إيلاف من واشنطن: عادت مجموعة جنرال موتورز الأميركية اليوم (الجمعة) إلى الحياة مجدداً بفضل سياسة الرئيس باراك أوباما الذي أصر على أن تمتلك دولته أغلبية أرصدتها، بعدما تقدمت الشركة رسمياً في يونيو (حزيران) الماضي بطلب يتضمن إشهار إفلاسها بعد أن وافق معظم حملة أسهم الشركة المتعثرة على مقايضة ديونهم المستحقة لديها بملكية جزئية وسندات في الشركة بعد إعادة هيكلتها. ما دعا إدارة أوباما إلى الإعلان عن شركة جديدة ستتأسس لاستعادة الأصول الرابحة لمجموعة جنرال موتورز. إذا تمتلك الدولة الفدرالية الأميركية ستقدم من 1,30 مليار دولار وتمتلك 60 بالمائة من رأسمالها. وستقدم الدولة الكندية ومقاطعة اونتاريو 5,9 مليارات دولار أميركي وستحصلان على 12 بالمائة من أسهم الشركة.

وفي العاصمة الأميركية واشنطن أعلنت المجموعة في بيان لها اليوم عن الانطلاق الرسمي للشركة الجديدة الخارجة من نظام الإفلاس وجاء في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: quot;بدأت شركة جنرال موتورز الجديدة نشاطها اليوم مزودة بنية جديدة وميزانية أكثر متانةquot;، متعهدة quot;اطلاع المستهلكين على كل ما تصنعه جنرال موتورز الجديدةquot;.

وقال المدير العام فريتز هندرسون خلال مؤتمر صحافي quot;اليوم بداية عهد جديدquot;. معرباً عن quot;امتنانهquot; للمساعدة التي قدمتها الحكومتان الاميركية والكندية اللتان قدمتا 60 مليار دولار لجنرال موتورز منذ كانون الأول(ديسمبر 2008)، مشيرا الى ان الشركة الجديدة ستركز على المستهلك.
وأكد ان جنرال موتورز ستركز على أربعة أنواع رئيسة هي quot;بويكquot; و quot;كاديلاكquot; وquot;شيفروليهquot; وquot;جي ام سيquot;. كما اكدت المجموعة عودة إحدى الشخصيات المرموقة في عالم صناعة السيارات وأحد الأعمدة السابقة لجنرال موتورز بوب لوتز الذي سيتولى إدارة الترويج والإعلام في الشركة الجديدة.

وتعد شركة جنرال هي شركة متعددة الجنسيات، أميركية الأصل. وتعتبر من ثاني أكبر منتج للسيارات في العالم بعد تويوتا. تأسست الشركة عام 1908 بواسطة ويليام دورانت، مقرها الرئيس في مدينة ديترويت الأميركية وهي توظف نحو 266 ألف موظف في مصانعها المنتشرة في 35 دولة، وقد حققت عام 2005 رقما قياسيا إذ باعت 9.15 ملايين سيارة تحت أسماء كاديلاك، وبيويك، وشيفرليه، وجي أم سي وهمر وهولدن وجي أم دايو وأوبل وبونتياك وساب وساترن وفاكسهول. عام 2007 جاءت الشركة بإيرادات بلغت 181 مليار دولار لكنها عانت من خسائر فادحة بلغت نحو 38.7 مليار دولار.

وتملك جنرال موتورز معظم أسهم شركة دايو للسيارات والتقنية في كوريا الجنوبية، كما أن لها تعاونا تجاريا وصناعيا مع شركتي إيسوزو وسوزوكي اليابانيتين، وتتعاون في مجال تقنية صناعة السيارات مع مجموعتي ديملر كرايسلر وبي أم دبليو الألمانيتين وتويوتا اليابانية، ولها عدة مشاريع في صناعة مركبات بالتعاون مع شركات عالمية بالإضافة إلى تويوتا وسوزوكي هناك شنغهاي لصناعة المركبات الصينية وهي منافسة قوية لشركة تشيري أوتو موبيل ، ورينو الفرنسية، وشركة أوتوفاز الروسية.

أعلنت جنرال موتورز إفلاسها يوم 1 يونيو 2009 كجزء من خطة إعادة الهيكلة المتفق عليها مع حكومات الولايات المتحدة وكندا، في ما يعد أكبر من إفلاس لشركة صناعية أميركية ورابع اكبر إفلاس في تاريخ الولايات المتحدة، وبعد ليمان براذرز وواشنطن ميوتشوال و وشركة وورلد كوم وبموجب خطة إعادة الهيكلة ستحصل جنرال موتورز على 30 مليار دولار إضافية بينما ستملك الولايات المتحدة ستين في المئة من أسهمها [1]، وأعلن انه اعتبارا من الاثنين 8 يونيو 2009 ، سيتم إزاحة جنرال موتورز من مؤشر داو جونز الصناعي ، لتحل محلها شركة سيسكو سيستمز.