنسبة إلى قطاع الذهبquot;.

ووفقاً للأرقام الصادرة من quot;دائرة الإحصاءquot; التابعة لـquot;دبي العالميةquot;، فقد بلغ إجمالي واردات دبي من الذهب 140 طناً خلال الربع الأول من العام الجاري، بزيادة قدرها 15% مقارنة بـ122 طناً خلال الفترة نفسها من العام 2008. وخلال الربع الأول من العام الجاري، بلغت صادرات دبي من الذهب 116 طناً، بينما وصل حجم تجارة الذهب عبر دبي إلى 7.4 مليار دولار، مقارنة بـ 7.06 مليار دولار خلال الربع الأول من العام 2008.

وخلال الربع الأول من العام الجاري، كانت كل من باكستان والهند أبرز شركاء تصدير الذهب إلى دبي، بينما تصدرت سويسرا والهند قائمة مستوردي الذهب من دبي. وقد بلغ متوسط سعر الذهب خلال الربع الأول من العام الجاري، 908 دولارات للأونصة.

من جهته، أوضح مدير قسم الذهب في quot;مركز دبي للسلع المتعددةquot; هاريندرا كايلث، أنه quot;إذا ما نظرنا إلى قطاع الذهب بشكل عام، نجد أن هناك أسباباً كافية للاقتناع بأن دبي تمتلك القدرة على الخروج من الأزمة الاقتصادية وتعزيز مكانتها باعتبارها rsquo;مدينة الذهبlsquo;. وفي هذا السياق، تواصل حكومة دبي وrsquo;مركز دبي للسلع المتعددةlsquo; التزامهما الراسخ بدعم قطاع الذهب في الإمارةquot;.

وتابع قائلاً: quot;أطلق rsquo;مركز دبي للسلع المتعددةlsquo;خلال السنوات القليلة الماضية، مبادرات عدة كان آخرها rsquo;أسهم دبي للذهبlsquo; وrsquo;خزائن الذهبlsquo;. ولا شك أن مبادرات كهذه تلعب دوراً كبيراً في دفع عجلة نمو وتطور القطاعquot;.

من جهتهه، اعتبر العضو المنتدب لـquot;مجلس الذهب العالميquot; في منطقة الشرق الأوسط وتركيا عنان فخر الدين، أن الدور الذي تلعبه دبي باعتبارها مركزاً إقليمياً وعالمياً لتجارة الذهب، أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم، أصبحت قدرة الذهب على الاحتفاظ بقيمته، أحد المزايا الرئيسة التي تشكل مصدر جذب كبير بالنسبة إلى العديد من المستثمرين. وعليه، فإننا نهدف من خلال هذا الملتقى إلى تبادل المعرفة والآراء حول أهمية الذهب كملاذ آمن للاستثمارquot;.

وحول ما إذا كان العام 2009 سيكون عام الازدهار أم التراجع، قال رئيس quot;أبحاث السلعquot; في quot;ستاندرد بنكquot; والتر دي ويت، quot;أدى التراجع الحاد في الطلب على السلع المادية، والحاجة الشديدة إلى السيولة، إلى تدني الطلب على الاستثمار. وعلى الرغم من ذلك، أثبت الذهب أنه حالة استثنائية ومصدر جذب استثماري كبير مقارنة بالسلع الأخرى، ويتجلى ذلك من خلال تنامي الطلب على الاستثمار فيه. ونتوقع أن يبقى الطلب على استثمارات الذهب قوياً خلال العام الجاريquot;.

وتضمن برنامج المؤتمر فعاليات متعددة، حيث قدم quot;ستاندرد بنكquot; عرضاً توضيحياً حول مكانة الذهب بين السلع، وناقش quot;مجلس الذهب العالميquot; موضوع الاستثمار في الذهب، فيما استعرض quot;غلوبال ميلينيوم فايننشال سيرفيسيزquot; توجهات الأسعار والعرض والطلب، في حين تناول quot;ماكينزي آند كومبانيquot; مجموعة من الآراء والرؤى الاستراتيجية المتعلقة بالقطاع، كما سلطت quot;أسهم دبي للذهبquot; الضوء على أحدث مستجدات استثمارات الذهب المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية. وتلت العروض التوضيحية جلسة حوار شارك فيها عدد من الخبراء المحليين والعالميين لمناقشة توقعات أسعار الذهب خلال العام الجاري.

ويحظى quot;ملتقى الذهب 2009quot; بدعم quot;ستاندرد بنكquot; وquot;مجلس الذهب العالميquot; بصفتهما راعيين رسميين له، في حين أن quot;سي إن بي سي عربيةquot; هي الراعي الإعلامي الرسمي للحدث.