أشرف أبوجلالة من القاهرة: تناولت صحيفة quot;فاينانشيال تايمزquot; البريطانية في تقرير لها حقيقة ارتكاز شركة ممتلكات البحرين القابضة على مبدأ الشفافية في تعاملاتها التجارية، وذلك بعد أن قامت بنشر المجموعة الأولى من نتائجها السنوية، واستعدادها في خلال هذه الأثناء للحصول على تصنيف دولي في تلك الجزئية. وأشارت الصحيفة إلى أنه قد بات من الواضح الآن أن الشركة مصممة على أن تصبح صندوق الثروة السيادية الأكثر شفافية في منطقة الخليج. ونقلت الصحيفة في هذا الإطار عن طلال الزين، الرئيس التنفيذي للشركة، قوله: quot;على عكس معظم صناديق الثروة السيادية في المنطقة، فإننا لا نتحصل على دخولنا من عائدات النفط. لكن ما يميزنا أيضًا ويجعلنا نبدو وكأننا شركة استثمارية في المقام الأول، هو مستوى الشفافية الذي نناضل من أجلهquot;.


ومع هذا، فقد أكدت الصحيفة على أن منهجية الشفافية قد تكون سلاحًا ذا حدين. حيث أظهرت أحدث نتائجها أن ممتلكات تعرضت لخسائر بقيمة 69.3 مليون دينار بحريني ( 183.8 مليون دولار )، وهي الخسائر التي عزتها إلى رسوم الإضرار ببنك الخليج الدولي وشركة الخليج للاستثمار، التي تبلغ قيمتها 370 مليون درهم بحريني. وقد تعرضت كلتا المؤسستين الماليتين، المملوكتين بشكل مشترك من جانب حكومات مجلس التعاون الخليجي، لضربة قوية بسبب الأزمة الائتمانية في العام الماضي. وهنا، عاود الزين ليؤكد على أن القيمة الخاصة باستثمارات شركة ممتلكات قد انخفضت إلى 7.7 مليار دولار بعد أن كانت تقدر بنحو 8 مليار دولار العام الماضي.


ثم أشارت الصحيفة إلى أن سنداتها التجارية تضم 35 شركة تجارية، من بينها: طيران الخليج؛ البحرين للألمونيوم ( ألبا )؛ باتيلكو للاتصالات السلكية واللاسلكية؛ بنك البحرين الوطني؛ وحصة قدرها 30 % في ماكلارين، مالكة فريق سباقات الفورمولا واحد. من جانبها، أكدت الصحيفة في مجمل حديثها على أن السعي وراء تحقيق الشفافية ظلت مهمة شاقة بالنسبة إلى شركة ممتلكات. وكان من بين أهدافها العمل على فتح دفاتر لشركاتها الفرعية غير المدرجة، على الرغم من عدم تحقق ذلك حتى الآن. ونقلت الصحيفة هنا عن الزين قوله :quot; هذا يمثل تغييرًا في ثقافة تلك الشركات. لذا فإن ما نقوم به الآن هو أن نعمل مع هذه الشركات غير المدرجة لوضع نظام، طريقة للإبلاغ، وبذلك نتمكن في نهاية الأمر من تقاسم جميع معلوماتهم المالية مع الجمهورquot;.


ومضت الصحيفة بالقول إلى أن شركة طيران الخليج، التي تعاني من عثرات، فيتوقع أن تتعرض لخسائر هذا العام، وفقًالتوقعات مالية تم تسريبها. وهو ما دفع بنواب بحرينيين للمطالبة في يونيو / حزيران الماضي بفتح تحقيق في حسابات الشركة. ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن عبد الجليل خليل، رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية بالبرلمان البحريني :quot; لا نريد أن نتدخل في تفاصيل عملية طيران الخليج، لكن ما نريده هو ضمان استخدام المال العام بأفضل طريقة ممكنة. وما نريده هو رؤية مزيد من الشفافية في خططهمquot;.
إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن مؤسسة صناديق الثروة السيادية المستقلة قامت في مارس / آذار الماضي برفع درجة تصنيف الشفافية لدى ممتلكات إلى 7 نقاط بعد أن كانت 6 نقاط من عشر نقاط تأشيرية. ومن بين الشركات الخليجية التسع التي شملتها هذه الدراسة، حققت البحرين أعلى درجة مجتمعة في مؤشر الشفافية الخاص بمؤسسة صناديق الثروة السيادية، إلى جانب شركة مبادلة الإماراتية. وهنا، عاود الزين ليكشف عن أن ممتلكات تتطلع إلى عمليات الشراء الأجنبية، وقامت بالسير على خطى شركة مبادلة عن طريق التقدم لاثنين من الوكالات الدولية للحصول على تصنيف. وتابع الزين حديثه قائلا ً :quot; إذا نظرتم إلى ميزانيتنا العمومية، ستجدون أننا مديونون بالكاد، وهو ما يجعل أمامنا مساحة للاستفادة من أسواق الائتمان عندما يبدأ الاقتصاد العالمي في استرداد عافيته. كما يوجد هناك خيار آخر يتمثل في الاستفادة ماليًا من بعض استثماراتناquot;.


وعلى الرغم من أن ماكلارين تعتبر الأصل الأجنبي الكبير الوحيد لشركة ممتلكات خلال الوقت الراهن، إلا أن الصندوق يهدف إلى امتلاك نصف استثماراته المستقبلية بالخارج. وتضم المجالات محط الاهتمام، كل من سوق العقارات والاتصالات والخدمات المالية والضيافة مع التركيز في المقام الأول على أميركا الشمالية وغرب أوروبا، حسب ما ذكر الزين. وقالت الصحيفة في النهاية إن شركة ممتلكات قامت أيضًا بتخصيص عدد من الشركات الفرعية للخصخصة. وكان من بين أكبر هذه الشركات شركة طيران الخليج، التي تأمل في العودة إلى الربحية قبل أن تفكر في البيع.