حثّ اجتماعها اليوم الأعضاء على التقيد بالتخفيضات
أوبك تبقي حصص إنتاج النفطعلى حالها لعدم إضعاف الاقتصاد

فيينا - وكالات: قررت منظمة الدول المصدرة للنفط quot;أوبكquot; إثر اجتماعها اليوم الخميس الإبقاء على سقف إنتاجها الحالي الأدنى منذ 2003، على حاله في الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد العالمي وأسعار النفط في التعافي نسبياً. وأعلن وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أن أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط quot;أوبكquot; قرروا خلال اجتماعهم في فيينا إبقاء سقف إنتاج النفط الحالي البالغ 24.84 مليون برميل في اليوم quot;على حالهquot;. وأكد رئيس مؤسسة النفط الليبية شكري غانم من جهته لوكالة فرانس برس إبقاء حصص الإنتاج على حالها. واتخذت أوبك التي تأمل في أن يصل سعر البرميل 75 دولاراً، ليتمكن المنتجون من الاستثمار في التنقيب والإنتاج، منحى برغماتياً بقرارها الإبقاء على حصص الإنتاج على حالها، فهي لا تريد أن تبدو فاقدة الصبر خشية تقويض ارتفاع المؤشرات الاقتصادية.

وبين سبتمبر وديسمبر، قررت أوبك التي توفّر 40 % من النفط العالمي، سحب 4.2 ملايين برميل يومياً من السوق، وذلك بهدف وقف انهيار أسعار النفط التي تدنت إلى 32.40 دولاراً للبرميل. وحددت سقف إنتاجها ب 24.84 مليون برميل يومياً. وأشار النعيمي إلى بعض المؤشرات الإيجابية في الأسواق النفطية التي تشهد منذ أشهر تقلبات حادة.

وقال النعيمي الذي تعد بلاده أكبر منتج عالمي للنفط الأربعاء إن الارتفاع الأخير لأسعار النفط التي تحوم حول الستين دولاراً، يشكّل quot;مؤشر تفاؤلquot; على استعادة الاقتصاد العالمي عافيته.

وأضاف أن الأسواق التي لا تزال تعاني عدم التوازن، آخذة في التوازن، وذلك خصوصاً بفضل ارتفاع الطلب الآسيوي على الخام. كما رأى وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل أن الأسعار تستقر بل وترتفع. وquot;نحن نعتقد أن الوضع الاقتصادي سيتحسن وبالتالي الطلبquot; سيرتفعquot; مضيفاً quot;نحن نشهد تحسناً للاقتصاد الأميركيquot;.

واعتبر شكري غانم الذي توقّع هو أيضاً ارتفاع أسعار النفط، الخميس قبل الاجتماع أنه quot;بسبب وضع الاقتصاد العالمي فإنه يتعيّن علينا عدم تعقيد الأمور أكثر على الاقتصادquot;. وأضاف quot;أن السوق مزودة أكثر من اللازم، غير أننا نأمل أن يتحسن الاقتصاد قليلاً. وفي الآن نفسه، تتحرك الأسعار لأن المضاربين عادوا، وأن السوق يرسل إشارات مختلفةquot;.

أما وزير الطاقة القطري عبد الله العطية فقد حرص على تحذير المنتجين من الإفراط في التفاؤل إزاء الارتفاع الأخير لسعر برميل النفط. وقال quot;علينا التباحث في وضع السوق. وإن سعر النفط ليس مرتبطاً الآن بالعرض والطلب. ولا ينبغي أن نفرط في التفاؤلquot;.

وأوضح حول قرار الإبقاء على سقف الإنتاج الحالي quot;أنه أفضل قرار يمكننا اتخاذهquot;.

من جانبه، أشار الخبير الفرنسي بيار تيرزيان الخميس في دورية quot;بيتروستراتيجيquot; إلى أن الارتفاع الحالي للأسعار quot;ناجم من الأمل في انتعاش اقتصادي، وليس عن عوامل نفطية أو عن أساسيات السوقquot;.

ولجهة quot;صقور أوبكquot;، اعتبر وزير النفط الفنزويلي رافايل راميريز أن السوق يعاني من فائض مليون برميل يومياً، مضيفاً أن هذا الوضع سيتحسن quot;متى احترم أعضاء أوبك حرفياً حصصهمquot;.

وقال وزير النفط الأنجولي خوسيه بوتيلو دي فاسكونسيلوس الذي يتولى حالياً رئاسة منظمة أوبك quot;أعتقد أن روح بياننا الختامي تبعث برسالة تفاؤل يشعر به حالياً جميع أعضاء المنظمةquot;. وأضاف quot;هذا التفاؤل تصاحبه بعض الواقعيةquot;.

وبلغ سعر برميل النفط اليوم الخميس في التبادلات الآسيوية نحو 63 دولاراً، في حين تراجع في نيويورك إلى 63.01 دولاراً مقابل 63.45 دولاراً الأربعاء، وبلغ أثناء جلسة التداولات أعلى مستوى له منذ 10 نوفمبر 2008 عند 63.82 دولاراً. في المقابل، تراجع سعر برميل خام برنت في لندن 50 سنتاً ليصل إلى 62 دولاراً.

وحذّرت الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد وأكبر مستهلك الطاقة في العالم، من أن ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير قد يسبب أضراراً مالية، رغم أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال إن بلاده quot;تراجعت عن حافة الهاويةquot;. ومن المتوقّع أن يبحث أوباما مع العاهل السعودي الملك عبد الله أسعار النفط في اجتماع الأسبوع المقبل في الرياض.

والمرة السابقة التي غيّرت فيها أوبك مستويات الإنتاج المستهدفة كانت في اجتماعها في ديسمبر في الجزائر. ويبلغ إجمالي الإنتاج المستهدف 24.84 مليون برميل يومياً للدول الأعضاء الإحدى عشرة الملتزمة بحصص الإنتاج. وإجمالاً اتفقت أوبك على خفض الإمدادات بمقدار 4.2 مليون برميل يومياً، وحسب تقديرات لمحللين فإن تقيد أعضائها بالتخفيضات المتفق عليها يبلغ حوالي 80 %.

وقال وزراء إن اجتماع اليوم حثّ الأعضاء على تشديد التقيد بالتخفيضات، لكن لا يتوقع كثير من المحللين تشديد الالتزام، مشيرين إلى أنه عند مستويات مرتفعة تاريخياً بالفعل. ولفت أعضاء أوبك الذين يتخذون موقفاً أكثر اعتدالاً بشأن الأسعار إلى أن ارتفاعها بشكل كبير قد يؤدي إلى شعور زائف بالأمن وإفساد الالتزام داخل أوبك، لاسيما في وقت تعارض فيه دول أعضاء، من بينها فنزويلا وحتى أنجولا التي تتولى رئاسة المنظمة حالياً الحصص المقررة لها.

وصرح مندوب لأوبك لرويترز أنه quot;مع ارتفاع الأسعار حالياً من المرجّح أن يزيد الناس الإنتاج، وقد يكون لهذا تأثير سلبي على الأسعارquot;. وتعتبر المخزونات مقياساً رئيساً تراقبه أوبك عن قرب.

وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن المخزونات تعادل ما يكفي استهلاك 62.4 يوم، وهو الأعلى منذ 1993، لكن النعيمي توقّع أن تتراجع إلى ما يعادل استهلاك ما بين 52 إلى 54 يوماً بسبب تزايد الطلب. وتعقد أوبك اجتماعها العادي المقبل لمراجعة سياسة الإمدادات في التاسع من سبتمبر.