لندن: بدأ أسوأ فصول الركود العالمي ينتهى في بريطانيا، خاصة بعد التحسن الذي بدأ يظهر على قطاع المنازل الذي كان من أحد الأسباب الرئيسة للأزمة المالية العالمية.

واليوم أعلن المعهد الملكي (RICS) عن مؤشر أسعار المنازل لشهر أيار حيث ارتفع مسجلاً -44.1% مقارنة بالقراءة السابقة المعدلة إلى -58.7% بعدما كانت بنسبة -59.9% في حين كانت التوقعات بنسبة -52.0%.

والارتفاع الذي شهده هذا المؤشر يعد الأعلى مستوى له منذ شهر تشرين الثاني من عام 2007 وهو ما يدعم الآراء بوصول قطاع المنازل إلى القاع، ويوضح هذا الارتفاع أيضاً معاودة الأنشطة داخل قطاع المنازل، وهو ما يوضح ارتفاع الطلب على المنازل، وبالتالي اتجاه أسعارها نحو الارتفاع.

وحتى الآن، فإن معظم المؤشرات التي صدرت من قطاع المنازل تؤكد تقلص انكماش القطاع ووجود بعض من التحسن أخيراً.وهذا يعد دليلاً على تأثير الجهود الحكومة البريطانية والبنك المركزي البريطاني لدعم الاقتصاد في ظل انخفاض سعر الفائدة إلى أدنى مستوى لها منذ تأسيس البنك إضافة إلى استمرار العمل بسياسة التخفيف الكمي للتخفيف من الأوضاع المتدهورة في النظام المالي.

كما إن درجة تفاؤل النظرة المستقبلية بشأن القطاعات الرئيسة لدى البريطانيين قد انخفضت بسب ارتفاع معدل البطالة الذي وصل إلى 7.1%، وهو أعلى مستوى منذ أن تولى جوردون براون رئاسة الوزراء. على الرغم من ذلك إلا أن البريطانيين يرون أن الأسوأ من الأزمة المالية قد انتهى.

ولا تزال مستويات الإنفاق متضائلة حتى وقتنا الحالي، وفقاً لما أظهره مؤشر مبيعات التجزئة والذي صدر من Retail Consortium (BRC) حيث أوضح انخفاض مبيعات التجزئة السنوية للفترة المنتهية في شهر أيار مسجلاً 0.8% ليأتي بذلك أدنى من القراءة السابقة التي كانت سجلت نسبة 4.6%. ويعد ذلك تراجع لمستويات الإنفاق التي تلقي بظلالها على النمو الاقتصادي للبلاد.

وإن استمرار تراجع مستويات الإنفاق يدفع على تزايد مخاطر الانخفاض التضخمي التي تعني الانخفاض المستمر لمستوى الأسعار، لذا فإنه ومع استمرار انحدار معدل التضخم فإن ذلك يعد أحد العوامل في تأخير معاودة التعافي للاقتصاد البريطاني.

ومن الناحية السياسة نرى استمرار جوردون براون رئيساً لحزب العمل في الوقت الذي يزداد فيه استياء البريطانيين من الأوضاع الحالية. و أكد براون إلى استمراره في مساعدة الأمة للخروج من الركود واستحداث إجراءات إضافية لدعم النمو الاقتصادي. ولكن لا يزال موقف براون ضعيفاً خاصة مع استمرار تدهور سوق العمل وتردي الأوضاع في النظام المالي.

ومن تداولات الجنيه الإسترليني خلال جلسة اليوم نجد ارتفاع العملة الملكية، أما الدولار الأميركي وبسبب البيانات الجيدة عن قطاع المنازل تداول حول مستويات 1.6196 بعدما حقق الأعلى عند مستوى 1.6202 والأدنى عند مستوى 1.5987 في تمام الساعة 11:50 بتوقيت غرينتش.

بينما شهد سوق الأسهم البريطاني تقلباً خلال تداولات اليوم نتيجة لتبرير المستثمرين بأن الارتفاع الذي شهدته الأسهم خلال الفترة السابقة كان مبالغاً فيه. وفي تمام الساعة 11:50 بتوقيت غرينتش تراجع مؤشر FTSE100 قليلاً بنسبة 0.14% أو 6.09 نقطة ليسجل 4399.13 نقطة.