صفقة بـ500 مليون ريال واختبار حقيقي للشفافية
صافولا تستحوذ على جيان السعودية المملوكة للحكير
جمال المعيقل ومهند اليوسف من الرياض: يبدو أن حمى الاندماج أو ربما الاستحواذ أصبح طعم مر المذاق لصفقات أكره البعض عليها بعدما قصمت الشعرة ظهر البعير وتداعت بعض أسوار الثروات مع وصول فلول الأزمة المالية العالمية إلى المملكة وانكشاف غطاء البنوك أمام علل الإقراض التي أبانت ضعف بعض إدارات المخاطر في البنوك التجارية التي تسعى إلى الخروج من النفق المظلم لرؤية بصيص آمل من أموال عانقت أصابع السحاب في رياح المجاملات المخملية لتحتبس الأنفاس في عنق الزجاجة ويسود الصمت المكتسي بالغبار ملف هذه الصفقة.
إيلاف علمت من مصادرها الخاصة انه تم الانتهاء مؤخرا من إجراءات شراء أسواق جيان الفرنسية Geant من وكيلها الحصري في السعودية شركة فواز الحكير لصالح شركة صافولا ، وتناقلت الأخبار من داخل أروقة السوق السعودي أن الشركة في نيتها الاستحواذ الكامل لمجمعات جيان داخل المملكة بقيمة يتوقع أن تتجاوز الـ 500 مليون ريال .
ولم يتم الاتفاق النهائي بحسب المصدر على كيفية إنهاء الصفقة ، أي انه من الممكن تغطية المبلغ بواسطة أسهم في شركة صافولا أو سندات ، بديلا عن النقد ما يعادل 50 % من قيمة الصفقة .
وتعتبر صافولا من الشركات القيادية في السوق السعودي ، وامتلكت أخيرا سلسلة هايبر بنده الشهيرة ، من خلال صفقة استحواذ بدأتها بعقود تطويرية ، ويقدر رأس مالها بخمسة مليارات ريال .
شركة الحكير التي يتركز نشاطها التشغيلي في تجارة الجملة و التجزئة للملابس الجاهزة والأثاث والمفروشات والمعدات وأجهزة الاتصالات السلكية وقطع غيارها وصيانتها والأجهزة الكهربائية و تجارة الحقائب والأحذية والنظارات والإكسسوارات ومستحضرات التجميل والعطور و العبايات والأقمشة .
تأسست في عام 1990 ومع ازدهار نشاط تجاره التجزئة بالمملكة ، ومنذ ذلك الحين قررت الشركة زيادة حجم النشاط ليصبح إجمالي الماركات ( 42 ( ماركة عالمية ، من خلال ( 617 ) معرض حتي مارس 2006 ، ويبلغ رأس مال الشركة المصرح به700مليون ريال وهي من بين المتضررين من الأزمة الاقتصادية العالمية ويتضح ذلك جليا في نتائج الشركة للربع الأول من هذا العام 2009 حيث حققت الشركة حجم مبيعات يقارب الـ 400 مليون ريال بانخفاض قدره 6 % عن الربع الأخير من 2008 ، في حين انه ارتفع إجمالي الموجودات إلى 1.6 مليار ريال مقابل 1.2 مليار ريال في الربع الأخير من 2008 .
كما أن الشركة التي تعتبر المالك الرئيسي لمجمع الرياض جاليري الواقع شمال مدينة الرياض عانت أخيرا من انسحاب ماركات عالمية وشهيرة من المجمع ، لعدة أسباب أهمها ضعف الإقبال وارتفاع أسعار الإيجارات داخل المجمع .
بيع المجمع جاء من خلال إقرار الجمعية العمومية للشركة بتفويض مجلس الإدارة بالتوقيع على عقود شراء حصة من مجمع الرياض جاليري التجاري بمبلغ 75 مليون ريال وكذا فندق بمبلغ 25 مليون ريال والعائدة ملكيتهم لشركة المراكز العربية وقد كلف مجلس الإدارة مكتبين مستقلين عالميين لتقييم هذا الاستثمار وكانت نتيجة تقريريهما أن الثمن العادل مائة وأثنين وعشرون مليون ريال في حين بلغت قيمة الشراء مائة مليون ريال، حسبما ورد في موقع تداول لنتائج الجمعية العمومية ، يذكر أن إعلان الاستحواذ من قبل صافولا لم يعلن من قبل شركة فواز الحكير كما لم يعلن من قبل شركة تداول على موقعها الرسمي الخاص بإعلانات الشركات وسط تساؤلات حول ماهية الإفصاح والشفافية وحقيقة تطبيقها في سوق الأسهم السعودية ودور هيئة السوق المالية في تطبيق أنظمتها .