اعتدال سلامه من برلين: الجهاز الدفتري والهاتف الجوال وكاميرا الفيديو الحديثة، كل هذه الأجهزة تعمل منذ سنوات بوساطة بطاريات صغيرة من الليتيوم إيون (من أخف المعادن) القابلة لإعادة الشحن. وهذه حوافظ كهربائية تتمتع بأعلى استطاعة ممكنة، ولكن استعمالها في السيارات كان يعتبر حتى الآن أمراً خطراً. فمع درجة حرارة تصل إلى 140 مئوية تتحرر العوازل الموجودة داخل هذا البطاريات والمصنوعة من مواد بلاستيكية، وهي تفصل بين الموجب والسالب، وتتسبب بذلك في ماس كهربائي خطير. كما يمكن لبطاريات ليتيون إيون الكبيرة التي تستخدم في تشغيل السيارات أن تنفجر مع الوقت عندما ترتفع درجة الحرارة في البطارية، خاصة في البلدان الحارة وفي فصل الصيف.
ولقد نجحت شركة (Li-Tec) الألمانية المصنعة للبطاريات ذات الخلايا، ومقرها في بلدة كامنتس في ولاية سكسونيا، في حل معضلة تشغيل محركات السيارات بالكهرباء. والاختراع الجديد هو Separion وهو اسم الأغشية السيراميكية التي تتمتع بالمرونة ويمكن استخدامها أيضاً في اللف كالورق تماماً. فهي تحتمل درجة حرارة تصل إلى 450 مئوية، الأمر الذي يعني أنه حتى مع ارتفاع درجة الحرارة إلى معدل كبير جداً، فإن البطارية لن تحترق، وقد تنفجر، لكنها لن تلحق أي ضرر يذكر.

ولقد دفع هذا الاختراع الكثير من مصانع السيارات في ألمانيا للتفكير بإدخاله في صنع سياراتها، وأول تعاون أقرته الشركة الألمانية المصنعة هو مع مصنعي بوش وفولغسفاغن.
وأعلنت فولغسفاغن، أحد اكبر منتجي السيارات في العالم والأكبر في ألمانيا عن إنتاج أول موديل من السيارات العاملة بالطاقة الكهربائية مع الاعتماد على هذا النوع من البطاريات، ورغم الازمة الاقتصادية تريد إنزال أول سيارة من هذا النوع أواخر عام 2010 وهو من طراز فولغسفاغن- ميكروفان Space Up لها محرك كهربائي، والهدف أيضاً تطبيق قوانين جديدة للاتحاد الأوروبي الداعية إلى حماية البيئة وتخفيض الانبعاثات الغازية خاصة من عوادم السيارات.
كما يأتي هذا الاختراع ليدعم سعي الحكومة الألمانية إلى أن يسير في طرقات البلاد حتى عام 2020 مليون سيارة تسير على الطاقة الكهربائية.