لندن: أكد راينهارد ميتشك، رئيس مشروع أنبوب quot;نابوكوquot; لنقل الغاز من بحر قزوين إلى أوروبا عبر تركيا، أن حاجة دول الغرب المتزايدة للطاقة قد تفتح الباب أمام تعاون مستقبلي مع إيران للحصول على إنتاجها من الغاز، إذا تبدلت الظروف السياسية الراهنة.

ولفت ميتشك، في حديث لبرنامج quot;أسواق الشرق الأوسط CNNquot; إلى أن أوروبا تتفهم حاجة دول قزوين، وعلى رأسها أذربيجان وتركمانستان لإبقاء علاقتها قوية مع روسيا، محاولاً بذلك التقليل من حدة قلق موسكو حيال الأنبوب الذي قد يكسر احتكارها لبيع الغاز في السوق الأوروبية، كما أكد التزام العراق بضخ الغاز عبر الأنبوب.

وأشار ميتشك إلى أنه تلقى ما وصفها بـquot;إشارات مؤكدةquot; من أذربيجان والعراق وتركمانستان بأن الغاز سيكون متوفراً لخدمة حاجيات الأسواق الأوروبية عبر أنبوب quot;نابوكوquot;، الذي شهدت مدينة أسطنبول التركية قبل أيام توقيع عقد إنشائه بين ممثلين عن ست دول.

كما شدد على عدم ممانعته خطط بعض الدول المصدرة للغاز، وخاصة أذربيجان وتركمانستان المشاركة في المشروع وضخ الغاز لروسيا في الوقت عينه، ورأى أن دول بحر قزوين سترغب بالحفاظ على علاقاتها المتينة التجارية والصناعية مع روسيا.

وتابع أن تلك الدول: quot;ترغب بتنويع صادراتها من الغاز نحو إيران وروسيا والصين، ولكننا على ثقة من وجود حصص مخصصة للسوق الأوروبيةquot;.

ولدى سؤاله حول معارضة الولايات المتحدة لمشاركة إيران في المشروع قال ميتشك: quot;أنبوب نابوكو سيرفع سعة نقله خلال العقد المقبل، أي بحلول العام 2020، إلى 31 مليار متر مكعب من الغاز، وأنا أظن أن الظروف السياسية ستتبدل بحيث قد تتطور قواعد سياسية تسمح بالتعاون التجاري بين أوروبا وإيرانquot;.

وأعرب ميتشك عن ثقته بأن لدى الدول المساهمة في المشروع والاتحاد الأوروبي على حد سواء الرغبة بتأمين 7.9 مليارات دولار، لتمويل المشروع.

ورحب مدير quot;نابوكوquot; بخطط موسكو لبناء أنبوب منافس لنقل الغاز إلى إيطاليا عبر تركيا قائلاً quot;حتى لو أخذنا بعين الاعتبار تراجع الاقتصاد العالمي حالياً، فإن أوروبا ستكون بحاجة إلى 150 إلى 200 مليار متر مكعب إضافي من الغاز في روسيا، لذلك فوجود أكثر من خط حاجة لأوروبا لإشباع حاجاتها من الطاقة خلال العقدين المقبلينquot;.

ويأتي حديث ميتشك بعد أسبوع على توقيع ممثلين عن ست في تركيا على اتفاق لمد خط quot;أنابيب نابوكوquot;، الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة الراغبة بتخفيف اعتماد دول الغرب على الغاز الروسي.

ومن المقرر أن يمر الخط الذي تبلغ تكلفته 11 مليار دولار، من أذربيجان عبر حدود تركيا الشرقية، وصولاً إلى بلغاريا ورومانيا وهنغاريا، ومنها إلى مستودعات كبيرة للتخزين في النمسا.

وقد وقّعت ألمانيا بدورها على المشروع بوصفها شريكاً، في حين حضرت أذربيجان، التي ستكون المصدر الأساس للغاز، المراسم من خلال ممثلين عن وزارة الطاقة.

وتسيطر روسيا حالياً على خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وقد سعت منذ فترة إلى استباق مشروع quot;نابوكوquot; باقتراح خطة quot;الأنبوب الجنوبيquot; الذي يمر تحت مياه البحر الأسود، وصولاً إلى بلغاريا، وذلك بتكلفة تتقاسمها موسكو مع إيطاليا.

لكن مشروع quot;نابوكوquot; حصل على دفعة معنوية قوية في يناير الماضي، عندما قامت روسيا بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا خلال خلافها مع حول الأسعار مع أوكرانيا.

ومن المقرر أن تبدأ مشروعات بناء الأنابيب بعد جمع الأموال اللازمة، على ألا تبدأ عمليات الضخ قبل عام 2014.